أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: الوحدة و التنوع في شعر "الشهاوي"/ د. رمضان الحضري

  1. #1
    الصورة الرمزية محمد الشحات محمد شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Sep 2007
    الدولة : القاهرة
    المشاركات : 1,100
    المواضيع : 103
    الردود : 1100
    المعدل اليومي : 0.18

    افتراضي الوحدة و التنوع في شعر "الشهاوي"/ د. رمضان الحضري

    [B][SIZE="5"]


    الوحدة و التنوع في شعر "الشهاوي"


    بقلم د/ رمضان الحضرى




    * لايمكن دراسة شعر محمد الشهاوى دون الغوص وراءه فى اللغة الوحدة والتنوع فى الخطاب الشعري عند محمد الشهاوى






    ** تحاول الدراسة استجلاء الخطاب الشعرى عند الشهاوى (محمد محمد الشهاوى ) شاعر العرب والعروبة الكبير حيث إن شعره يمثل اتجاها متفردا ومؤثرا فى الشعر العربى الحديث , مما دعا شاعرا بقيمة نزار قبانى – رحمه الله – إلى قوله " إننى أطرب جدا لشاعر مصر والعرب الكبير محمد الشهاوى " ومنذ صدور ديوانه الاول " ثورة الشعر " عام 1962م , ظل نجما لامعا , وشاعرا مقدما , وقد أثر فى أقرانه من الشعراء أمثال محمد عفيفى مطر , كما أثر فى الاجيال التى جاءت بعده من جيل السبعينيات والثمانينيات , والتسعينيات , وغيرهم
    ولا زال حضوره الشعرى فى المنتديات والمؤتمرات مؤثرا كبيرا , مما دعا كثير من الدارسين الى دراسة شعره كظاهرة فريدة فى الشعر العربى الحديث , ومما يجعل دراسة الخطاب الشعرى عنده ضروريا , لاستيضاح عناصر هذا الخطاب من ناحيتين هما : (أ) وحدة الخطاب (ب) تنوع الخطاب , وسوف تعتمد الدراسة على التحليل اللغوى البنيوى لمفردات الشعر عند الشهاوى , وذلك من خلال اطلاله على دواوينه الشعرية
    التالية :

    1- ثورة الشعر 1962 م
    2- قلت للشعر 1972م
    3- مسافر فى الطوفان 1985م
    4- زهرة اللوتس ترفض أن تهاجر 1992م
    5- اشراقات التوحد 2000م
    6- أقاليم اللهب ومرايا القلب الاخضر 2001م
    7- مكابدات المغنى والوتر 2003م
    8- مختارات شعرية لمحمد محمد الشهاوى 2005م

    وقد أعيد طبع ديوان ( إشراقات التوحد ) 2003م وقد تناولت دراسات عديدة شعر الشهاوى منها ( شعر محمد الشهاوى ) دراسة اسلوبية 2008م وكثيرة هى الدراسات التى قد ناقشت شعر الشهاوى من وجهات نظر نقدية متعددة , ولكن لازال معظمها حبيس الادراج مثل :

    1- الاسطورة والمأساة , لانور المعداوى 0
    2- كونشترو الامكان للراحل د / على قنديل
    3- النهر الذى اسكر للشاعر الراحل / صالح الشرنوبى
    4- شاعر البرارى لمحمد السيد شحاتة
    5- بصمات منقوشة بالحنين , عبد الدايم الشاذلى 0
    6- السندباد الذى جاب العالم من موقعه , عبد المنعم مطاوع
    7- صرخة الضمير المتقن لتمرده الخاص , محمد السيد عبده
    هذا الى جانب سيرة ذاتية كتبها الشاعر تحت عنوان ( زهرة اللوتس ترفض أن تهاجر )



