|
لَمْلِمْ كلابَكَ ما أراكَ مُعَمِّرا |
واقْرَأْ على الموتى "كتاباً أخضَرا" |
أَحرِقْ كتابَكَ لم نعدْ نَرضى بهِ |
ليسَ الكتابُ، ولستَ أنتَ مُعَمَّرَا |
بِئْسَ الكتابُ، وبئْسَ مَنْ قدْ خَطَّهُ |
إنْ كانَ من دمعِ الشّعوبِ مُسَطَّرا |
لَمْلِمْ كلابَك لسْتَ تقتُلُ ثورةً |
وسيكتُبُ الثوارُ حَرفاً أحمَرَا |
ما بالُ عقلِكَ -يا عقيدُ- مكبَّلاً |
في سلطةِ الكرسِيِّ صارَ مُخَدَّرا |
ذبَّحْتَ ليبْيا شيبَهَا وشبابَهَا |
عارٌ عليكَ بأن تكونَ مُحَرِّرَا |
أنهكتَ شعباً لم يذقْ حريَّةً |
وسطوتَ في نهبِ البلادِ مُشمِّرَا |
أطلقْ رصاصَكَ واستعذْ بالله مِن |
أن تقتلَ الأحلامَ أو أن تُقْهَرَا |
واصنعْ لذاكَ البحرِ ألفَ سفينةٍ |
لمْ تمنعِ الإعصارَ أنْ يتهوَّرا |
لن يخمِدَ البركانَ صوتُ رصاصةٍ |
فهوايةُ البركانِ أنْ يتفجَّرا |
يا شعبَنا. النَّصرُ: صبرُكَ ساعةً |
نِعْمَ الذي في الحقِّ كان الأصْبَرا |
صبراً فتلكَ ولادَةٌ قسريَّةٌ |
رحِمُ الأسَى مِن فيضِ جُهدِك أثْمَرا |
أبصرتُ شمسَكَ حرَّةً وطليقةً |
وعشقْتُ صبْحَك ثائراً ومحَرَّرا |
والليلُ في قلبِ العقيدِ مُخيِّمٌ |
أحْرَى بليلِ الظلمِ أنْ يتبَعثْرَا |
قد كنتَ تعرفُ- يا معمّرُ- داءَهُمْ |
لكنَّ جهلَكَ للأمورِ تَطوَّرا |
يا فاتحَ القبرَ الكبيرَ لنفسِه |
أنَّى لقبرِكَ أن يكونَ مُنوَّرَا |
أَبصِرْ فنَعشُ الظلمِ باتَ مشيَّعاً |
جسداً على كَتِفِ الشّعوبِ مبَعثَرا |
ولسوفَ تُنحَرُ كالخروفِ بأرضِهم |
وتموتُ- يابنَ الظالمينَ- مُحَقَّرا |
فاقْرَأْ على روحِ الشهيدِ كتابَهَ |
واقْرأ لقتلاكَ "الكتابَ الأخضَرا" |