أصبحتَ تبعثرُ أوراقاً=وسراباً روحك ما تُهدي
إفكٌ كالسحرِ تناشده=كالضربِ برملٍ أو عُقَدِ
وتخالُ بها عِدَة البشرى=وترومُ الاّتِ وما يعدِ
فتجوسُ خيالك لاهيةً=لا تُخفِ الأمرَ ولا تُبدي
تلك الجوزاءُ بها أملاً=ويموجُ نهارك في نكدِ
وجروحُ القوسِ إذا نزلت=قد تُدمِ القلبَ إلى الأبدِ
هل تأمنُ سرْطاناً يسعى=إن رمت البحرَ إلى صيدِ
أيقودك في المرعى حملاً=أو تتبعُ ما يمليه جدي
قد تُلدغُ بالشرك جهولاً=إن رمت العقربَ في جُدَدِ
إيّاك الثورُ إذا أرغى=أو خار وزمجر بالزبدِ
فلتنجُ بنفسك ساعتها=تااللهِ الخيرة في البعدِ
أوَتأمنُ يونسَ من أشقى=إذ راغَ إليه وما يحدِ
بثنايا النونِ جثى مَرِضاً=وطواه ليالٍ في كمدِ
أوَتنسى عذراءً ظُلمت=طُعنت بالعِرضِ بلا سندِ
لزمت بالعسرة محراباً=تُعْلِ الصلوات إلى الصمدِ
أتظنً الدلو شفى عطشاً=والجبُ خواءَ فهل يجدي
ظمِأٌ أن كنت به أمِلاً=أو رمتً لمالك والولدِ
إن جاعَ طواك مخالبه=لا تُرج الخيرة من أسدِ
ميزان اللهِ هو المسعى=في يوم الفصلِ ومُلتحدِ
فهناك القسط مناقبه=يقضي بالخيرِ لمجتهدِ
كذبٌ ما تحملُ لو صدقت=فهناك بلوحِ الغيبِ غدي