    **********************************


    وقد حصد الشاعر الكبير جوائز عديدة منها :-

    1- جائزة المعاهد الازهرية 1964م 0
    2- جائزة أولى كفر الشيخ 1965م 0
    3- جائزة الثقافة على مستوى الجمهورية أعوام 72, 73 , 1974م
    4- جائزة البايطين لافضل قصيدة 1996م عن قصيدة ( المرأة الاستثناء )
    5- جائزة اندلسية لافضل ديوان شعرى 2000م عن ديوان " اشراقات التوحد "
    6- جائزة التميز لاتحاد الكتاب 2007 م

    ويشغل الشاعر عضويات متعددة مثل : -

    1- عضو لجنة الشعر بالمجلس الاعلى للثقافة 0
    2- عضو اتحاد الكتاب
    3- عضو بأتيليه القاهرة
    4- رئيس تحرير مجلة ( سنابل ) الاصدار الثانى


    ولا يخلو مؤتمر أو منتدى مصرى من أسم ( محمد محمد محمد الشهاوى ) مما جعل احتذاؤه وأمر تقليده عند كثير من الشعراء أمرا جليا لدى النقاد , مما يصم الدراسة بالاهمية وسوف تتناول الدراسة شعره من اتجاهين فقط , هما وحدة النص عند الشهاوى , والاتجاه الثانى هو التنوع الكلامى فى القصيدة عنده
    تركيبا ولفظا الى جانب الفكر المؤثر فى الوجدان

    اللغة مبتدأ :-

    حينما الف ميخائيل باختين , وهو من أكبر المؤثرين فى النقد العالمى الحديث – كتابه " الفرويدية " ظن البعض أنه قد تعلم علم النفس على يد " فرويد " بيد إنه ألف كتابه ليرد على السقطات الكبيرة التى وقع فيها فرويد وقد ركز باختين على نزعتين موجودتين فى علم النفس الاولى : الاتجاة الذاتى والثانية : الاتجاه الموضوعى وبين أن الذاتية سابقة على الموضوعية , حيث إن الموضوعية تمثل كيانا اجتماعيا , ولذا فإن الذاتية تؤثر فى التشكيل اجتماعيا , وبالتالى فإن الذاتية تؤثر فى التشكيل اللغوى , والموضوعية تتكون وتتشكل من تلك الذاتية 0
    وحينما رأى فرويد أن اللغة اجتماعية بصورة شاملة , علق باختين على هذا الامر بانه غير واضح ولا محدد , والدليل على ذلك أن فعل أنتاج الصوت أو تلقيه أنما هما فعلان فرديان تماما , وقد لانفترض بينهما اجتماعية , وهذان الفعلان لابد لهما من فعل ثالث لتكتمل المنظومة فى أنتاج المعنى , وهذا الفعل هو أنتاج المعانى والقدرة على تلقيها , ولا يوجد هذا الفعل الثالث الا فى اللغة , بل إن اللغة موجودة أصلآ لانتاج هذا الفعل , ولذا فان التفاعل اللفظى هو نتيجة تواصل وحوار , وهذان الفعلان هما فعلان اجتماعيان فالتواصل والحوار يصبان فى التلفظ , والتلفظ هو نتاج تفاعل بين اثنين متحاورين , وهذ يعنى انهما نتاج مركب فى الموقع الاجتماعى , ولذا فإن الشخص المنتج لابد له من شخص ثان لتتم منظومة اللغة , وسيظل الكلام ذاتيآ وليس اجتماعيا , كذلك منطقة الوعى واللاوعى اللغوى , فاللاوعى يسبق اللغة , وقد يكون خارجا عنها وذلك كالمريض الذى يهذى بكلام ليس له معنى ولذا فقد اقترح باختين تبديل الوعى واللاوعى باصطلاحين بديلين هما " الوعى المسئول , والوعى غير المسئول " ومن ذلك استطاع أن يستنتج نموذجين للخطاب يمكن تسميتها " بالخطاب الواعى . والاخر" بالحطاب غير الواعى " , وهذا أمر بديهى 0
    وستصبح اللغة وسيطا اجتماعيا بين الذات والموضوع , أو بين الفرد المنتج والمجموع 0 ولذا حينما اختار باختين اسما للخطاب اختار من اللغة الروسية كلمة
    ( سلوفا ) وترجمتها العربية ( المشترك اللفظى ) , وقد اختلفت الترجمات العربية لها , و لامجال لمناقشة فى الدراسة بيد أن محمد برادة ترجم الكتاب تحت عنوان ( الخطاب فى الرواية ) , وهو أقرب المترجمين الى الصحة , ويتضح ذلك من خلال تعريف باختين للخطاب حينما يقول الخطاب هو اللغة بكليتها الحية , عندما تكف عند أن تكون سلبية فى أذهان الناس تصبح حية ناشطة فى التواصل فالخطاب عنده ظاهرة كلية ملموسة وهو عكس اللسان , الخطاب هو التلفظ / الحديث أو غيرها وحينما رأى دوسوسير أن اللغة يقابلها الكلام 0
    باعتبار أن اللغة ظاهرة اجتماعية بينما الكلام ظاهرة فردية رآى باختين أنه لا يوجد شىء على شكل فردى , حتى فى اللسانيات , ولذا فقد اشتق مصطلحا جديدا وأسماه ما بين الذاتى , حيث إن اللغة تحتاج الى منتج ومتلق , وبينهما اشارات متفق عليها مسبقا



