الشاطئ المهجور

هـدِيـرٌ شَدِيدُ الْوَقْعِ يَخْتَرِقُ السَّمْعَا وَرَعْـدُ وَأَصْـدَاءٌ تَـزِيـدُهُمَا وَقْعَا تُـشَـابُ بِـأَصْوَاتِ النّعَاةِ وَقَدْ أَتَوْا يَـشُقُّونَ مَوْجَ الْبَحْرِ فِي ذَلِكَ الْمَنْعَى عَـلَـى يَـبَـسٍ وَسْطَ الْبِحَارِ كَأَنمَا عَلَيْهَا عَصَى مُوسَى تَشُقُّ بِهَا الْمَسْعَى بَـكَـاهُـمْ غُـرَابٌ ثُمَّ شَقَّ جَنَاحَهُ إِلَى أَنْ هَوَى مِنْ فَوْقِهِمْ يَذْرِفُ الدَّمْعَا وَأَطْـلَـقَـتِ الْـعَنْقَاءُ فِيهمْ نَحِيبَهَا فَـاَحْدَثَ فِي الآفَاقِ مِنْ وَقْعِهِ صَدْعَا كَـأَنَّ غُـرَابَ الـلَّيْلِ وَالْعَقْلُ وَاهِمٌ تُـوَارِي عَـرَاءَ الْوَهْمِ أَذْيَالُهُ طَوْعَا وَيَـسْـبَـحُ فِي ظَلْمَائِهِ الْفِكْرُ لاَ سَنًا يُـضِـيءُ وَلاَ غَيْثًا يَفِيضُ وَلاَ نَبْعَا تَـكَـدَّرَ صَـفْـوُ الْقَادِمِينَ بِمَا رَأَوْا تَـقَـدَّمَ أَشْـقَـاهُمْ بِنَعْشَيْنِ وَاخْتَفَى عَنِ الْحَشْدِ أَدْنَاهُمْ وَقَدْ خُلِّفُوا صَرْعَى تَـحَـرَّكَـتِ الأَقْدَامُ تَلْتَمِسُ الْخُطَى وَتَـخْـبِـطُ لاَهَدْيٌ وَلاَ مَبْدَأٌ يُرْعَى عَـلَـى أَوَّلِ النَّعْشَيْنِ طَافَتْ حَمَامَةٌ وَقَـدْ سَـاءَهَا أَنَّ السَّلاَمَةَ لاَ تُدْعَى قُـلُوبٌ قَسَتْ مِثْلَ الْحِجَارَةِ فَاعْتَدَتْ نُفُوسٌ عَرَاهَا السُّوءُ فَانْطَلَقَتْ تَسْعَى تَـذَكّـرَتِ الإِنْـسَـانَ يَنْهَارُ ضَائِعًا وَيَـدْفَـعُـهُ التّيَّارُ نَحْوَ الرَّدَى دَفْعَا وَمُـؤْتَـمَـرَاتٍ بِـالرَّزَايَا تَسَيَّجَتْ وَقَـدْ فَـقَدَتْ صِدْقَ الْمَقَاصِدِ وَالنَّفْعَا تَـذَكَّـرَتِ الأَسْـوَاقَ وَالنَّاسُ خُضَّعٌ لِـمَـنْ يَـشْتَرِيهِمْ ثُمَّ يَصْفَعُهُمْ صَفْعَا وَطَـافَ عَـلـيـهَا طَائِفٌ بِغِشاوَةٍ مِنَ الْهَجْرِ وَالنِّسْيَانِ ضَاقَتْ بِهَا ذَرْعَا وَنَـادَى مُنَادٍ فِي السَّمَاءِ أَنِ اخْشَعُوا لِـسَـاعَةِ وَجْدٍ وَارْفَعُوا نَعْشَكُمْ رَفْعَا بَـكَـى ثَـانِيَ النَّعْشَيْنِ كُلُّ ابْنِ آدَمٍ وَقَـدْ جُـمِعُوا مِنْ حَوْلِ نَعْشِهِمُ جَمْعَا سَـلاَمٌ عَـلَـى الإِنْسَانِ بَعْدَ ضَيَاعِهِ فَـمَـا لِـقَـطِيعٍ بَعْدَ مَهْرَبِهِ مَرْعَى تَـخَـلَّصَ مِنْ عَهْدِ الأَمَانَةِ مُعْرِضًا فَـغَـيَّبَهُ وَادِي الذِّئَابِ مَعَ الصَّرْعَى أَلَـمْ تَرَ أَنَّ الأَرْضَ ضَاقَتْ بِرَحْبِهَا ضَـبَابٌ يُرَى النَّاعُونَ خَلْفَ سِتَارِهِ إِذَا اقْتَرَبُوا مَا رُمْتَ مِنْ صَوْتِهِمْ سَمْعَا إِذَا خَـشَـعَـتْ أَصْوَاتُهُمْ وَتَسَتَّرَتْ بِـهَـمْـسٍ خَفِيٍّ مَا وَجَدْتَ لَهُ رَجْعَا تَـوَسَّـطَـهُمْ فِرْعَوْنُ يَسْحَبُ خَلْفَهُ سَـلاَسِـلَ أَقْفَاصٍ تَحَمَّلَتِ الْجَوْعَى يُـلَـوَّحُ بِـالـسَّوْطِ انْتِقَامًا وَفَوْقَهُمْ عَـلَى كُلِّ فَرْدٍ عَقْرَبُ الْقَهْرِ أَوْ أَفْعَى يُـحِـيـطُ بِـهِـمْ ذُلُّ الْمَعَاشِ مُقَيِّدًا وَقَـدْ مُـنِـعُوا مِنْ أَيِّ حَقٍّ لَهُمْ مَنْعا تَـنَـاسَـاهُـمُ أَهْلُ الْعَدَالَةِ وَاكْتَفَوْا بِـمَـنْ جَـاءَهُمْ وَالْمَالُ يَرْفَعُهُ رَفْعَا بَـشَـاشَـتُـهُمْ فِي أَوْجُهِ النَّاسِ ذِلَّةٌ وَفَـرْحَـتُـهُـم� � رَامَتْ مَذَلَّتَنَا قَطْعَا إِذَا الْـقِـيَـمُ الْـغَرَّاءُ بِيعَتْ بِسُوقِهِمْ تَـضَخَّمَتِ الأَمْوَالُ فَاسْتَعْذَبُوا الْبَيْعَا وَيَـسْـحَـبُ هَـامَانُ الأَسَارَى أَذِلَّةً إِذَا ذَرَفُـوا دَمْـعًـا فَما وَجَدُوا دَفْعَا يَـسُـوقُـهُـمُ نَحْوَ الْمَحَاكِمِ مُسْرِعًا وَيَقْضِي عَلَيْهِمْ مَنْ يَقُودُ وَ لاَ يَرْعَى تَـغَـشَّـاهُـمُ الْحَشْدُ الْكَثِيفُ بِجَمْعِهِ وَدَاسَـتْـهُـ� �ُ الأَقْدَامُ مِنْ فَوْقِهِمْ قَمْعَا وَكَـانُـوا قَدِ اخْتَارُوا السَّلاَمَ بِزَعْمِهِمْ فَلَمَّا قَضَوْا مَا أَبْرَمُوا حَرَّقُوا الزَّرْعَا وَدَاسُـوا حُقُوقَ الْخَلْقِ تَحْتَ قَرَارِهِمْ فَـمَـا احْتَرَمُوا جِنْسًا وَلاَمَيَّزُوا نَوْعَا وَنَـادَاهُـمُ فِـرْعَوْنُ يَدْعَمُ سَيْرَهُمْ: وَلاَ تَـتْرَكُوا لِلنَّاسِ أَرْضًا وَلاَ رَبْعَا! تَـصَـدَّرَهُـمْ فِي كُلِّ مُؤْتَمَرٍ مَضَى عَـلَـى سَاحَةِ الدُّنْيَا وَقالَ لَهُمْ بِدْعَا وَلَـمَّـا دَنَـا الْحَشْدُ الْمَهِيبُ بِجَمْعِهِ تَـرَاءَى لَـهُ فِـي الْبُعْدِ أَحْمَرَ قَانِيًا تَـخَـالُ لِأَصْوَاتِ الضَّحَايَا بِهِ رَجْعَا وَقَـدْ وُجِـدَتْ فِـيـهِ الْجَمَاجِمُ هَشَّةً وَآثَـارُ أَجْـسَـامٍ عَـلَيْهِ غَدَتْ نَقْعَا بَـقَـايَـا مَـنِ اسْتَهْوَتْهُ شَهْوَةُ بَحْثِهِ شَـرِيدًا، فَذَاقَ الذُّلَّ وَالطَّرْدَ وَالْخَلْعَا إِلَـى أَنْ هَوَى فَوْقَ الضَّحَايَا بِسَعْيِهِ وَلَـمْ يَـتَـوَقَّـعْ قَبْلَهَا ذَلِكَ الْوَضْعَا تَـخَـطّـفَهُ ظُلْمُ الْغُرُورِ فَمَا اغْتَنَى وَلَـمْ يَـكُـنِ الْعِلْمُ الْمَشُوبُ لَهُ دِرْعَا وَكَـانَ يَـرَى أَنَّ الْـمَعَارِفَ طَوْعُهُ وَقَدْ جَهِلَ الأَسْرَارَ وَالأَصْلَ وَالْفَرْعَا وَيَـحْـسِـبُ أَنَّ الْعَقْلَ يُحْسِنُ مُطْلَقًا وَيَـحْسِبُ أَنَّ الْحَقَّ لاَ يُحْسِنُ الصُّنْعَا سَـلاَمٌ عَـلَى الإِنْسَانِ فِي كُلِّ سَاعَةٍ تَـحَـمَّـلَ عَـهْدًا فَاسْتَطَابَ خِيَانَةً وَكَـانَ عَـلَى حَمْلِ الأَمَانَةِ مُسْتَرْعَى وَكَـانَ لَـهُ عَـزْمٌ فَـضَـيَّعَ عَزْمَهُ وَكَـانَ لَـهُ عَـقْـلٌ فَلَمْ يُجْدِهِ نَفْعَا

