أحدث المشاركات
صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 23

الموضوع: شاعر و قصيدة

  1. #11
    الصورة الرمزية د.جمال مرسي شاعر
    تاريخ التسجيل : Nov 2003
    الدولة : بلاد العرب أوطاني
    العمر : 67
    المشاركات : 6,096
    المواضيع : 368
    الردود : 6096
    المعدل اليومي : 0.82

    افتراضي

    ما شاء الله عليك أخي ناصر
    كأنك آليت على نفسك إلا ان تقوم على هذه الصفحة بمفردك
    فلست أرى من يريد المشاركو بإمتاعنا بقصيدة جديدة و شاعر جديد كما لو كان الناس في سبات عميق
    أشكرك أخي الحبيب على هذه الدرر و هذه الترجمة التي وضعتها لكل شاعر من هؤلاء القمم .. الجواهري و نزار و أبو ريشة

    تحياتي و بارك الله بك أخي الحبيب
    د. جمال
    البنفسج يرفض الذبول

  2. #12
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Jul 2004
    الدولة : USA
    العمر : 47
    المشاركات : 538
    المواضيع : 30
    الردود : 538
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي

    أستاذنا العزيز الدكتور جمال مرسي
    نعم أحببت أن أساهم قدر الامكان في الإضافة إلى هذه الزاوية الجميلة.. يجب أن أعترف أنني أنسخ من مواقع أخرى والعتب على قلة الوقت، ولو كنت متفرغا أكثر لكتبتها بنفسي مباشرة.. لكنني وجدتها مساحة جيدة لاختيار بعض القصائد التي تشكل قمما شعرية عربية..

    أرجو أن تكون اختياراتي موفقة.. وتنال إعجابكم

    شكرا لك مرة أخرى
    ناصر ثابت

  3. #13
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Jul 2004
    الدولة : USA
    العمر : 47
    المشاركات : 538
    المواضيع : 30
    الردود : 538
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي لامية العرب - للشنفرى

    الشاعر الجاهلي الشنفرى المتوفي نحو 70 قبل الهجرة
    وهو ثابت بن أوس الأزدي الملقب بالشنفرى ، نشأ بين بني سلامان من بني فهم الذين أسروه وهو صغير ، فلما عرف بالقصة حلف أن يقتل منهم مائة رجل ، وقد تمكن من قتل تسعة وتسعين منهم ، وأما المائة فقيل إنه رفس جمجمة الشنفرى بعد موته فكانت سبباً في موته .
    وهو - أي الشنفرى - من أشهر عدَّائي الصعاليك كتأبط شراً وعمرو بن براقة ، ومن أشهرهم جرأة وقد عاش في البراري والجبال .

    في هذه القصيدة يطالب الشاعر قومه أن يقيموا صدور مطيهم.. وإلا فإنه يميل إلى قوم سواهم.. وهو يقصد هنا وحوش البراري.. كالذئب والأفعى..
    القصيدة مليئة بالحكمة والفخر... والاعتزاز بالنفس وايثار العيش الخشن على الناعم في سبيل الهدف والغاية مثلا البيتان التاليان يحتويان الفخر والحكمة:
    أُدِيمُ مِطالَ الجـوعِ حتى أُمِيتهُ، وأضربُ عنه الذِّكرَ صــفحاً ، فأذهَلُ
    وأسـتفُّ تُرب الأرضِ كي لا يرى لهُ عَليَّ ، من الطَّـوْلِ ، امرُؤ مُتطوِّلُ

    أما البيت التالي فيظهر كيف أن الشاعر عنده صفة السرعة مثل الصعاليك:

    إذا الأمعزُ الصَّوَّان لاقى مناسـمي تطاير منه قـادحٌ ومُفَلَّلُ

    هذه القصيدة تستحق المكانة الرفيعة التي تحظى بها في الأدب العربي عامة والجاهلي خاصة.. وهي مدرسة في العزة والشجاعة لعامة العرب.. وفي الفصاحة وقوة البيان لشعرائهم.. راجيا لكم أهلَ الواحة كل الفائدة من قرائتها وتدبرها..


