أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: قراءة في مجموعة القاص الفراتي مصطفى عبد القادر(حانت بغداد)

  1. #1
    الصورة الرمزية مرشدة جاويش أديبة
    تاريخ التسجيل : Mar 2011
    الدولة : سوريا
    المشاركات : 467
    المواضيع : 36
    الردود : 467
    المعدل اليومي : 0.10

    Post قراءة في مجموعة القاص الفراتي مصطفى عبد القادر(حانت بغداد)

    قراءة في مجموعة القاص مصطفى عبدالقادر

    (حانات بغداد)

    الأديب هو
    ذلك الإنسان الذي كرس جهده للأدب واصطفته التجربة
    إنه عمل إبداعي شامل ,ليس تلك الهواية العابرة في فسحة مزمكنة,
    مجسوس الأبعاد. له كينونة لتواجده , وأسباب واقعية , ربما حقيقية أيضا...
    وله نظام مخصوص ومؤسس , بالارتفاع والسمو , بالإنسانية عن كل الأهواء القميئة
    من هنا أستهل .. بدواً أدب مصطفى عبد القادر في حاناته البغدادية
    المنشغل من أول حروفها بالهواجس . بأنموذج حيوي. متمسك بالأصالة في رؤى أيدلوجية . تعيش الانكسارات الراهنة . وتوكئها إلى الموروث
    أحياناً .. وبغربلة فيها القصدية المعناة
    (حين أهدى إلى من عمده بالثوب القومي..باكراً)
    ونّوه عنه( قوميتي لا تقايض بمال )إلى والده ..تراه يسقط شيئاً من المعايير و الهجس النفسي المترع بالجذور العميقة ..المجسوسة بالواقعية التي تحاكي منابت الضعف البشري في تشّوفه.ورعبه من انتقاص فحولة الرجل والمتموضع في خانة رد الفعل.الحادة
    استبان في قصته الأولى(مطر يابس)في تطليق الزوجة ..ثم كيف في مونولوج مؤلم وسردية ألقة .وضّح وأصّل سلبيات الشخصية النادمة,و لّون أيضاً إيجابيتها حين شعر بالخيبة. بعد امتلاك اللعبة بديل لطفولة انحرم من احتضانها.
    أما في قصة فكتوريا , هناك نرى النموذج العذابي و المتموضع في خانة ردود الفعل تجاه الموروث المحكي عنها في الطفولة و كيف يلاحقنا هذا الرعب من خلال انكسارات الوطن والمستعمر, لتتجذر وتتجدد فينا من خلال سلوكية ومزاجية الرد السلبي . لمنابت الضعف في جرح حاضر ومرئي قائم على الشك
    ويندرج في شعبوية بنوع من الردود التي بالنهاية غير صحيحة .(فليس كل مانسمعه ونورثه .هو الحقيقة )فأحياناً يجب أن أن نغسل
    رؤؤسنا من الأفكار الرثة ....وربما فكتوريا وأهلها هؤلاء المستوطنين اليهود كانوا يحملون كل الصدق لنا ومواقفهم هي الدليل القاطع
    في المجتبى
    *وهذا لا يمنع أن تكون للأديب أوجه متعددة ووجهات نظر مغايرة في قصته الثالثة كان ذاهب إليها في اكتناه الماهيات التاريخية عبر حضور باذخ واستحضار أسقط فيه التفاصيل للأخلاقيات والازدواجية والرياء بأنماط شخوص سردهم في خانة الوطن ...أي استنكه الجذور العميقة من الماضي ليسقط من المعايير التي أراد بها ... ويفضح الخبيئ و المسكوت عنه
    وبأننا بشر محكومون بالنقص منذ الأزل...
    في الحديث عن جديده في الشكل الإشكالي,المشغول بحرفية العارف والمجرب عن النفس البشرية ....وأحياناً
    نضطر للتنازل دون وجه مشروع, وهذا واضح في القصة التي عنَون فيها المجموعة(حانات بغداد)
    (لم يطل الوقت حتى غصت حانات بغداد بالسياح الذين شربوا وسكروا وعربدوا وكسروا,......ضحك الخليفة ضحكة قوية ترددصداها
    في كل أرجاء بغداد.وقال باستهزاء:
    لا تخف يا وزيرنا..هؤلاء ليسوا بمغول)