    *********************************


    كان هذا التقديم مدخلا ضروريا , يشير فى عجالة وايجاز الى المنظور الذى ستتناول الدراسة الكلمة الشعرية من منطلقه , باعتبار أن الكلمة منظومة اجتماعية 0 وقد آثرت الدراسة مفهوم الكلمة الشعرية عند باختين , حيث إنه وقف طويلا أمام الذات المتكلمة , وربط بينهما وبين مجتمعها بروابط متداخلة , حيث إن ذاتية الكلام إنما تعبر عدن صدى اجتماعى خارج الذات ومرتبط به , وأن شعرية الحديث تتكون من تضافر عناصر ثلاثة هى : تعدد الاصوات والمركب الزمانى المكانى والتحليل الموضوعى فى الادب ويفهم من دراسات باختين للشعر أن كل الايديولوجيات سواء كانت دينية أو قانونية ليست الانظاما دلاليا له تعبيره الاجتماعى , لانه الدلالة لاترتبط بوعى الفرد فقط بل هى واقع اجتماعى , فلن تصبح دلالة الكلمة معجمية فقط , بل تتحول الكلمة فى النص الى مركز لمجموعة من العلاقات المختلفة سواء كانت اجتماعية أو نفسية أو غيرها 0
    ويشتد العجب بالدارس العربى , وقد سبق أن اعلنت فى أكثر من دراسة عن هذا العجب , حينما نبحث فى التراث النقدى العربى سواء كان عن المفسرين ( اعنى مفسرى القرأن الكريم ) , وبشكل خاص الامام القرطبى " رحمه الله "ورائد البلاغة العربية عبد القاهر الجرجانى
    حينما يضع باختين اللفظ بين ذاتين ( متكلمة – ومتلقية ) فانما يضعه عبد القاهر – وذلك عندى أوقع – بين تصورين , ويقصد بالتصور هنا ( فهم خاص لكل شخصية ) سواء كانت المرسلة أو المستقبلة وهذا ما جعل اللغة العربية من اكثر اللغات فى العالم التى تستخدم ضمير الغائب , والضمير المستتر يقول عبد القاهر : ( اعلم أن معانى الكلام كلها معان لاتتصور الافيما بين شيئين ) واذا أردت أن تستحكم معرفة ذلك فى نفسك فأنظر اليك إذا قيل لك : ما فعل زيد فقلت : "خرج " هل يتصور أن يقع فى خلدك من خرج معنى من دون أن ينوى فيه ضمير " زيد " وهل تكون , إن أنت زعمت أنك لم تنو ذلك , الامخرجآ نفسك الى الهذيان وهذا السبق لعبد القاهر , إنما هو إفتراض الحوار بين كلمتين , ولذا فانه فى أكثر من موضع يعلق على أن الالفاظ فى المعاجم إنما جاءت لنضعها نحن بجوار بعضها لتخرج من معناها المعجى , لتعطى معنى جديدآ نقصد إليه 0 وبالتالى فأن الكلمة فى لغة العرب فعل له صدى أو يمكن يسمى بالعلاقة الجديدة التى نتجت عمن استقبل اللفظ ولذا فان للمرسل المنتج
    وجهة نظر و للمتلقى المستقبل وجهة نظر ربما تتلاقيان , ولكن غالبا هما وجهتان مختلفتان وإن كان المنبع هو النص المنتج

