هل استيقظت ؟التمست جرحي .. سمعت صوتاً خافتاً وكأنه آت من واد سحيق ..
- هل استيقظت ؟
التمست جرحي .. فبكى قلبي ألماً .. وامتد الحزن في داخلي حتى لامس شغاف قلبي .. والصوت لا يزال يتردد على مسامعي التي صارت طبل الزمان وسيمفونية الأيام الحزينة ، ومنفذ صرخات الطفل وصوت القنابل الحية وتكبيرات الشيوخ وحسرات الثكالى وصوت آذان الفجر الخارق ..
- هل استيقظت ؟
آهٍ .. إنها الشمس الكادحة ثانية .. شمس الفقراء والمظلومين والتي لا تصل أشعتها الذهبية إلى الأرض ، وكيف تصل وآلاف الحواجز تحول بينها وبين الأرض .. دخان وغازات وإشعاعات منبعثة من الصواريخ القاتلة الفتاكة ..
ولكن ما الذي يفعله أولئك القوم ؟
لماذا لا يتحركون .. لا يهمسون .. لا يتكلمون ؟
أم أن الموتى لا يتكلمون !؟
ولماذا إذا تحركوا يكون تحركهم مرسومة لهم من قبل الغير .. وإذا تكلموا يكون كلامهم قد دونت لهم من قبل الغير ..
أليس فيهم من يعبر عن فكره ويتحرك من غير تأثير خارجي ..
لماذا هذه الدمى تتحرك بإيعاز من عجائز صهيون لذبح ذلك الحمل الوديع الذي تكالبت عليه كل قوى الشر ؟
لا .. وألف لا ..
ستدور الأيام دورتها ونعود سيرتنا الأولى .. سيهزم الجمع الكافر ويولون الدبر .. سيخرجون من الأرض المقدسة التي بارك الله تعالى فيها وبارك حولها .. وسيعود المغتصب الكافر إلى حجمه الصغير التافه .. سيطاردون العجل السّامري ثانية ليصب الله العلي القدير عليهم غضبه ومقته .. وإذ يأتي يوم معصرة الرب يومها يرون جزاء أعمالهم القبيحة التي أنهكت العالم عبر قرون طويلة وطويلة ..
- هل استيقظت ؟
نعم .. نعم ..
فتحت عيني على يوم جديد من أيام القضية والتي لا تزال الشمس تحاول فيها جاهدة أن ترسل أشعتها البيضاء المركبة الجميلة إلى الأرض ..