شعرك لونه مختلف
يجمع أطياف العصور الثلاثة

د . العشاب : أهلاً بك بيننا و أهلاً بباسقاتك في هذه الواحة الغنّاء


احترامي ومحبتي

الشكر الموصول للشاعر الأديب محمد البياسي
هذه القصيدة من محاولاتي الأولى نظمتها سنة 1997 عندما كنت أدرس بقسم البكالوريا

اخى القدير


تغنت قوبنا في حضورك على سحابة من سعادة

اهلا بك فى ربوع الواحه الثقافيه


بانتظار جديدك دوماً فالا تطيل انتظارنا

دمت بكل خير

تقديرى


نور المصرى

قصيدة جميلة قوية اللغة والسبك
وحلوة اللحن والكلمات

الله كم فرحت برؤية اسمك في واحتنا

بوركت

الأستاذ الشاعر الكبير محمد ياسين العشاب

اهلاً بك وبرائعتك التي أروت الذائقة وأنبضت أوتار الإعحاب

قصيدة من عيار الإبداع المُتقن طافت بنا بين فكر الحكيم ورؤية البصير و صدق النصوح وتجربة العاقل وقول المفوه

واعادت إلى الذاكرة قول الشاعر الفيلسوف

خففِ الوطء ما أظنُ أديمَ الأر
ضِ إلاّ من هذه الأجسادِ

وقد أبدعت وأمتعت شعراً واسلوباً وقافيةً فلله أنت

والقصيدة للتثبيت إعجاباً وإكبارا

ولك الود والتقدير

الشاعر الكبير ماجد الغامدي، لك كل التحايا والود والتقدير، ولي الشرف والاعتزاز أن أتواجد بينكم وأنهل من تجربتكم، وأسعد بتقديركم

قوي هذا السبك ومتين هذا البناء
قصيدة بديعة نابضة بالحكمة جزلة العبارة خلابة الصور


لعل في بعض البدائل ما يجعل التراكيب أحلى وأقوى
يَصْفَعُهُمْ صَفْعَا
وَارْفَعُوا نَعْشَكُمْ رَفْعَا
وَقَـدْ جُـمِعُوا مِنْ حَوْلِ نَعْشِهِمُ جَمْعَا
وَقَـدْ مُـنِـعُوا مِنْ أَيِّ حَقٍّ لَهُمْ مَنْعا
يَرْفَعُهُ رَفْعَا

وتبقى القصيدة مطولة من جميل القول

دمت بألق

قصيدة هي إسقاط على واقع أمتنا المحاصر بين أنات الحيارى وظلم السلطة ..
لقد هطلت دمعتي مما قرأت أخي محمد
دم سيفا مسلولا يدافع عن أمته

الأخ الفاضل محمد ياسين العشاب الموقر
للحقيقة فقد استهوتني الصور في هذه القصيدة
اخترت قبسا وتراجعت عنه لأنها كلها للقبس
أجدت فاضلي تكاملها لغة وبيانا وجرسا
والمعنى أتى ساميا وكما قرأت فهي قديمة
ولكنها حاكت اليوم لأنه متشابه واستمرار للأمس
تفضل بقبول فائق الشكر والإحترام