    *أقول أن الأديب متمكن من فنيته السردية,و يستحضر دوماً البعد المعرفي كرافعة موضوعية..لترسيخ قيم إبداعه.وتجربته المخمرة
    في تناغم .. لتوحيد المناخ القصصي وتوظيف الحالة التهكمية في لفت مدهش
    ومعيناً فكرياً, حقق من خلاله الشكل الفني الأكثر اكتمالاً. فيه هذه القفزة الإبداعية الجديدة , لتذكرنا بأدب العملاق زكريا تامر
    إنه ينبع من موهبة وإمتاع فني متقن,أعانه إلى خلق تلك الجولة بينه وبين فرعون.الدكتور في الجامعة بحوارية ختمها
    بحكمة,فالإنسان دوماً لديه هذا الأمل المشروط بالسعي
    وأجمل مافي قصة فرعون,أنه أحالنا إلى حلبة صراع قائمة بوصفية مدهشة,اختصها بفنية لتلك العلائق الحياتية على اختلاف
    طبائعها.وأطيافها في إنجاز ملفت ,وإيقاعية متحركة أعطت تأثير صادم للمتلقي وبحساسية عالية,وحكمة, إتكأ فيها على النص الديني
    والمحكي.....
    إنه لا يجانس بين مستوى الشخوص,والسردية الحوارية لديه .تتباين.لأنها ترتبط.بمحيطهم وطبيعة عملهم
    ومن خلالها يستهجن الاستنطاق والحوار بشخوص رفعهم الجبن
    وأسقطتهم المجابهة
    القاص .كان يرى من خلال مجموعته,؟القصة برؤية من حمالة لعدة أوجه .استنهض
    إليها لغة رشيقة و شافة , مكنته ببلاغة في مفرداته
    فالحديث والحوار.ضمنه اللغة الفصحى لتؤدي فعلها ولكن لم يمنعه ذلك بتوصيل المصطلح
    المكرور من اللغة الأم حين تماهى في قصته عجلة الزمن ..(اقعد..عوج واحكي عدل) أوصله بطريقة
    المثل ليتجذر بالمعنى
    الأديب معجون في الموروث ولديه فيوضات الهم الإنساني والهم الوطني..وهو مؤمن بكل
    القيم والمثل ولكنه دوما ًيسعى إلى التجديد في المعنى
    وليس فقط الأصوليات ...ولديه دوما من خلال السياق هذه اللغة(الثالثة)
    بين العامية والفصحى
    إنه ليس تقريرياً ضمن صيرورة المعنى .ولا يتخندق في الأيدلوجية
    إنما..يستحضر التجربة الجديدة والمميزة,ولا يجتر المكرور..ليتسلل بفتح الشعارات السياسية
    أو حتى السخطية
    كما رأيناه في قصة (من لا يجيد القراءة)
    حين أنسن الحيوان وأنطقه
    هذا الإنجاز وصل إلينا من خلال تجارب البعض ولكن ليس بالمستوى المعنى للنص المطروح في هذه المجموعة بتلك
    الماهية عبر ذلك الحضور الباذخ في تبين أن المسؤولية أحياناً لا نعرف أين نتكأ
    عليها
    كما في عجلة الزمن ..أكّد وغمّز إلى النزوع للوطن...هو سر السيادة؟...بعيداً
    عن الغربة في احتدام جموح الحلم والاشتراط البشري المؤطر بتلك الأحلام .أو ,الوائد لها,,في تشوف
    النفس البشرية وتوقها إلى الإ فلات
    من الواقع المرير الآني ولكنه أجمل من الحلم البعيد .بذلّه
    يرسم هوة بين الواقع الذي توصل إليه هذا الرجل ...(كان يوماً ما مرافق للرئيس)
    وبين حاله الحاضر ,ولكن أجمل من أن يكون (لاجئ سياسي)
    في الغربة......
    بكل فنية الأديب المبدع يتنقل أديبنا بمخيلة قصصية تهكمية وساخطة وقادرة على الإمساك
    بالمثير والملفت
    دوماً لديه التشكيلات الجديدة في الرؤيا....فكل قصة هي وحدة هرمية بحد ذاتها
    بسياق فني مكنون أحياناً بالرمزية من أجل خدمة أغراض دلالية.تزيد النص
    عمقاً وجمالية
    وأحياناً بإدماج مقولة موروثة..أو مقاربة لنص ديني يجعل الإدماج
    متفاعلاً,ومؤثراً في النص
