أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 17

الموضوع: قراءة في نصّ بعنوان أنا للكاتبة أماني عواد

  1. #1
    الصورة الرمزية رفعت زيتون شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2008
    الدولة : القدس
    المشاركات : 2,334
    المواضيع : 136
    الردود : 2334
    المعدل اليومي : 0.41

    افتراضي قراءة في نصّ بعنوان أنا للكاتبة أماني عواد

    قرأت النصّ النثري للرائعة أماني عواد الجميل الذي هذا رابطه

    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ad.php?t=48677
    وفقرات النصّ جعلتها باللون الأحمر والتعليق عليها بالأزرق
    ولا يسعني إلا أن أشكرها وأن أثني على هذه المقدرة الأدبية الفذّة
    --------------------------------------

    أَنا
    أَنا سَنَةٌ تَخْتَصرُ الأعْياد
    ومِساحاتٌ أُفُقيّة
    تَدْفِنُ الصَرْخَةَ بِطَمْيِّ التُرابِ



    مقدّمةٌ قالت فيها كلّ شيء
    ولم تكن مختصرة كما المقدمات الأخرى
    واختيار كلمة سنه لها دلالتها لتدخلنا إلى النصّ من ناحية
    ولتفيد العموم من ناحية أخرى

    ثمّ تأتي الكاتبة لتضيف شمولية أخرى باستخدام كلمة مساحات
    والمساحة مكان والسنة زمان فهي بذلك أحاطت النصّ بكلّ مقومات هذه الشمولية زمانا ومكانا
    وعندما أقرأ كلمة " سنة " أعرف أنني أدخلُ إلى فترة من الزمن كانت أهمّ ملامحها الكآبة والحزن الألم
    وربّ سائل يسأل وكيف عرفت ذلك ولمّا تتحدث الكاتبة عن هذه الملامح بعد فأقول أنّ الكاتبة استخدمت
    الكلمة بذكاء وعلمٍ لأنّها لو أرادت غير ذلك لاستخدمت كلمة عام والفرق أن كلمة العام تستخدم إذا عمّ الخير
    والسّنة إذا عمَّ غير ذلك .
    ثمّ تأتي الجملة الاخيرة في المقدمة لتفتح عيوننا على ما سيكون في مستقبل السطور التالية
    فتقول أن ما كتبته هنا هو صرخة ألم ولكن كلّ هذه المساحات الأفقية التي عبّرت فيها عن المكان
    لم تستوعب هذه الصرخة فكان مآلها إلى التراب
    وكلمتيّ الدفن والتراب أدّت الغرض المطلوب منها
    وهو استهلال رائع لما بعده
    .
    .
    ..رَحَى تَدورُ بِها الأَزْمانُ بِلَحَظاتِ جَفافٍ ماكِرةٍ
    مَدينةُ الشُرودِ أَنا
    أُلاحِقُ طَيْفَ الأَماني
    بِرأسٍ وَأَعْقابِ أَقْدامٍ


    هنا ذكاء واضح
    فجملة تدورُ بها الأزمان كلّها حركة ومن طبع الزمان الحركة والتغيير
    وما هي الأقدام التي يسير بها الزمان ..؟
    إنها اللحظات وهذا توظيف رائع وذكي أيضا
    وأمام هذه الحركة للزمان كان السّكون للرحى فهي واقفة تدور بها اللحظات ولا تملك من أمرها شيئا
    أما تلك اللحظات التي تكوّنُ في مجملها الزمان فهي جافة غليظة وكذلك ماكرة
    تخييلوا هذه الصورة أن هذه اللحظات التي تحمل الكاتية وتدور بها لا تدور برفق
    بل وكأنها في كلّ حركة من حركاتها تكيد لها وتصفعها بغلظة
    ولا يكون بعد ذلك إلا الشرود وليتها كانت طريقا من شرود لا بل زاد هذا الشّرود
    ليصبح مدينة ليس لها نصيب من الأماني إلا الطيف وليس هذا فقط وحتى هذا الطيف المحال
    شيئ لا يدرك فكلمة ألاحق تفيد أن هذا المُلاحِق لا يدرك ذلك المُلاحَق
    ولو أنني أرى هنا بعض التناقض في السكون الذي وضعت الكاتبة نفسها فيه
    والحركة التي توحيها كلمة ألاحق وربّما أجد لها عذرا إذ كان الحديث عن طيف
    فيجوز أن يكون السكون في الجسد والحركة واللحاق بالأمل والروح والخيال.
    .
    .
    أََنا… أُضْحوكَةُ المَواسِم
    وَثَوْبُ عيدٍ اخْتَرَقَتْهُ رَصاصاتُ المُتَرَبِصينَ بِسَلّاتِ الفَرّحِ
    ... أُغْنِيَةٌ في زَمَنِ تَبَعْثُرِ الأَصْواتِ
    عِنْدَ الشِّتاءِ, يُبَدِّدُ الرَعْدُ أَجْزاءَ حُنْجَرَتي
    في الربيع تطغى أَصْواتُ فَرَحِ الطّيورِ عَلى شَجَني
    وفي الصيف تُشْعِلُ الشَّمْسُ حَرائِقَ الكَلِماتِ المُتَجَمِدَةِ في الدُروبِ الشّائِكَةِ ما بَيْنَ الصَدْرِ وَاللسانِ



