بسم الله الرحمن الرحيم
بعد الغياب رأيتها حية ؛ تتحرك و تخطو و تتحدث و تبتسم و تضحك ، هي لحظات حفظتها لنا في مواسم الأفراح ، فجلست أنظر إليها و العين دامعة و النفس تواقة ، ولكني علمت أني لن أراها مرة أخرى .
حبيبتي غيداء : هل أبدلك الله عنا بجنات النعيم ؟
ذابت في دمي ، وسالت روحها بين أضلعي ، و روت بحبها جنات عدن في رحاب قلبي .
كانت ومازلت رفيقة أيامي ، و موضع أسراري ، و مستودع أتراحي وأفراحي .
قضينا عمرا كنت فيه شقيقة روحي ـ يا شقيقتي ، يا ابنة أمي وأبي .
طيفك لا يفارقني ، صورتك ظاهرت أمامي ، أذكرك ليلي ونهاري ، ولا أعرفك إلا صامدة تحاربين كل الوحوش من أجلي .
قسمات وجهك ، بسمات ثغرك ، وأحضانك الدافئة تسكنني ، وتستوطن ذاتي .
ما زلت أرى القلم بين أصابعك و هو يخط وبكل جمال شروح النحو لي ، و مازلت أسمع صوتك الشجي و هو يشدو من حين إلى حين و كلما جمعتنا لحظات الصفاء ومواسم الأفراح ، بل ما زلت أشعر بأطراف أناملك تلمس ظهري و هي تأخذ لي قياس ثوبي .
يا إلهي .. أيحجبك عني كلما هبت الرياح المزيد من التراب ؟