    أولآ : وحدة الخطاب الشعرى

    يمثل شعر محمد الشهاوى وحدة كلية , وإن كانت هذه الوحدة قد تباعدت فى مفردات الانتاج , فقد صدر ديوانه الاول " ثورة الشعر" فى عام 1962 م , وجاء بعده الديوان الثانى " قلت للشعر" فى عام 1972م , فالفاصل بينهما عشر سنوات , وجاء ديوانه الثالث " مسافر فى الطوفان " فى عام 1985م وتلك فترات الشباب لشاعر مصر العظيم بيد أن الصورة لم تكتمل ألا بعد الثمانينات , حيث بدأت المدة تقل , والانتاج يزداد , ونجم الشهاوى يسطع فى المنتديات , وليس ذلك علامة تفرد و إنما يأتى التفرد من الاستخدام الخاص لمفردات اللغة , والابتكار المعهود عنده فى التركيب , والتجديد فى التصوير والايحاء , والدارس لشعر الشهاوى لابد أن يعرف أنه أمام رجل يتعامل بلغة المفاجأة , وطول النفس فى التصوير والتماوج فى الصوت والنغم :


    من أنت يا طيفآ يجىء إلى عبر جوانح الظلم
    متسلقآ أسوار صمتى
    يستلنى من غمد صومعتى
    ويركبنى براق الرحلة الكبرى
    من أنت ياطمث الحضور ونطفة التكوين
    ها أنت تفتح فى دمائى قمقم التبيين
    ها أنت تطعمنى الاباء وكعكة الاصرار
    وتبثنى بردية الاسرار
    ها أنت تطلق فى شرايينى – خيل الجموح عوالك اللجم
    من أنت ياطيفآ يجىء إلى عبر جوانح الظلم
    أوقفتنى فى أول الصف وملاتنى بالنور
    من بعد ما ضمختنى بالورد والكافور
    وأخذت من كمى لكيفى – أوقفتنى فى العروة الوثقى
    وجعلت لى جبل المدى مرقى – اوقفتنى فى ساحة الافضاء
    وأرتينى السر المخبأ – أسريت بى- حتى رأيت المنتهى والمنشأ

    وفتحت لى سفر الرموز ومعجم الدهشة – وهمست فى أذنى : انطلق – واصدع ونبىء –نبىء بما يفضى إليك فأنت من ليراعه بشئوننا نفضى – واصعد جبال البوح حين تعود للارض – إن قيل مسكين فأن المجد لا يشرى – أو قيل مجنون
    فنحن بحال من نختاره أدرى – طوبى لعبد ينشر الخيرا ويموت مصلوبآ على جبل من الرفض – طوبى لمن لم تثنه (حماله الحطب ) – واذا تصدى للغواية يعتلى لهبا يصب النار فى كوب ( أبى لهب ) – طوبى لمن لم يعرف الراحة – طوبى لمن لم يلق – رغم الغبن – ألواحه – طوبى لمن لم يحن هام الحرف والقلم – من أنت ياطيف يجىء إلى عبر جوانح الظلم – أوقفتنى والليل والاحلام والجمرا – ومنحتنى صك الولاية بعدما أوصيتنا عشرأ :

