أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الفاضل والمفضول

  1. #1
    الصورة الرمزية رافت ابوطالب قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Feb 2015
    المشاركات : 964
    المواضيع : 527
    الردود : 964
    المعدل اليومي : 0.29

    افتراضي الفاضل والمفضول

    الفاضل والمفضول:
    حتى نفرق بين المعنيين فالفاضل أعلى في صفاته من المفضول دينيا
    ليكون السؤال من نقدم ليدير أمرنا
    نقدم الفاضل ام المفضول؟
    هذا السؤال وما يعقبه من نتائج هو سبب انهيار الخلافة الإسلاميه وما تبعه من سفك الدماء وهو السبب الرئيس في كل الصراعات بين العالم الإسلامي والعربي بصفة خاصة وسبب الصراعات بين الجماعات المختلفة والقبائل والأحزاب والتكتلات بمسمياتها المختلفة
    نقدم من الفاضل أم المفضول ؟يا له من سؤال خبيث نهبت بسببه الثروات وسفكت الدماء وتمزقت الأوطان وشردت الشعوب
    حتى نعلم الجواب علينا بدراسة ما لا يشوبه الخطأ ولا ريب فيه وهو الإسلام
    إذ الإسلام هو علم من له الصفات العلى سبحانه بالتالي صفته سبحانه
    بالتالي لابد ان يحمل من العلو والكمال ما يليق بكونه علم من له الصفات العلى
    والبشرية تبحث بهذا السؤال عن النجاة من شر ما حالا او مستقبلا
    وهل في الإسلام ما يبين ان هناك الفاضل والمفضول
    نعم لدينا قصة يوسف عليه السلام الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم
    في زمانه اجتمع اثنين من الأنبياء
    يعقوب عليه السلام وابنه يوسف عليه السلام
    بالتالي العاطفة الدينيه تقول انه يجب أن تصبح الارض التي يحيون بها هي الافضل أمنا ونظاما ومودة ورحمة
    والقصة تبدأ لبيان ذلك
    إخوة يوسف عليه السلام يقومون بالحيلة لنزع يوسف عليه السلام من قلب ابيهم فيلقونه بالجب ويدعون كذبا بأن الذئب أكله فجمعوا عدة صفات سيئة
    معصية الله سبحانه بنية مرتبة وعزم جازم
    عقوق الوالد مع شيبته ومكانته كنبي كريم
    وعدم الوفاء والخيانة لأخيهم
    والكذب على الاب واتهامه في عقله بظن السوء فيهم
    واتهام مخلوق بريئ وهو الذئب بقتله ليوسف
    ثم إهدار دم حيوان بنية تلطيخ قميص يوسف بالدماء
    ثم البكاء كذبا إمعانا في حبك روايتهم الكاذبة
    ثم القدوم عشاءا لبيان عدم استعجالهم بإيقاع الصدمة على أبيهم ومدى ألم بهم من الحزن
    ثم الإصرار على الذنب بعدم ورود العاطفة تجاه اخيهم وهو بوحدته وعزلته بالجب
    ثم نسيانه كأنه لم يكن وورود السعادة على وجوههم وهم امام أبيهم وهم يرون ألامه وحزنه