    *القاص دوماً لديه هذا البعد الزمني في السياق من خلال وجوده , بعمق حسي ومكثف
    فنراه دوماً داخل الحدث, بحذرية لعدم الإسهاب و الامتدادية المملة.
    فشبكية علائقه وأحداثه تنمو في الزمن القصير . الهارب للحظة النهاية أو القرار الأخير
    كما في قصة (رياح ما بعد الأربعين)حين رأى زوجته تلك الجميلة والجديدة في حلتها
    التي جعلته يستهجن نفسه حين قرر الزواج عليها
    *كما وأنه دائماً يسعى إلى الحضور و التواجد في المسرح الحياتي وبؤسه
    فلا يستر و لا يلبس أثواب
    ليخفي العورات الاجتماعية إنما يغوص في خضم ولجة القضايا المكنونة بدلالات الذات القاصة
    ومواقفه فيها,وتقريبها بطريقة ملفتة....كما في (حلاق بلا مقص)
    وكأنه يقول أعطي العجين لخبازه.؟....
    فيها يستنكر من يدّعي أنه أفضل من الآخرين في مهنته الحلاقة .لا يمكن إغفال الدور
    الذي تطرق إليه في نقد الأوضاع الاجتماعية والسياسية التي أصبحت
    فيها الرذائل فضائل...باقتدار بعيد عن الغموض المضطرب .وبوضوح ألق.وأسلوبية تنزع إلى نقدية .....
    أنموذجها..المرأة التي تغترب و تغارب بلدها وتعود بفوضى من الاقتراحات تتنافى مع الموروث واليومي المعاش
    الشخصيات لديه مؤمثلة ولكنها تبرق بلحظة زمن القصة ثم تختفي ....جعلت في السردية تلك الإثارة .والإيصال لما
    وراء رؤية الفنان القصصية
    إنه متأسس في مكانه و متجذر في أصوله...من خلال تداعيات الماضي ...حين راح يفتش عن أخيه الغائب بعد فقده لكل أهله كما في( ضيف في زنزانة)فيها المقدرة العالية في محاولة الانفتاح الثقافية من المحلية على الكونية او العالمية
    دون القضاء على هويته وخصوصيته الإبداعية,والتقنية الفنية للقصة القصيرة .
    المتعارف عليه في أصوليات البنية التركيبية للدراما.القصيرة المسجورة بالحكمة والسخط أحياناً والتهكم الذي هو في النهاية القاسم في التجلي الأخير في ختم القصة ...ففيها حاول توضيح هذا التشرد للنفس الإنسانية.وتوزعها,ولكن بلا شرور
    وبالنهاية. دوماً هناك من يسقط عليهم القهر والظلم دون مبرر
    *(ومرارة عسل )كانت الوميض الأخير والمغاير في نكهته عن بريق النصوص السابقة في المجموعة
    فيها حس المبدع الشخصي و القصدية التي تستكنه تلك العبثية المعناة لواقع المرأة ا لمؤلم حين تنهض بكابوسها
    لتصل بالمحصلة إلى الحقيقة...بطريقة فيها استهجان وفيها لواعج النفس
    التي تعتمل بتناقضات مرتهنة ,بارتحالية الأدب إلى نكهة فيها الإيحاء المبطن بطريقة مقربة بإطار ممتع
    *صحيح أن الأديب حظر إلى لحظة حلمه متأخراً لكنه وصل متوجاً......قامة عرفت كيف تخط المسار بكل حرفية العالم والمجرب
    الحقيقي خميرة دافئة استوجبت الخوض في المنجز الإنساني والفكري,دوماً لديه كاميرا فوق احتمالية يصور فيها من الموروث والمخفي
    بجلد لغوي دخل فيه إلى جوانية اللغة, بذائقة أدبية نوهت عن الغابة والتباين بين شخوص القصة ,وبتلوينة أضاءت شموع من التهكم والحكمة , قرأ أبجديات الجسد والنفس والنداءات والركام الطويل
    لم يزيل الشخصنة عن المواقع كان راصدا ألقا. بدم جديد بقصدية المبدع المطروقة ولكن المغايرة ,لم يقترب فيها من الشعرية لأنه تمرس بصدق الطرح والموضوعية التي استدعت العمل النفسي والمنولوج الحسي الداخلي في بعض الأحيان.