    لاتقربوا شجر الخيانة – لاتخذلوا سيف الامانة –لا تركبوا للغى فلكا – لاتجعلوا للخوف سلطانا عليكم – يا أحبائى – وملكا – لاتقطعوا الايام نوما لاتذعنوا لمشيئة الاهواء يوما – لاتكتموا رأيا – وأنتم ألسن الأمة – لاتحسبوا الاغضاء حكمة – لاتحجموا رغباً ولا رهباً – لاتهربوا إما سواكم أثر الهربا 0



    ( لايمكن الغاء خصوصية كل رؤية إبداعية فى الشعر أو غيره إن على الناقد الكشف عن خصوصية كل رؤية فى تكامل أعمال صاحبها أو مفرداتها , ومن ثم البحث فى كل عمل من عناصره التكوينية تحليلاً , والكشف عن العلاقات بين هذه العناصر , تفسييراً , وذلك بما يستتبع حكماً قيمياً , مضمراً أو معلنا , وذلك مع التسليم المستمر بخصوصية كل عمل , وتمايز كل رؤية وتفردها ) يمثل النص الشعرى عند الشهاوى رؤية واحدة للشعر هذه الرؤية متطورة , عبر مساحة زمنية تقترب من نصف قرن فقد التزم بالعمود الشعرى الخليلى , بيد أن التزامه كان للتحقق من أدواته الشعرية , ولذا فقد كان يضارح القصائد الشعرية الشهيرة , ليقدم مفهوماً جديداً ورؤية 0 جديدة لتطوير النص الشعرى من الداخل 0

    بلقيس هذا الشرق لاتتعجبى إن قلت إن النوم قد جافانى
    فلربما قد ثار منا ثائر فى نشرة مشبوعة بيبان
    من لى بأوعية الجحيم جميعها لاصبها حمماً على الكهان
    القابعين على أرائك عجزهم مسخاً يفوق تفاهة الأوتان
    المرتشين بجمرة البلد الذى قد زف أندلساً الى الشيطان
    بعضى على بعضى غدا متوكئا حتى ليخطأنى الذى يلقانى
    قلبى على قلبى وعينى قد غدت نافورة للدمع فى الحولان

    إنها معارضة رائعة وراقية لقصيدة هاشم الرفاعى ( رسالة فى ليلة التنفيذ ) , والتى يقول فيها هاشم الرفاعى :-

    أبتاه ماذا قد يخط بناتى والحبل والجلاد منتظران
    هذا الكتاب إليك من زنزانة مقرورة صخرية الجدران
    لم تبق الا ليلة احيا بها وأحس أن ظلالها أكفانى
    ستمر يا أبتاه لست أشك فى هذا وتحمل بعدها جثمانى



    *******************************


    والذى يفتح باب المقارنة بين ثورة الرفاعى وثورة الشهاوى لابد أن يتضح له أن كلاهما يتحدث عن ذاتية مفرطة , الا أن ذاتية الرفاعى منغلقة عليه , فهو ذاتى يتحدث عن نفسه , وإذا تطور الأمر تناول شريحة ظن أنها مظلومة , إلا أن تناوله لهذه الشريحة لتمازجه فيهم , ولذا فإن الفكر لم يتعد حدود نفسه

    ليكن عزاؤك أن هذا الحبل ما صنعته فى هذا الربوع يدان
    نسجوه فى بلد يشع حضارة وتضاء منه مشاعل العرفان
    أو هكذا زعموا وجىء به إلى بلدى الجريح على يد الأعوان



