أبكي على أهل العلا من يعرب
شعر : ماجد الراوي من ديوانه المطبوع ( طيوف ساحرة )
أبْكي على أهْلِ العُلا مِنْ يَعْرُبٍ أهْلُ الفَصاحَةِ في المَقابِرِ غابُوا أنا هارِبٌ مِنْ غَيْرِ عَصْري تائِهٌ أحْيا بِعَصْرٍ مالَهُ أبْوابُ صَحْبي القَتِيْلُ وَذُو القُرُوحِ وعروةٌ وَدَّعْتُهُمْ وإلى الفَناءِ انْسابُوا عاصَرْتُهُمْ زَمَناً مَضى فَتَغَرَّبُوا وتَوَجَّهُوا نَحوَ الشُّمُوسِ فَذابُوا وبَقِيْتُ أبكي عَصْرَهُمْ مُسْتَوْحِشاً فالصَّمْتُ غُولٌ والظَّلامُ غُرابُ عَبَثَ الأعادي بالعُقُولِ لِحِقْدِهِمْ فَهَوَتْ على أُمِّ اللُّغاتِ حِرابُ وَعَدَتْ كِلابُهُمُ لِتَنْهَشَ إرْثَنا وتَنُوشُهُ أظْفارُها والنّابُ فَغدا الثُّغاءُ لكُلِّ أُذْنٍ مُطْرِباً ولِذاكَ حَطَّمَ عُودَهُ " زِرْيابُ أهْلَ الفَصاحَةِ يا أخِلاّء العُلا يا مَنْ لَكُمْ فَوقَ الشُّمُوسِ قِبابُ ُردُّوا على مَنْ شَوَّهُوا آدابَكُمْ حَتّى يَزُولَ عَنِ العُيُونِ ضَبابُ وتَعُودَ للعُرْبِ الأُباةِ فَصاحَةٌ كانتْ لَهُمْ حارَتْ بها الألْبابُ فإذا أعَدْتُمْ للأصالَةِ وَجْهَها وانْزاحَ عَنها ساتِرٌ ونِقابُ عادَ الضِّياءُ إلى مُحَيّا أُمَّةٍ عزت وخاب بكيدهم من خابوا