|
في سكونِ الّليلِ هلّتْ أدمُعي |
إذْ توارَيْتُ الرّدى بل مصْرَعي |
لم أُحَرّكْ بعدها من نابِضٍ |
ماتنَفّسْتُ الهوى من أضْلُعي |
مثل أعوادٍ بِقَفْرٍ خُلِّفَتْ |
لم تُحرَّكْ في جفافٍ مُدْقِعِ |
نحو تابوتٍ ونَعْشٍ قرّبوا |
جِسْميَ الذّاوي أتَوْ من أربعِ |
يامعاذَ الله ماهذا الذي |
أرّقَ الفِكْرَ جثا في مضْجَعي |
أيها الجاثِمُ في عُمْقِ الهوى |
فِكْرُكَ الغافي بتاتاً لم يعِ |
إنّها ذِكْرى بِخَيْرٍ أقبلَتْ |
تنبُشُ النّفْسَ بِحُلْمٍ مُوجِعِ |
حتّما تحيا بِذَنْبٍ يافتى |
هل حَسِبْتَ العُمْرَ خُلْداً يدّعي |
إنّما يُهْدَمُ بالفأسِ الرّجا |
والثّواني في الهوى لم تُقْطَعِ |
دعْ أمانيكَ الّتي أعْدَدْ تَها |
لاتَقُلْ إنّ النُّهىَ لم تُخْدَعِ |
غيّرِ النّهجَ الذي عاهَدْتَهُ |
أُبْ إلى الرحمنِ للذّكْرِ ارْجِعِ |
من صلاةِ الصُّبْحِ بكِّرْ للرِضا |
خُضْ بِعَزْمٍ نحو جودٍ واطْمَعِ |
إنّما السّلْوى بِبِرٍّ زُيِّنَتْ |
لامن الشّدْوِ وخرْقِ المَسْمَعِ |
بالأغاني والملاهي والخنا |
أوبرقصٍ باحْتِضانِ الأذْرُعِ |
بل بتقديسٍ لربٍّ في الخفا |
في صلاةِ الَّليلِ غرّدْ واسْجَعِ |
طهّرِ القلبَ الذي أغْرَقْتَهُ |
في سفورٍ في قذى المُسْتَنْقَعِ |
ربُّكَ الغَفّارُ كم قد أكْرمَتْ |
توبَةٌ للهِ أوْبَ المُقلِعِ |
من لهيبِ النّارِ كم قد أُنْقِذَتْ |
نفسُ غافٍ قبلَ هولِ المَفْزَعِ |
نِعْمَ من يسعى إلى إرْباحِنا |
من رفادِ الخيرِ بعد المَضْيَعِ |
ربِّ ارحمْ تائباً تاقَ الهُدى |
رُدّهُ نحو الصراطِ المُرْبِعِ |
إنّني آويتُ نفسي ضيقَةً |
قبل هذا اليومِ فاسمحْ واشفعِ |
جئتُ لاأمْلِكُ إلاّ رحمةً |
من جوادٍ نحو رحْبٍ أوسعِ |
ياإلَهاً كُلُّ شيءٍ تحتهُ |
سبّحَ الكوْنُ لهُ لم يقطعِ |
من لِعبدٍ غيرَ مَوْلاهُ الذي |
يملِكُ الرّقَّ بيومِ المجمعِ |