    وبما أنها " السّنة " فالسّنة فصول ومواسم وأعياد
    ولكنها وصلت بقسوتها هذه المواسم حدّ السخرية من الكاتبة مما يرفع رتبة الشّقاء
    ولبست تلك الأعياد حلّة سوداء لم ترحمها رصاصات الغدر والمكر .
    إلا أنّ الكاتبة لا تنسى نفسها من الأنوثة ومن الرّقة رغم ما رسمته تلك اللحظات
    من الأشباح على وجهها فوصفت نفسها بالأغنية والأغنية كلمات وعزف وموسيقى
    تأخذ بعيوننا إلى الأحلام الجميلة ولكن هيهات فقد وُئِدت هذه الأغنية على يدِ زمن جاهليّ جبار
    يئدُ الأنوثة بقسوة ويحفر قبرها بفأس الرّعد قبل أن تولد في حنجرتها
    وتناولها أيدِ السنة بكل فصولها
    فما أن تنهي يد الشتاء صفعتها حتى يبادر الربيع بصفعها
    بخنق صوتها عندما ترتفع أصوات الطيور فوق صوتها
    ولو أنني هنا أعترض على إقحام كلّ الطيور في هذا الظلم فلو حدّدت الكاتبة نوعا معيينا من الطيور
    كالجارح منها لكان ذلك أدقّ وأبلغ
    ثم يأتي الصيف بألسنة حريقه ليحرق تلك الكلمات التي هي مكونات الأغنية كما ذكرتُ سابقا
    والحريق يعني أن يصبح كل شيء رماد ودخان وهو التحول للصفات والإلغاء للإنسانية
    وهذا الأكثر إيلاما
    وأرى أن الكاتبة هنا جمعت بين الفصول الثلاثة هنا في هذه الفقرة
    واستثنت الخريف وهذا يفتح الباب على مصراعيه لكثير من التساؤلات أبسطها لماذا ؟
    وماذا تريد الكاتبة باستثنائها للخريف وهذه يدفعنا للولوج بقوة واندفاع وشغف للفقرة التالية
    والتي يجب أن تكون فقرةً أخيرة في هذه المسرحية.
    .
    .

    وَحْدَهُ الخَريفُ مَسْرَحي
    وأُنْشودَتي تَتَشَبَثُ بأَذْيالِ زَوْبَعَةٍ تَعِدُها بِحَفْلَةِ إِصْغاءٍ
    لِتَتَعالى في نِهايَةِ العَرْضِ ضَحَكات المُشاهِدينَ
    يُصَفِقونَ عَلى طَريقَتِهِمْ
    والهتاف صَفَعات
    وَما مِنْ حَلٍّ سِوى التِحافِ سِتارَةِ المَسْرَحِ




    تبدأ الكاتبة الرائعة أماني
    فقرتها الأخيرة بجملة " وحده الخريف " وهذا استهلال واستدراك يطمئن القارئ
    أنها تتفهم وتفهم تساؤلاته وانها ستجيب حالا عليها وقد أكدت كلمة " وحده " أنّ الكاتبة تعرف ما تريد
    ولذلك خصصت للخريف هذه المساحة منفردة وكأنها هنا تريدُ وضع حدّ لهذه السخرية ولكن على مرآة من الجميع
    فجلست في المنتصف ولم تنسَ أن تدعو حتى الظواهر الطبيعية لهذا الحفل ليكون شاهدا على هذا القتل
    وليت ذلك قد شفع لها أو جعل دمعهم يسيل , فجاءت ردّة فعلهم أكثر قسوة عندما تعالت ضحكاتهم
    فرحا بهذه النّهاية المؤلمة وأمام هكذا جمهور قد انعدم فيه الاحساس لا يكون من الضحية
    إلا ان تؤثر أن تحجب عينيها عنهم بستار المسرح حتى لا تذبح بسكينهم مرتين
    وأظنها ستسقط والستارة أرضا بعد ذلك وهذا مجرد توقع لما سيكون
    وربما أنا كقارئ اردتُ أن يكون خريف هذه الفقرة أشدّ برودة
    وأكثر وجعا وأن يصل الألم عنان السماء ثم يهوي على خشبة المسرح