    *********************************


    إنه يتحدث عن حبل المشنقة , ويؤكد أن الضرر الخاص به سيلحق ضرراً بأخرين , ولكن الفهم للنص لن يعكس سوى خوف الشاعر على نفسه من خلال الحوارية الداخلية المتوهمة بين الشاعر ووالده ( قصيدة المونولوج الداخلى ) فالرفاعى يصدر حزنه لخارجه , وهذا الفكر ضد فكر الشهاوى حيث إن الشهاوى يأتيه حزنه من خارج نفسه , وهذا تاثير الموضوع على الذات , بمعنى أن التأثر بحركة العجلة الاجتماعية فى دورانها , إنما ينبع من المجتمع , وعلى الشاعر الملاحظة , وإن استطاع تعديل الاتجاه , بينما الرفاعى يريد أن يتأثر الموضوع بالذات , ولذا جاءت قصيدته أشبه بخطبة متقنة رائعة , بينما تجىء قصيدة الشهاوى كفكر تحليلى لواقع اجتماعى فيجرى الماء العكر إلى فكر الشاعر فيحاول تنقيته وتصفيته , وإعادته الى مصبه النابع من المجتمع , فهموم الأوطان عند الشهاوى تؤثر فى نفسه , وهموم النفس عند الرفاعى تؤثر فى أو طانه , ولذا فأن رؤية الشهاوى للكلمة الشعرية تأتى من مجموعة العلاقات بين الكلمات وبين المجتمع , ويأتى دوره كصاحب رؤية تأسيسية فى صناعة النص الشعرى , من خلال الحركة الداخلية بين الالفاظ , بصناعة

    عرفْتُ طعْمَ الندى بالصومِ مُرْتَجَلاً .... و النورُ منطقةٌ أرنو إلى فيها

  2. #2
    الصورة الرمزية هشام مصطفى شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Jan 2008
    المشاركات : 838
    المواضيع : 50
    الردود : 838
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    أخي الجميل / محمد
    دراسة ممتعة حد الدهشة
    ننتظر التكملة لتكتمل المتعة والدهشة معا
    مودتي

  3. #3
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Mar 2011
    المشاركات : 76
    المواضيع : 13
    الردود : 76
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    الحبيب هشام مصطفى الناقد والشاعر..... تكفى القراءة منك لما أقدمه.... فمثلك عندى بألف ألف..... فلك فى الشعر فروسية.... وفى النقد انتصارات.... لك جزيل شكرى على الاشارة الطيبة لمجهود مبذول....

  4. #4
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.71

    افتراضي

    أستاذنا الكريم محمد الشحات محمد
    نشكر لك نقل هذه الدراسة الباهرة للدكتور رمضان الحضري في الوحدة والتنوع في شعر الشهاوي

    ونشكر للدكتور الحضري تشريفة للمنقول من نصوصه وتوليه الرد عليه
    وسنكون هنا بانتظار توليه أيضا نشر إبداعاته على صفحات واحته عضوا في الواحة وفارسا نبيلا من فرسانها

    تحاياي أيها الكريمان

    ودمتما بألق
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  5. #5
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Mar 2011
    المشاركات : 76
    المواضيع : 13
    الردود : 76
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    قم أعنى يا يراعى .... انها بنت الرفاعى .... لن تزكيها بحبر ..... أو كلام أو خداع .... انها فى النقد نجم .... انها للشعر راعى .... اسمها فى المجد اسم ..... من علا مثل الرفاعى ؟؟؟ .... لا تدعنى يا يراعى .... امرها امر المطاع... واحة للود تبقى .... مورد الأسد ..الشجاع ..... أشكرك الرائعة الشاعرة رابحة وربيحة.... من ذا يطاول هذا الخلق السامى.... انه لطف الحمام .... يأتى به النسر... اخوكم د . رمضان الحضرى

المواضيع المتشابهه

  1. ثورة الميلاد في القصة الشاعرة/ د. رمضان الحضري
    بواسطة محمد الشحات محمد في المنتدى قَضَايَا أَدَبِيَّةٌ وَثَقَافِيَّةٌ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 20-04-2011, 11:30 PM
  2. سمير العمري :التشكيل بالصوت والصمت ... د. رمضان الحضري.
    بواسطة د. رمضان الحضري في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 15-04-2011, 08:09 AM
  3. رحبوا معي بالناقد المبدع/ د. رمضان الحضري
    بواسطة محمد الشحات محمد في المنتدى الروَاقُ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 08-04-2011, 01:45 PM
  4. عًٍ ى دًٍ
    بواسطة اسماء محمود في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 28-10-2008, 04:11 PM