    إن حانات بغداد علمت بحس أديبها و رؤياه القابضة على سحر الماضي وإعادة بنائه بشبكة لغوية جديدة فيها مسار متفردإنه عكس لمقولة (حين تتفتح روح الإنسان تبدأ شيخوخة الجسد)مع تأخر تجربته أكد مقام الدنف والتوحد,والوجد وصدق اللحظة السردية
    اعتمد لغة مشغولة بتنوع يتحدى ,لماحة ,حفلت بعناصر الحياة ولم تترك في خضمها شئ إلا وقاربته تستفز أحيانا وتلسع أحيانا مما جعلنا نستمتع بنشوة وضرام اللغة
    وليس غريب ذلك على الأديب المتسلسل و المتجذر فنيا وأدبياً وحتى سلوكياً
    جعله ينهض بمجموعته ويدخل منحى آخر بعيد عن المعتاد بفنية متفردة ليقتص حضور ألق بين أدباء هذه المرحلة الحرجة في إشكاليات الإبداع في المسرح الثقافي في الساحة الأدبية.



    بقلم الأديبة : مرشدة جاويش.
    انظروا فتنتي تترامى صارت الشمس عنقاء كوني
    انظروها كغيمة ورد وسألوا عاهل الشهد أيني

  2. #2
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.19

    افتراضي

    بدأتها أنس و ختمت قراءتها الآن ،

    قلم رصين و تمكن من أدوات النقد - برأيي المتواضع - ،

    و تناول شوقنا للتعرف على المجموعة عن قرب .

    تحية لك و للقاص مصطفى عبد القادر .

    دمت و الواحة .
    http://www.rabitat-alwaha.net/moltaqa/showthread.php?t=57594

  3. #3
  4. #4
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.69

    افتراضي

    اعتمد لغة مشغولة بتنوع يتحدى ,لماحة ,حفلت بعناصر الحياة ولم تترك في خضمها شئ إلا وقاربته تستفز أحيانا وتلسع أحيانا مما جعلنا نستمتع بنشوة وضرام اللغة
    هذه الفقرة ملأتني رغبة بقراءة المجموعة القصصية ، سيما وقد سبقتها عباره تقول بأنه استخدم اللغة المحكية أحيانا- والتي أعترض على تسميتها باللغة الأم - كما في قصته عجلة الزمن
    ولكن لم يمنعه ذلك بتوصيل المصطلح المكرور من اللغة الأم حين تماهى في قصته عجلة الزمن ..(اقعد..عوج واحكي عدل) أوصله بطريقة المثل ليتجذر بالمعنى
    أتمنى لو أن للمجموعات القصصية والشعرية التي تتم قراءتها هنا نسخا إلكترونية لرفعها

    قراءة متأنية وماتعة

    دمت بألق
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  5. #5
    شاعر
    تاريخ التسجيل : May 2011
    المشاركات : 66
    المواضيع : 6
    الردود : 66
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    تحية إعجاب للناقدة المتألقة والقاص الجميل يالها من روعة في التناول وابتكار دام هذا الألق

المواضيع المتشابهه

  1. مصطفى نصر ( القاص والروائي السكندري )
    بواسطة دكتور محمد فؤاد في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 18-06-2022, 05:22 PM
  2. قراءة في قراءة الدكتور مصطفى عراقي في الشاعر الكبير الدكتور سمير العمري
    بواسطة د. محمد حسن السمان في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 10-03-2015, 01:23 AM
  3. قراءة في مجموعة ( اعمامي اللصوص)
    بواسطة صبيحة شبر في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 15-08-2009, 10:41 AM
  4. أهلاً بالأديب القاص والناقد / العربي عبد الوهاب
    بواسطة نبيل مصيلحى في المنتدى الروَاقُ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 02-12-2008, 12:00 AM
  5. القاص/ سامح عبد البديع الشبة
    بواسطة سامح عبد البديع الشبة في المنتدى تَرَاجِمُ أُدَبَاءِ الوَاحَةِ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 15-03-2006, 07:28 PM