    لامية العرب

    للشنفرى

    أقيموا بني أمي ، صــــدورَ مَطِيكم
    فإني ، إلى قومٍ سِـواكم لأميلُ !
    فقد حـمت الحـاجـاتُ ، والليلُ مقمرٌ
    وشُــدت ، لِطياتٍ ، مطايا وأرحُلُ؛
    وفي الأرض مَنْأىً ، للكــريم ، عن الأذى
    وفيها ، لمن خــاف القِلى ، مُتعزَّلُ
    لَعَمْرُكَ ، ما بالأرض ضـيقٌ على أمرئٍ
    سَـــرَى راغباً أو راهباً ، وهو يعقلُ
    ولي ، دونكم ، أهــلونَ : سِيْدٌ عَمَلَّسٌ
    وأرقطُ زُهـلـول وَعَـرفــاءُ جــيألُ
    هم الأهلُ . لا مستودعُ السـرِّ ذائعٌ
    لديهم ، ولا الجـاني بما جَرَّ ، يُخْذَلُ
    وكلٌّ أبيٌّ ، باسـلٌ . غير أنني
    إذا عرضت أولى الطرائدِ أبســــلُ
    وإن مـدتْ الأيـدي إلى الزاد لم أكن
    بأعجلهم ، إذ أجْشَـعُ القومِ أعجل
    وماذاك إلا بَسْطـَةٌ عن تفضـلٍ
    عَلَيهِم ، وكان الأفضـلَ المتفضِّلُ
    وإني كفاني فَقْدُ من ليس جــازياً
    بِحُسنى ، ولا في قـربه مُتَعَلَّلُ
    ثلاثةُ أصـحـابٍ : فؤادٌ مشـيعٌ ،
    وأبيضُ إصـليتٌ ، وصـفراءُ عيطلُ
    هَـتوفٌ ، من المُلْسِ المُتُونِ ، يــزيــنـها
    رصائعُ قد نيطت إليها ، ومِحْمَلُ
    إذا زلّ عنها السـهمُ ، حَنَّتْ كأنها
    مُـرَزَّأةٌ ، ثــــكــــلى ، تــــــرِنُ وتُعْــــــوِلُ
    ولـتُ بمهيافِ ، يُعَشِّى سَوامهُ
    مُــــجَـــــــــدَعَةً سُــــــــــــقبانها ، وهي بُهَّلُ
    ولا جبأ أكهى مُرِبِّ بعرسـِـــهِ
    يُطـــــــــــــالعها في شــــــــــــأنه كيف يفعـلُ
    ولا خَـــرِقٍ هَيْــقٍ ، كأن فُــؤَادهُ
    يَظَـــــــــلُّ به المكَّـــــــــاءُ يعلو ويَسْــــــــــفُلُ ،
    ولا خـالفِ داريَّةٍ ، مُتغَزِّلٍ ،
    يــــروحُ ويـــغــــــدو ، داهـــــــــــــــناً ، يتكحلُ
    ولستُ بِعَلٍّ شَــرُّهُ دُونَ خَيرهِ
    ألفَّ ، إذا ما رُعَته اهـتاجَ ، أعزلُ
    ولستُ بمحيار الظَّلامِ ، إذا انتحت
    هدى الهوجلِ العسيفِ يهماءُ هوجَلُ
    إذا الأمعزُ الصَّوَّان لاقى مناسـمي
    تطـاير منه قـادحٌ ومُفَلَّلُ
    أُدِيمُ مِطالَ الجـوعِ حتى أُمِيتهُ ،
    وأضربُ عنه الذِّكرَ صفحاً ، فأذهَلُ
    وأـتفُّ تُرب الأرضِ كي لا يرى لهُ
    عَليَّ ، من الطَّـوْلِ ، امرُؤ مُتطوِّلُ
    ولولا اجتناب الذأم ، لم يُلْفَ مَشربٌ
    يُعـاش به ، إلا لديِّ ، ومأكلُ
    ولكنَّ نفســاً مُرةً لا تقيمُ بي
    على الضـيم ، إلا ريثما أتحولُ
    وأطوِي على الخُمص الحوايا ، كما انطوتْ
    خُـــيـُوطَــةُ ماريّ تُغارُ وتفتلُ
    وأغدو على القوتِ الزهـيدِ كما غدا
    أزلُّ تـهـاداه التَّــنــائِـفُ ، أطـحلُ
    غدا طَاوياً ، يعـارضُ الرِّيـحَ ، هافياً
    يخُـوتُ بأذناب الشِّعَاب ، ويعْسِلُ
    فلمَّا لواهُ القُـوتُ من حيث أمَّهُ
    دعــــــــــا ؛ فأجابته نظـائرُ نُحَّلُ
    مُهَلْهَلَةٌ ، شِيبُ الوجوهِ ، كأنها
    قِداحٌ بكفيَّ ياسِــرٍ ، تتَقَلْقَلُ
    أو الخَشْـرَمُ المبعوثُ حثحَثَ دَبْرَهُ
    مَحَابيضُ أرداهُنَّ سَـامٍ مُعَسِّلُ ؛
    مُهَرَّتَةٌ ، فُوهٌ ، كأن شُدُوقها
    شُقُوقُ العِصِيِّ ، كالحاتٌ وَبُسَّـلُ
    فَـــضَـجَّ ، وضَجَّتْ ، بِالبَرَاحِ ، كأنَّها
    وإياهُ ، نوْحٌ فـوقَ عــلياء ، ثُكَّلُ ؛
    وأغضى وأغضتْ ، واتسـى واتَّســتْ بهِ
    مَـرَامــــيلُ عَــــزَّاها ، وعَــــزَّتهُ مُــــرْمِـلُ
    شَكا وشكَتْ ، ثم ارعوى بعدُ وارعوت
    ولَلصَّـــــــبرُ ، إن لم ينفع الشكوُ أجملُ!