    ثم تأتي السيارة ويخرجونه من الجب بالتالي فالمفضول وهم هؤلاء السيارة افضل من الفاضل وهم إخوة يوسف في تلك الحادثة مع نيتهم ببيعه
    لان فعل إخوة يوسف يحتمل هلاك يوسف بينما فعل السيارة يحتمل نجاته
    بالتالي فهذا الفعل يمدح للمفضول وهم السيارة ويذم فعل إخوة يوسف وهم الفاضل لكونهم موحدين بالله
    ثم يباع يوسف عليه السلام لعزيز مصر
    ويقوم عزيز مصر الكافر وزوجته الكافرة بتربية يوسف عليه السلام ويكرمون مثواه
    بالتالي هذا المفضول قدم من الحسن والامان ما لم يقدمه الفاضل وهم إخوته
    ثم تقوم امرأة العزيز بمراودة يوسف عن نفسه فيستعصم بان يبني بينها وبينه ما يجعله في عصمة عن ان يقع في هذا النقص وهو صفته لكونه نبي كريم لا يصدر منه نقصا ظنا او حديث نفس او فعل متعدي يعارض صفته كنبي
    والنبوة ليست منحة بشرية
    النبوة قدر جبري من الله سبحانه وتعالى بالتالي صاحب هذا القدر الجبري لا يصدر منه أي نقص كان سواء ظنا او قولا او فعلا
    ومع هذا فإن تلك المرأة بفعلتها هذه فهي اقل ضررا على يوسف من إخوته فهي مع كفرها ومراودتها لا تبغي هلاك يوسف عليه السلام
    بالتالي فالمفضول هنا أفضل من الفاضل في تلك الحادثة
    ثم ناتي لرؤية الملك الكافر (وَقَالَ ٱلۡمَلِكُ إِنِّيٓ أَرَىٰ سَبۡعَ بَقَرَٰتٖ سِمَانٖ يَأۡكُلُهُنَّ سَبۡعٌ عِجَافٞ وَسَبۡعَ سُنۢبُلَٰتٍ خُضۡرٖ وَأُخَرَ يَابِسَٰتٖۖ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡمَلَأُ أَفۡتُونِي فِي رُءۡيَٰيَ إِن كُنتُمۡ لِلرُّءۡيَا تَعۡبُرُون)
    الملك هنا كافر ومن حوله يتبعونه ويخضعون لأمره بالتالي هم بالنسبة للملك أفضل من يوسف الذي لا يتبع دينه بالتالي مع أن يوسف بالنسبة لنا هو الفاضل إلا انه بالنسبة للملك هو المفضول لكونه ليس من أبناء مصر وليس على دينها
    إلا ان الملك يقدم المنطق العقلي فيختار المفضول بالنسبة له وهو يوسف ويترك الفاضل وهم كهنته
    بالتالي بعد ان عبر يوسف عليه السلام الرؤية ووضع برنامج النجاة للبشرية من الجوع
    تم مناقشة قضية سجنه وتبرئة يوسف عليه السلام بايدي ملك كافر
    بالتالي المفضول وهو الملك الكافر في تلك الحادثة افضل من إخوة يوسف الذين ارادوا هلاكه وهم الفاضل
    ثم اختاره الملك لكونه حفيظ عليم وليس لكونه نبي
    وصار الفاضل وهو يوسف عليه السلام وزيرا للمفضول وهو الملك وفعل الملك هنا وهو المفضول أفضل من فعل إخوت يوسف وهم الفاضل
    فاصبح الفاضل وهو يوسف عاملا لدى المفضول وهو الملك لنجاة البشرية
    فهل نازع يوسف الملك على ملكه وقال له أنا افضل منك مع أنها حقيقة ومعه من معية الله ما يجعل هذا الأمر حقيقة
    ام أن مراد الله سبحانه في جعل يوسف وزيرا لهذا الملك الكافر وليس ملكا إذ العبرة بتحقيق النجاة وليس بالمنصب الذي سيتحقق منه النجاة
    وتبدأ سنوات العجاف ويصبح الملك والبشرية جميعا تحت إدارة يوسف عليه السلام دون ان يكون يوسف ملكا لمصر وصار يوسف عليه السلام هو السلطة التنفيذيه لثروات مصر يعمل من خلال سلطة الملك
    والبرنامج الإداري ليوسف ليس فكرة عقلية لمجتهد بشري إذ الأمر كله اعتمد على رؤية غيبية
    بالتالي فالأمر كله يدور مع صفة يوسف كونه نبي
    فالبشرية هنا اطاعة يوسف النبي في كيفية نجاتها بدنيا مع أنه يعمل وزيرا للملك
    ثم جاء إخوة يوسف عليه السلام يبحثون عن الحفاظ على حياتهم من الجوع عند دولة على ملة اخرى
    وهم الفاضل يبحث عن النحاة لدى المفضول وهم أهل مصر
    فالنجاة مفتوحة لكل البشرية وليست حكرا على مصر وأهلها مما يبين فضل مصر على البشرية كلها وان كرمها صفة جبلية من القدم إذ كان بإمكانها غلق حدودها فتنجوا هي فقط ويهلك غيرها ثم تصبح الارض كلها ملكا لأهلها
    ولكنها مصر وذاك أهلها

