غـزالـــة
أرأيتَ ما فعلت غزالةُ .. في مرَاكشَ و الربـاطِ ؟ أرأيتَ اذ نَـفَـثــَتْ علـيَّ .. بـكلِّ شاهقةٍ و شاطـي ؟ أرأيــتَ أني كـــــنتُ ذا عرشٍ هناك و ذا بـلاطِ ؟ فالآن إذ وَرَقٌ تمـاثيلي .. و إذ خـيشٌ بســاطي عَطَفتْ علـيَّ بسـُـبّةٍ مِنْ كلِّ لاذعــةِ السّيـاطِ هذا الذي صنعــتْ يَدِي إذْ قد ضللتُ عن الصـراطِ
أرأيتَ كمْ تقسو إذا انتقمتْ من الأسد الغزالـهْ أرأيتَ كـيف تَصِيدُه إذْما ابتغتْ و نوتْ قتالـَهْ تحتالُ لا بالمكر بـلْ بالسحر من عَمَلِ الحُثالـهْ لم يُرضِها أني شربـتُ .. من الهوى حتى الثُّمالـهْ أو أنَّ قلبي صـــار في ضخّ المشاعر مثلَ آلـهْ بل أعرضتْ عني و تعـلمُ .... أنْ سأهلِكُ لا محالهْ
أرأيتَ إذْ وقفتْ غزالـةُ .. في دبيَّ على طلولي ؟ أرأيتَ إذ هي حاصرتني ... بالتتار و بالمغــــــول ؟ أرأيتَ إذ جعلت دمـي و حشايَ في فمِ كلِّ غــولِ ؟ عفراء يا ذنبي و يا أمسي الملطخ بالوحـولِ لا تتعبي إني علـى درب الهوى تعبـت خيولي لقد انتصرتِ و ليس يُزعجُ .. مَنْ قضى قرعُ الطبــولِ
اللهَ يا امرأةً .. تـدسُّ ..السُّمَّ في قفص الكنارِ اللهَ يا امرأة.. تناجي .. الجِنَّ في وَضَحِ النهـارِ من أيِّ طينٍ أنتِ ويحكِ .. انتِ أمْ مِنْ أيِّ نـارِ ما زال خِنجرُك الملوثُ .. كالحَرامِ بكلِّ عـارِ يجتاحُ خاصرتي بكلِّ .. جريرةٍ و بكلِّ ثارِ حتى ظننتُ بأنني حيّاً أنا طالَ انتظاري
عفراءُ حين عرفتُها كان السلامُ هو القضيّـهْ كانت تحاولُ جهدَها ألّا تبوحَ بأيِّ نيــّــهْ كانت تمثّلُ أنّها كالثلجِ طاهرة نقيـّهْ أمّا و قد بدتِ الحقيقةُ .. بعدُ واضحة جليـّــهْ و علمتُ أنّ الـحبَّ والأحلامَ كانا مسرحيـّهْ سلّمتُ أني وقتَها في الدَّورِ كنتُ أنا الضحيـّهْ
عفراءُ كانت حين تُسبل شَعرَها .. تصحو البدورُ كانت إذا ضحكتْ تقومُ ...لها.. و تبتسمُ الزهورُ كانت تـروق بذِكْرها النجوى و يكتمل السرورُ ماذا جرى من بعدِ ذلك .. حين قد جَرَتِ الأمورُ ؟ انا لست ادري بعدُ..ما قد كان من خلفي يدورُ إذْ ربما وقعتْ فرائسَ رغم قوّتِها النمــورُ
ما عاد يبحثُ عنـكِ في أرجاء مملكتي جنـودي أخبرتُهم أني عزمــتُ فلن اعودَ و لـن تعودي عفراءُ يا فرحي و يـا بوحَ الورود الـى الورودِ عفراء يا وجعي و يـا سفرَ الدموع على الخدودِ مَنْ تلكَ تملكُ منـزلاً و تعيش فوقَ.. مع القرودِ ؟! مَنْ تلك تسكنُ قلعةً و تخاف بعدُ مـن الأسودِ ؟!