|
تلكأ الشعرُ مـاذا سـوفَ يبتكـرُ |
فليس يوفيكَ لوشعَّـت بـهِ الـدررُ |
فما أقولُ وقـد أعجـزتَ قافيتـي |
ولم تُحِطْكَ شموخـاً سامقـاً فِكَـرُ |
لكنهـا نبضـةٌ سـارت بأوردتـي |
و ومضةٌ سُرَّ فـي إشراقِهـا البصـرُ |
ولستُ أسكتُ عن حقٍ فكم صَدَحَت |
بحبكَ الروحُ.. كم غنّى بـكَ الوَتـرُ |
يا موئلَ المجدِ ضجَّ الشعرُ في خَلَـدي |
فتلكَ فيـهِ شظايـا البـوحِ تنتثـرُ |
من أرضكَ البكرِ شعَّ النورُ فانتظمت |
بفجرِ عقدِكَ تلـكَ الأنجـمُ الزُهـرُ |
سارَ الضياءُ فَعَمَّ الكونَ مذ سطعـت |
شمسُ الهدى فاستضاءَ الجنُ والبشـرُ |
فَشِرعـةُ اللهِ دستـورٌ و رافــدُهُ |
نهجُ النبيِّ وعهدُ الصحـبِ والأثـرُ |
يا موطنَ الحقِ يـا دارَ الكـرامِ بهـا |
حمى الصناديـدِ والأفـذاذُ والنفـرُ |
صقرُ الجزيرةِ أرسى فيـكَ حِكمتَـهُ |
فالدينُ والحقُ والإنصـافُ والظَفَـرُ |
عبد العزيـزِ الـذي دانـت بِهِمَّتِـهِ |
شراذمُ البغـيِ والشيطـانُ مندحـرُ |
و سارَ أبنـاؤهُ فـي دربِ والدِهـم |
في مسلكِ العدلِ لا كِبـرٌ و لا بطـرُ |
فَخادمُ البيتِ رُبّـانُ السفينـةِ فـي |
بصيرةِ النـورِ لا خـوفٌ ولا خطـرُ |
بِمنبـرِ الرشـدِ قوّامـاً بِفِطنـتِـهِ |
بِمنطـقِ العقـلِ والإلمـامِ مؤتـزرُ |
فهو الزعيمُ الحكيمُ المُجتبـى مَلكـاً |
وهو الرشيدُ الفريدُ الحـاذقُ النَضِـرُ |
وعن يمينكَ سلطـانُ الإبـا عضـداً |
يجودُ بالـرأي - إن عـزَّت - و يبتـدرُ |
القائـدُ الرائـدُ السامـي بحنكتِـهِ |
بالحزمِ والعـزمِ والأفضـالِ مُختبـرُ |
و نايفُ البأسِ حصنُ الأمـنِ رائـدُهُ |
لا ينثني عزمُـهُ والخطـبُ يستعـرُ |
الراجحُ العقـلِ والمقـدامُ فـي ثقـةٍ |
فالسعدُ مكتمـلٌ والأمـنُ مزدهـرُ |
والشعبُ من خلفِهـم درعٌ لِقادتِهِـم |
صَفٌ بيـومِ الوغـى بالأمـرِ يأتمـرُ |
صانوا العهودَ و ما ذلّـوا لمغتصـبٍ |
فـلا فتـورٌ ولا وَهـنٌ ولا خـورُ |
فالسلمُ غايتُهـم والحِلـم ُ رايتُهـم |
والجودُ جنَّتُهـم إذ يُجتنـى الثمـرُ |
و لا تسلْ إذ يَهُبّـوا يـومَ نخوتِهـم |
فالموتُ هم بل - تعالى اللهُ - هـم سَقـرُ |
و كيفَ بالأمنِ يحيا جارُهـم رَغِـداً ؟ |
وكيفَ يُوأدُ مَـن لـم تُغْنِـهِ النُـذرُ ؟ |
تكاملَ المجدُ في أرضي فلسـتُ ترى |
إلاّ صنوفَ العُـلا والفخـرِ تنهمـرُ |