    وَفَـــاءَ وفـاءتْ بادِراتٍ ، وكُـلُّها ،
    على نَكَـــــظٍ مِمَّا يُكـــــــاتِمُ ، مُـــجْــــمِـــــــلُ
    وتشربُ أسآرِي القطا الكُدْرُ ؛ بعدما
    سرت قـــــــرباً ، أحـــناؤها تتصــلصلُ
    هَمَمْتُ وَهَمَّتْ ، وابتدرنا ، وأسْدَلَتْ
    وَشَـمــَّرَ مِني فَــارِطٌ مُتَمَهِّلُ
    فَوَلَّيْتُ عنها ، وهي تكبو لِعَقْرهِ
    يُباشرُهُ منها ذُقـــــونٌ وحَوْصَلُ
    كأن وغاها ، حجرتيهِ وحولهُ
    أضاميمُ من سَفْـرِ القبائلِ ،نُــزَّلُ ،
    توافـينَ مِن شَتَّى إليهِ ، فضَمَّها
    كما ضَمَّ أذواد الأصاريم مَنْهَل
    فَعَبَّتْ غشاشاً ، ثُمَّ مَرَّتْ كأنها ،
    مع الصُّـبْحِ ، ركبٌ ، من أُحَاظة مُجْفِلُ
    وآلف وجه الأرض عند افتراشــها
    بأهـْدَأ تُنبيه سَناسِنُ قُـحَّـلُ ؛
    وأعدلُ مَـنـحوضـــاً كــأن فـــصُوصَهُ
    كِــعَــابٌ دحـــاها لاعــبٌ ، فهي مُثَّلُ
    فإن تبتئس بالشنـفـرى أم قسطلِ
    لما اغتبطتْ بالشـنـفرى قبلُ ، أطولُ !
    طَـرِيدُ جِـناياتٍ تياسـرنَ لَــحْــمَــهُ ،
    عَـقِـيــرَتـُهُ في أيِّـهــا حُــمَّ أولُ ،
    تـــنـامُ إذا مــا نـــام ، يــقــظــى عُــيــُونُـها ،
    حِـثـاثــــاً إلى مكـــروهـهِ تَتَغَــلْغَـلُ
    وإلفُ هــمومٍ ما تـزال تَـعُـودهُ
    عِــــيــاداً ، كـــحــمـــى الرَّبعِ ، أوهي أثقـــــلُ
    إذا وردتْ أصدرتُــــها ، ثُمَّ إنها
    تـــثـــوبُ ، فــتــأتــي مِــن تُــحَــيْتُ ومن عَــلُ
    فــإمـــا تــريــنــي كـابنة الرَّمْلِ ، ضـاحياً
    على رقـةٍ ، أحفى ، ولا أتنعـلُ
    فأني لمولى الصـبر ، أجتابُ بَزَّه
    على مِثل قلب السَّمْع ، والحزم أنعلُ
    وأُعدمُ أحْـياناً ، وأُغـنى ، وإنما
    يـــنـــالُ الغِـــنى ذو البُــعْـــدَةِ المـــتــبَذِّلُ
    فلا جَـزَعٌ من خِلةٍ مُتكشِّفٌ
    ولا مَـرِحٌ تحـت الغِــنى أتخيلُ
    ولا تزدهـي الأجبـال حِلمي ، ولا أُرى
    سـؤولاً بأعقاب الأقاويلِ أُنمِلُ
    وليلةِ نحـسٍ ، يصطلي القوس ربها
    وأقـــطـــعـــهُ اللاتــي بــهــا يــتـنبـلُ
    دعستُ على غطْشٍ وبغشٍ ، وصـحبتي
    سُــعارٌ ، وإرزيزٌ ، وَوَجْرٌ ، وأفكُلُ
    فأيَّمتُ نِسـواناً ، وأيتمتُ وِلْدَةً
    وعُـدْتُ كما أبْدَأتُ ، والليل أليَلُ
    وأصـبح ، عني ، بالغُميصاءِ ، جالساً
    فريقان : مسـؤولٌ ، وآخرُ يسـألُ
    فقالوا : لقد هَــرَّتْ بِليلٍ كِلابُنا
    فـــقـــلنا : أذِئــبٌ عـسَّ ؟ أم عسَّ فُرعُلُ
    فـلمْ تَـكُ إلا نبأةٌ ، ثم هـــوَّمَــــتْ
    فقلنا قـطـاةٌ رِيعَ ، أم ريعَ أجْـدَلُ
    فإن يَكُ من جنٍّ ، لأبرحَ طَارقاً
    وإن يَكُ إنساً ، مَاكها الإنسُ تَفعَلُ
    ويومٍ من الشِّعرى ، يذوبُ لُعابهُ ،
    أفاعيه ، في رمضـائهِ ، تتملْمَلُ
    نَصَبـْتُ له وجهي ، ولاكنَّ دُونَهُ
    ولا سـتر إلا الأتحميُّ المُرَعْبَلُ
    وضافٍ ، إذا هبتْ له الريحُ ، طيَّرتْ
    لبائدَ عن أعطـافـهِ ما ترجَّـلُ
    بعيدٍ بمسِّ الدِّهـنِ والفَلْى عُهْدُهُ
    له عَبَسٌ ، عافٍ من الغسْل مُحْوَلُ
    وخَرقٍ كظهر الترسِ ، قَفْرٍ قطعتهُ
    بِعَامِلتين ، ظهرهُ ليس يعملُ
    وألحقتُ أولاهُ بأخراه ، مُوفياً
    على قُنَّةٍ ، أُقعـي مِـراراً وأمـــــثُلُ
    تَرُودُ الأراوي الصحـمُ حولي ، كأنَّها
    عَـذارى عليهنَّ الملاءُ المُذَيَّلُ
    ويركُـدْنَ بالآصــالٍ حولي ، كأنني
    مِن العُصْمِ ، أدفى ينتحي الكيحَ أعقلُ

