زيف الشدو

نعم انه بحق رائع

سلمى نحن بإنتظارك أيتها الحبيبة

عودي فقد اشتاقت الواحة لك

كوني بخير دوما

سلمى..
كان يلفني حزن ووجع كبير وانا اقرأ نصك هذا..
حزن ووجع مسبق..
ولكن ذلك لم يمنعني ان اقف عند احرفك متأملا..
وها انا امام لوحتك التعبيرية هذه اقف طويلا...
سريالية الأجواء..
مشاعري
تجريدية البوح..
أسراري
استعارة رائعة..بل انها اكثر من رائعة لانها توضح كثيرا حقيقة الذات التي سطرت هذه الكلمات..
- هل ابدأ بالسريالية...
مذهب جاء على انقاض الوجع والفاجعة الانسانية بعد الحرب العالمية الاولى حيث فيها سقطت كل الايديولوجيات الانسانية ..وجاءت السريالية لتظهر زيف تلك الشعارات..
وهنا...اجدك سلمى..قد استعنت بها لتغطي اجواء..ذاتية..في غاية التدهور...لان السريالية لاتأتي لتحل محل شيء..انما تأتي لتكون كل شيء..ولتغير كل شيء..فهي تتجاوز دور الادراك العقلي لحقيقة الاشياء الظاهرة والمنطقية وتتخطى دور الشعور الطبيعي بحقيقة هذه الاشياء لترتكز على عامل المخيلة وحده..وتصعد دورها الى اعلى ذروة من التصور الذهني اللاواعي والمجرد من الملابسات العقلانية..والادرك الشعوري الطبيعي..لتجسد في الفن والادب حقيقة الذات الانسانية في اخص حالاتها ابتعادا عن اطار العقل الواعي..ولذا فأن الكلمات التي سطرت هنا هي نتاج طبيعي لامور معلقة في الذهن..اللاوعي..اذا..هي.. امور.. شغلت لبرهة ما حيزا فكريا وعقليا..ولكن لتراكم الاحداث وسرعتها..همش بعضها.. وها قد جاء الاوان لتجد هي لنفسها مكانا في عالم المخيلة..وعندما تمكنت من ذلك ظهرت بصورة انفعالات على ارض الواقع..اذا سلمى اية اجواء هذه التي دفعتك الى اظهار هذه المشاعر..؟
لن اغوص فيها...تلك الاجواء ادعها لمن يتابع ان يتخيلها...
اعود للتجريدية..وكم يصعب الامر عندما نجد مشاعر تجريدية..ونريد تحليلها..او حتى انتقادها..فالتجريدية..التي رادفها اللاتجسيمية..تجعل من الغوص في الذات المقابلة امرا شبه مستحيل..فالتجريدية..غايتها هنا امحاء الموضوع ..نفسه..تدريجيا..ازاء المعطيات الذاتية الداخلية..اذا..انها حالة مستعصية جدا..لان الموضوع بحد ذاته مستعصي..لكونه..ذا مشاعر سريالية..منطلقة من المخيلة..اللاوعي..حيث يصعب السيطرة عليها..واذا ما قارنا بين السريالية والتجريدية..لوجدنا بان الاولى تقاطع الصور العقلية..لكننا في الثانية نجدها بانا تجرد الصور من ظواهرها واشكالها المألوفة..لتؤخذ بالادراك العقلي اخذا تجريديا.
اذا..مشاعر سريالية...وبوح تجريدي..مشاعر سقطت تحت ظرف ما جراء تراكم الاحداث في اللاوعي..لتسطر هنا بوحا تجريديا..لاتدرك بالمخيلة وحدها..انما علينا النظر اليها كمعطيات عقلية.
سلمى...
مشاعر..وبوح..
مخيلة..وعقل..
مزج غريب..لكنه رائع...
تقديري واحترامي
جوتيار