    ....
    كانت هذه محاولة لاقتحام نصّ رائع لكاتبة رائعة وجدتُ فيه الكثير من الإثارة لقلمي
    واتمنى أن لا أكون قد أرهقت النصّ أكثر مما يحتمل إو أن أكون قد ابتعدتُ في فهمي
    أو أن أكون أيضا قد قزّمتُ المعنى وكان التحليل دون بلاغة النصّ
    فإذا كان كذلك فاعتبروه محاوله نقدية لا غير .
    .
    ..
    التعديل الأخير تم بواسطة رفعت زيتون ; 15-02-2011 الساعة 04:14 PM

  2. #2
    الصورة الرمزية محمد رامي أديب
    تاريخ التسجيل : Dec 2010
    الدولة : سوريا
    المشاركات : 877
    المواضيع : 55
    الردود : 877
    المعدل اليومي : 0.18

    افتراضي

    ما أروع ان نقف امام قراآت تجذبنا
    نقرأُها بتمعن وابصار
    نتواصل مع حقيقة المعنى كي نضمن المعرفة في كل أُطرها
    وما وجدته هنا يغني عن التعليق
    فالكاتبة تستحق المتابعة بجدارة
    والمتابع رفعت له نصيب كبير إذ أوجد لنا مساحة اضافية في النص
    هذا يلزمنا الاحترام والانحناء امام قراءة الغالي رفعت زيتون
    ومصافحة القديرة أماني عواد بكل ثقة واعتزاز
    كم يسعدني أن أجد مثل تلك المحاولات الجادة
    شكرا لكما
    تحيتي وورودي

  3. #3
    الصورة الرمزية محمد ذيب سليمان مشرف عام
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    المشاركات : 19,255
    المواضيع : 522
    الردود : 19255
    المعدل اليومي : 3.70

    افتراضي

    أخي الكريم رفعت زيتون

    قراءة وافية أسعدتنا
    وفتحت امنا آفاق أوسع لمتابعة النص
    وأحالتنا الى قراءات أعم وأشمل

    شكرا لك على هذه القراءة الجميلة
    وللأخت أماني عواد الشكر والجمال

    وافر التحايا

  4. #4
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Dec 2009
    المشاركات : 3,601
    المواضيع : 26
    الردود : 3601
    المعدل اليومي : 0.69

    افتراضي

    الأستاذ رفعت زيتون

    ادهشتني حد اللعثمة, اذ وقفت على راس المعنى بقمة الذكاء , فأن تكون قارئأ اكثر احساسا من أن تكون كاتبا

    شكرا من الاعماق لهذا العناء الذي اوصلك اليه النص ولهذا الذكاء الذي تجسد واضحا في هذه القراءة الفاحصة

  5. #5
    الصورة الرمزية نهلة عبد العزيز قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jan 2011
    المشاركات : 2,227
    المواضيع : 29
    الردود : 2227
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    الاخ العزيز 00رفعت زيتون


    وبوح ممزوج بأنفاس غيمه لا تُمطرُ الّا طهراً

    ثملتُ هنا واستمتعت حقا

    فـ تعليقك وتوضيحك للنص اجمل من الخيال نفسه

    ولا يمكن مقاومه المتعه في الغوص بين حروفك

    حماكَ الله من كل مكروه

    ودمتَ بالحب والرضى

    والشكر موصول للكاتبه الرائعه امانى العود

    دمتما بكل ود


    تقديرى


    نور
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6
    الصورة الرمزية كريمة سعيد أديبة
    تاريخ التسجيل : Nov 2009
    المشاركات : 1,435
    المواضيع : 34
    الردود : 1435
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    قراءة جميلة وذكية لنص جدير بالمتابعة وكشف جمالياته
    الراقي رفعت زيتون
    مبدع في كل الحالات وهذا ليس غريبا ممن يتقن ترويض الحروف ليخرج منها أبدع المعاني وأرقاها
    واسمح لي بنقل الموضوع إلى القسم الخاص
    كل التقدير والمودة
    التعديل الأخير تم بواسطة كريمة سعيد ; 15-02-2011 الساعة 10:54 AM

