مجانين في زمن عاقل جداً !

تساورنا شكوك حول تدابير يومنا وسيرها، لا تكف عن الامتزاج وتعكير صفاء اللحظة، أو حتى مجرى الوقت المسربل الروتيني الممل.
وتارة أخرى يساورنا الشك بأن البحث برمته منصبا على تشابكات الحاضر وتفاصيل التباساته اليومية، فيما بقي الماضي محض خلفية لمعايشة آنية تمحى صوره ورتوشه القديمة، حتى وإن كان ذلك على صعيد الخيال،أو ما يمكن أن يكون بديلا عنه ،نحن فقط في الحاضر المحض بكل ما تنطوي عليه المفردة من رعب سوداوية ترفض السماح بظلال أخرى غيرها تلك التي وضعها لنفسه كحاضر وحسب،إلا أن ديمومة البحث تسوغ الفعل.

لا يختلف اثنان على أن صوتا يُشنِّف الأذنين "يالله مالنا غيرك يالله"،صعب على أي محب من أهل التراب والحنين أن ينتهي ولا يُشنِّف أذنيه بذاك الصوت الندي يطربه،أو لحن خالد خلود حب التراب في أعماقه،إنها ترنيمة لتكون علامة فارقة في مواسم السفر، وما أجمل تلك الليالي التي تمايلت أرواحنا نشوة مع أصواتهم ،لأنها لا تعكس جوهر الكلمة ،إنما تقدم جزءا من معناها فقط،لتترك فيك لهفة وذريعة لترتيب لقاء آخر،من حين نجد الدهشة مازالت تشع في عينين واسعتين،كلما اقتربتا من الصور تبتعدان عن وجهه الضرم إلى استقرار الحب في الشفاه.

وأتساءل كيف نتقاسم حقل شوق ترابه رماد إنسان سقيناه مسكا،لم يزرع فيه الحنين؟

سوف تلاحقنا تلك الأصوات كــتعويذة في الصحو والمنام،سوف تطاردنا لعنة الصمت إلى القبر،سوف تطرق أبوابنا طوارق النداء،سوف لن ترحمنا كــما لعنة ساحرة ويقية.

نهب..أعتقد جازمة أن لا شعور أبشع من الشعور بكونك منهوب حتى التبرير.

قد ننسى أشياء كثيرة لكننا لا ننسى أبدا"نكسة،نكبة" لذا سارع المحللون اطلاق تلك التسمية على الهزائم"نكسة ،نكبة"، هذا على الصعيد العام،بينما النكسة على الصعيد الشخصي والتي تعود أسبابها بالطبع على "النكسة" الأولى "نكسة وطن" قال إيه وطن مسخرة ورب الكعبة مسخرة.....
النكسة الشخصية تختلف كثيراً عن العامة فالندُب فيك وحدك،ماض مؤلم ،تلخّصت تداعياته في العائد عليك من أثر سقوط الجغرافيا.

كم مرة علينا الاجتهاد والعزف على وتر "التعويض" لم أرَ التعويض والقيض وجهان لعملة واحدة،وهل وحدي من ترى ما أرى.!؟
كيف تنهب مني الوقت المحدد لمهجة ،ثم تعيد إلي ما هو لي في موعد أنت تحدده. أليست مقايضة مهجة مقابل بهجة باهتة متأخرة!

يوم عادي بكل ما حمل من تعب ووجع،يوم بدأ منذ الأمس وما انتهى بعد.
أراقوا مهجتي.

أعلم علم المعرفة أن تلكم قوانين،لكنني أعلم علم الادراك أن وراء القوانين ما وراءها،
من تطبيع وترويض وجذب واجترار،لكنني للمرة الألف أعيدها"المبادئ لا تتجزأ".

الطريق السهل مريح جداً"ومن من الغشم لا يريد لنفسه راحة بال وسهولة عيش" الغشيم من لايدرك ما تم اخفاؤه تحت ابط القانون،لم توضع القوانين لحماية مواطن أو وطن أبداً،إنما جعلت لتطبيع المواطن واخضاعه،فحامل "المواطنة"فرد يعلم حدوده وندرك منسوب الوطنية"القومية"في دمه،لمَ إذا تمارس عليه قوانين قمعية تطبيعية؟

يسوس القانون من لا مبدأ له.

صباح الخير يا وطن

مطلوب منكِ أن تتفهمي،وأن تكونين له العون والسند،مطلوب منكِ أن تعطي وتقتربي وتبتعدي بحسب ما يروق له تلك اللحظة،مطلوب منكِ أن ترتقي إلى مرتبة تعين معها أنكِ لأهوائه عابدة.
إذا تسولتِ على بابه فأقطعي يدك،وولِّ وجهكِ شطر الغيوب، وطالما وجدت أطعمة فاخرة الحضور،لاشيء يستحق أن تأكلي من من يجيء ولا يجيء،مجراه مسربل عادي ماثلا بكل خشوع للغيوب وصمت مميت.

لا تتسولي، وإن تسولت فأقطعي يدك.

أراني الآن بين أمي وأبي قبل عقدين من الزمن،سرقت ركوة القهوة،أحتسيها ويمتعني المشهد!