    ثم ياتي إخوة يوسف ومعهم يعقوب عليه السلام وهو الفاضل ليعيشوا في خير المفضول وهو حاكم مصر
    فتلك مصر
    فرجت عن يعقوب عليه السلام واهله وعن البشرية كربة عظيمة من توفير كل ما يقيم الحياة لنعلم ان هناك رصيد عظيم لمصر واهلها عند الله سبحانه ليفرج كربها واضف إلى ذلك ان هناك من الطير والحيوانات ما وجدت حياتها بمصر
    فهل يعقوب عليه السلام نازع ملك مصر في ملكه لكونه الفاضل مع أن ابنه يوسف اطلع على اسرار الدولة وصار له اتباعا يؤيدونه
    ام صار الجميع يحيون في كنف هذا الملك امنين
    لتحيا البشرية النجاة الفعلية اولا بإمدادهم باسباب الحياة ثم يكون هذا المدد ارضية طيبة لعرض مراد الله سبحانه وخلال ذلك فإن الجميع يحيون علو صفات بعضهم لبعض
    لنقول للجماعات بكل بقعة بأرض المسلمين خربتم دياركم وسفكتم دماءكم وشردتم أهليكم بحجة أنكم الفاضل وغيركم هو المفضول
    ثم قبلتم الحياة غرباء مشردين عند مفضول كافر وفق قواتينه
    في حين كنتم تحيون امنين عند مفضول مسلم في مجتمع مسلم
    فما هو المكسب الذي قدمتموه ماديا او اجتماعيا او دينيا أو أثرا يمدح
    زاد القتل في المسلمين فقل عددهم بالنسبة لغيرهم
    شردتم المسلمين في بقاع الارص فصار كفرهم محتملا
    ضيعتم ثروات البلاد التي كانت تجعل للمسلم عزة وامانا في وطنه
    ألحقتم بالإسلام تهمة نقص وهو سفاهة اهله وسفاهة عقولهم
    وجعلتم الكفار يمدحون ما هم عليه من كفر مع ترابطهم وتقدمهم العلمي
    صار هناك من المسلمين من يشك في دينه
    جعلتم بلدان المسلمين مطمعا لأعدائهم وشروطهم
    أليس هذا هو ما قدمتموه

    فمن اي منبع شربتم تلك الأفكار الخبيثة
    بالتالي فكل دعوة تؤدي إلى الشقاق واتلاف ماهو قائم بحجة ان هذا افضل من هذا في نقطة ما فتتشقق البلاد إلى فرق وطوائف وجماعات واحزاب فهذا الامر مرفوض كلية عقلا وعلما وتجربة
    العمل بشرع الله يجعل صفاتنا فى علو يليق بعلو انه شرع من له الصفات العلى سبحانه

  2. #2

  3. #3
    الصورة الرمزية رافت ابوطالب قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Feb 2015
    المشاركات : 964
    المواضيع : 527
    الردود : 964
    المعدل اليومي : 0.29

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناديه محمد الجابي مشاهدة المشاركة
    صدقت والله .. عميق هذا النص وجميل بلغته وروعة مضمونه
    بوركت ـ ولك تحياتي وتقديري.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    تحياتي الطيبة لاستاذتنا ناديه محمد الجابي على جميل مروركم وحسن اثركم
    دمتي على خير