  7. #7
    الصورة الرمزية رفعت زيتون شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2008
    الدولة : القدس
    المشاركات : 2,334
    المواضيع : 136
    الردود : 2334
    المعدل اليومي : 0.41

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد رامي مشاهدة المشاركة
    ما أروع ان نقف امام قراآت تجذبنا
    نقرأُها بتمعن وابصار
    نتواصل مع حقيقة المعنى كي نضمن المعرفة في كل أُطرها
    وما وجدته هنا يغني عن التعليق
    فالكاتبة تستحق المتابعة بجدارة
    والمتابع رفعت له نصيب كبير إذ أوجد لنا مساحة اضافية في النص
    هذا يلزمنا الاحترام والانحناء امام قراءة الغالي رفعت زيتون
    ومصافحة القديرة أماني عواد بكل ثقة واعتزاز
    كم يسعدني أن أجد مثل تلك المحاولات الجادة
    شكرا لكما
    تحيتي وورودي
    الأخ الحبيب

    محمد رامي هذا لطف منك

    قد أثارني هذا النصّ للكاتبة المبدعة اماني عواد

    بما فيه من ترابط في الأفكار والمعاني

    فوجدتني أتلمس ما وراء كا قرأت

    محاولا فقط الاقتراب

    هي رائعة وأنتم كذلك رائعون

    تحياتي

    .

  8. #8
    الصورة الرمزية رفعت زيتون شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2008
    الدولة : القدس
    المشاركات : 2,334
    المواضيع : 136
    الردود : 2334
    المعدل اليومي : 0.41

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد ذيب سليمان مشاهدة المشاركة
    أخي الكريم رفعت زيتون

    قراءة وافية أسعدتنا
    وفتحت امنا آفاق أوسع لمتابعة النص
    وأحالتنا الى قراءات أعم وأشمل

    شكرا لك على هذه القراءة الجميلة
    وللأخت أماني عواد الشكر والجمال

    وافر التحايا

    أخي أبا الأمين

    أشكرك وأهلا بك في هذه المحاولة لنصّ شغف قلمي

    فما رأيته من أسلوب وترابط وفكرة كان غاية في الإبداع

    طبعا هذا بالنسبة لي كقارئ

    تحياتي لك

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    .

  9. #9
    الصورة الرمزية محمد الشحات محمد شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Sep 2007
    الدولة : القاهرة
    المشاركات : 1,100
    المواضيع : 103
    الردود : 1100
    المعدل اليومي : 0.18

    افتراضي



    قراءة نقية و سلسة ، أفصحت عن مكنونات النص بروعةٍ تتنافس مع روعة النصِّ ذاته

    و هنا قرأتُ نصّيْن في آنٍ واحد


    شكراً لكلا القديرين

    أماني عواد ، رفعت زيتون


    دمتما بإبداع

    عرفْتُ طعْمَ الندى بالصومِ مُرْتَجَلاً .... و النورُ منطقةٌ أرنو إلى فيها

  10. #10
    الصورة الرمزية رفعت زيتون شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2008
    الدولة : القدس
    المشاركات : 2,334
    المواضيع : 136
    الردود : 2334
    المعدل اليومي : 0.41

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أماني عواد مشاهدة المشاركة
    الأستاذ رفعت زيتون

    ادهشتني حد اللعثمة, اذ وقفت على راس المعنى بقمة الذكاء , فأن تكون قارئأ اكثر احساسا من أن تكون كاتبا

    شكرا من الاعماق لهذا العناء الذي اوصلك اليه النص ولهذا الذكاء الذي تجسد واضحا في هذه القراءة الفاحصة
    الرائعة القديرة أماني

    ما ان قرأتُ هذا النصّ الرائع حتى أمسكت القلم

    وحاولت ان أسبر غوره وأن أحاول فهم كنهه

    ولقد كتبته على عجالة بعيد القراءة كما لاحظتِ

    فاعذريني إن ابتعدت أو قصّرت

    ودائما بانتظار نصوصك الجميلة

    .

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. صفحة أماني عواد
    بواسطة أحمد عبدالرحمن الحكيم في المنتدى مَدْرَسَةُ الوَاحَةِ الأَدَبِيَّةِ
    مشاركات: 41
    آخر مشاركة: 31-05-2011, 09:48 PM