قضية التحزبية والشعوب الثلاثة.في الأصل هم "شعب واحد".
في 67 الداخل وخلف الضفة الثالثة تعددت الأحزاب وكذلك في 48، بفارق بسيط عظيم التأثير السلبي المستقبلي على العمل الايديولوجي والعمل الثوري،
ففي ال67 مثلا هنالك أحزاب تعمل ايديولوجيا وثوريا لكنها ذات فعل قليل ضئيل التأثير على الشارع الفلسطيني في 67 بينما معدومة في 48.
وفي ال 48 تشكلت بعض الأحزاب العربية العبرية "المعترف بها من قبل الكيان،تمارس نشاطها في الكنيست الصهيوني " لها فعل ايديولوجي فقط،وهذا الفعل أيضا يكاد لا يؤثر على حياة الفرد إلا"من نواحي التطبيع والتعايش وإلخ..."،ولا يعود عليه بفائدة تستحق الذِّكر.

السؤال عن كيفية العمل على أن تلتقي الضفاف،ويكون لها ذات الفكر وذات الهدف،وذات الفعل.؟!



إذا ما جعلنا من الأشياء أجساداً ينطبق عليها كل ما ينطبق على الجسد،من حيث الحواس خاصة،وكل شيء عدا العقل الواعي،فهو غير قابل للخضوع للنظرية.
الأجساد المصطنعة سواء كانت "خيال أو وهم" لها عقل واحد لا سواه،فإنها تألم لأنها تحس فتصرخ بــ"فعل" مسبب للألم،وتحزن فتبكي لذات الشيء،بينما نحن لا ننطق إلا إذا استفز اللاوعي الوعي،وحين ندرك تكون الأفعال قد أخذت مجراها وجعلت لنا خارطة طريق،

بصراحة شديدة ليتني كنت بعقل واحد."اللاوعي" حتى إذا ما أحسستُ صرخت أو بكيت في لحظة الحدث،لكن للأسف مثلي مثل بقية البشر،لن أدرك آلامي إلا بعد حين،أكون قد ابتعدتُ أو غابت عني نصف الذاكرة،فلا أتذكر موضع الخنجر،تراه كان في الصدر أم في الظهر وربما لا هنا ولا هناك.

فتسقط الذكرى في "شبّه إليّ".

بصراحة بدي عقل لاواعي وبس

هل أخبرتكم أن هذا الفضاء هو بمثابة وطن؟ صباح الخير

التاريخ كذبة كبرى،والحب شيء آخر،،

النهر لايكون نهراً دون ضفاف،والضفة لا تكون ضفة إلا إذا شكّلت جانبا آخر من الجوانب.

في أرض المحشر "فلسطين" ليست ثمة أنهر،وبالتالي ليست هنالك ضفاف،كذبة كبرى يا عرب.

بما أن الماء عائد إلى حيث أصله اعبروا نهر الوهم....

ضفاف فلسطين وحدة غير قابلة للتجزئة!

لا يعقل التعامل مع سكان الضفة الغربية (67)كشعب محتل،وتجاهل جزء من هذا الشعب (48) والجزء الأهم المتواجد خارج الحدود الجغرافية لفلسطين.
علينا البدء بالعمل الجماعي إزاء تنامي الترسانة "النووية الصهيونية" ايقافها أولاً وثانياً نفيها بالكامل "بأن حدود فلسطين تبدأ وتنتهي بحدود (67)، ولا يعقل النظر إلى (48) على أنه مجرد رقم أو جزء من "اسرائيل".

لنعمل على دحض سياسة ساسة يتسببون بمسلكهم الوحشي في إلحاق الأذى بشعب آخر هو الشعب الفلسطيني بكامل أطيافه دون أية تجزئة.
نريد ثباتاً وعزيمة،والدعوة موجهة إلى أبناء فلسطين في الضفة الغربية المقيمين منهم في المناطق الواقعة تحت سيطرة الاحتلال والمقيمين في الخارج سواء في الأردن أو في لبنان وسوريا والعراق وتونس وليبيا والجزائر والمغرب والسودان ومصر وبقية البلدان العربية والغربية منها فمن يرغب ولديه القدرة على التواصل سواء عبر الشبكة العنكبوتية أو العمل على اللقاء والانضمام إلى التيار أهلا به ونرحب بمشاركة الإخوة العرب.

دعونا نكون غير مسبوقين،ولنبدأ بعد التوكل على الله.

على ذات المسرح ،يخرجون من بين ألواح الخشب كما خرجوا من دمي بانفتاح، وانطلقوا يمارسون البغاء.
يعرفون واجبهم،بعد أن تقاسموا الجسد أرسلوا للغائبين رغيفا مغمسا بدم عيسى فانسلّ الدَّقيق ماضيا من مضيق التلوث.

حين نكسر القدم التي داست أصوات الأبرياء،حين نقطع الوتر ويصير العزف مشروخ النغم،لن يرقص فوق أجسادنا المبلسون.

لم تفرغ سلالنا من السهام بعد،ولم تنتهِ النهايات بعد.

مهمة المثقف والأديب والشاعر العربي الحر الأبي لا تقف عند كتابة مقالة بارعة،ولا عند قصيدة محكمة متقنة القافية،بل في جملة قصيرة تلتقي عندها الشعوب وتتفق عليها.

كلهم غنى للوطن،ولكن الغناء ليس فعلا والقصيدة ليست سيفا

أحبك أيها اللاجئ إلى دمي!