|
سبحانَ مَنْ سنَّ اليراعَ فدّوَنَا |
فغدا يُسَطِّرُ ما أراد وقنّنا |
فانظُرْ بِعَيْنِكَ ماترى بِتَفَكُّرٍ |
أرأيتَ أعظمَ من إلَهِكَ أتْقَنا |
سبحانَ من فتَقَ الوجودَ بِعِلْمِهِ |
حتى تنفّسَ واستقامَ وآمَنا |
نظم المجرّاتِ العِظامِ لِغايَةٍ |
وهدى الجميعَ إلى المدارِ وأسْكَنا |
رفع السماءَ بلا قواعِدَ فاعْتِلَتْ |
سبعاً طِباقاً شدّهُنَّ وصوّنا |
صقلَ النُّجومَ النّيّراتِ فأزهرتْ |
ودحا الكواكِبَ في الفضاءِ وكوّنا |
كُلٌّ يدورُ وليسَ يزحمُ جارهُ |
إعجازُ من ؟ فرضَ المسارَ وآذنا |
لالشّمسُ والأقمارُ تُدرِكُ بعضها |
كُلٌّ لهُ دربٌ يسيرُ ومُنحنى |
والشّمسُ أشعلها وقدّرَ نورها |
فمضت تُحَرِّكُ من ضياءٍ ألسُنا |
تطوي الظّلامَ على الظّلامِ أمامها |
وكأنّهُ جَهِلَ المسالك وانحنى |
والبدرُ أسْحَرَ كُلَّ عينٍ حُسْنَهُ |
وكذا الجمالُ من الّلطافَةِ يُجْتنى |
والأرضُ ألْبَسَها بِحُلّةِ بهجَةٍ |
من كُلِّ شيءٍ قد أفاضَ وزيّنا |
أرسا الجِبالَ الشّاهِقاتِ لِحِفْظِها |
أسرى النّسيمَ على الفِساحِ فدنْدَنا |
سلخ الظّلامَ عن النّهارِ لِحِكْمَةٍ |
أمرَ النّهارَ إلى النُّهوضِ فعَمّنا |
فمَن الذي فضَّ الضّياءَ لِسَعْيِنَا |
ومن الذي منحَ السُّباتَ الأعْيُنا |
رفعَ البُخارَ من البحارِ إلى السّما |
حتّى تكاثَفَ في السّحابِ وامزنا |
وإذا الرِّياحُ إلى الوِ هادِ تزُفُّهُ |
فسقى البلادَ من السحابِ وسرّنا |
وهبَ السُّفوحَ من الجِنانِ نضارةً |
سَرَّ العِبادَ من النّباتِ وأفتَنا |
بسط الحريرَ على السُّهولِ فأبْدَعا |
وكسا الرياضَ من الزّهورِ ولوّنا |
ثجّ الجداولَ والعيونَ وضخّها |
من قلبِ صخْرٍ قد تقعّرَ وانثنى |
مدَّ البِحارَ وبثَّ في قيعانِها |
خلقاً عظيماً أمّها وتوطّنا |
وأتى بآدَمَ من تلازُبِ طينَةٍ |
نفخَ الحياةَ بروحِِهِ فرأى السّنا |
وأراد يخرِجُ من ضلوعٍ آيةً |
فدعا لِضِلْعٍ فاستجابَ وأذعنا |
حوّاءُ إعجازٌ لآدمَ قُدّرَتْ |
من ضلعِ آدم صُوّرَتْ وبِها بنى |
صهَرَ النُّفوسَ بِبَعْضِها فتآلَفِتْ |
عمَّ الحنانُ قلوبها فأتى الجَنى |
دلّ الخلائقَ لِلتّزاوجِ فِطْرَةً |
وهب المعايشَ لِلعِبادِ وأحسنا |
سبحان من جعل الخلائقَ جُنْدَهُ |
ماشيء إلاّ تحتَ عرْشِهِ قد دنا |
أُمَمٌ تُبادِلُ بالمَصَالِحِ بعضها |
وإذا المشيئةُ غُيّرَتْ عصفتْ بنا |
أُمَمٌ تعيشُ هو العليمُ بِقَدْرِها |
سُبحانَ مَنْ حصَرَ الجميعَ وعدّنا |
فجنودُ ربِّكَ كم تعدَّدَ وصفُهم |
وصغيرُهم جازَ العقولَ وظنّنا |
إعجازُ ربّي في البُعوضِ وماترا |
هـُ على المجاهِرِ في عيونٍ هُوِّنا |
لم يستحِ الرّحمَن يفخرُ بالتي |
نخرتْ حشا النّمرودَ قهراً فافْتنى |
وكذا الزلازِلُ والبِحارُ تأذَّنَتْ |
لكِنَّ ربّكَ بالحِمايةِ حفّنا |
وإذا أرادَ عقوبةً لمقصِّــــرٍ |
شنّ الجنودَ على الفسادِ ومكّنا |
فهو الذي ملَكَ الزّمامَ لِخَلْقِهِ |
وهو الذي فوقَ البسيطَةِ مدّنا |
وهو الذي قبضَ النّفوسَ وسلّها |
وهو الذي ردّ الحياةَ لِبَعْثِنَا |
ربٌّ قويٌّ ليسَ يُدْرَكُ غيبُهُ |
ربّي الذي عِلِمَ الكتابَ وقِطّنا |
سبحان من ملكَ البديعَ وأعْجزا |
ماذا سُنحْصِي من عجيبِكَ ربّنا |
أنت الذي سجدَ الوجودُ لِوَجْهِهِ |
في الأفقِ تُعْبَدُ في البِحارِ وفي الدُّنى |
حمدي إليكَ رفعتُهُ ياخالقي |
يامن تفرَّدَ بالجلالِ وبالغِنى ( |
يامن تقدّسَ فوق عرشٍ وحدهُ |
يامن تجاوزَ وصفهُ حدّ الثّنى |