  4. #14
    الصورة الرمزية عبداللطيف محمد الشبامي شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2003
    الدولة : صنعاء
    المشاركات : 1,022
    المواضيع : 91
    الردود : 1022
    المعدل اليومي : 0.13

    افتراضي

    السلام عليكم

    وهنا أيضاً سأسوقُ قصيدة أخرى لشاعرنا الكبير عبدالله البردوني ... والقصيدة تحت عنوان ... فلسفة الجراح ...

    وهاهي الذكرى الخامسة على وفاته ... فلقد توفي في يوم الإثنين30 أغسطس 1999م

    رحمه الله وعفا عنه .

    فلسفة الجراح


    مـتـألمٌ ، مـمّـا أنــا مـتـألمُ؟
    حـار الـسؤالُ ، وأطرق المستفهمُ
    مـاذا أحـس ؟ وآه حـزني بعضه
    يـشـكو فـأعرفه وبـعضٌ مـبهمُ
    بي ما علمت من الأسى الدامي وبي
    مـن حـرقة الأعـماق مـا لا أعلمُ
    بي من جراح الروح ما أدري ، وبي
    أضـعاف مـا أدري ومـا أتـوهمُ
    وكــأن روحـي شـعلةٌ مـجنونةٌ
    تـطغى فـتضرمني بـما تـتضرّمُ
    وكـأن قـلبي فـي الضلوع جنازةٌ
    أمـشي بـها وحـدي وكـلي مأتمُ
    أبـكي فـتبتسم الـجراح من البكا
    فـكـأنها فـي كـل جـارحةٍ فـمُ
    يا لابتسام الـجرح كـم أبكي وكم
    يـنساب فـوق شـفاهه الحمرا دمُ
    أبـداً أسـيرُ عـلى الجراح وأنتهي
    حـيث ابـتدأت فـأين مني المختمُ
    وأعـاركُ الـدنيا وأهـوى صفوها
    لـكن كـما يـهوى الـكلامَ الأبكمُ
    وأبــارك الأم الـحـياة لأنـهـا
    أمـي وحـظّي مـن جـناها العلقمُ
    حـرمـاني الـحـرمان إلا أنـني
    أهــذي بـعاطفة الـحياة وأحـلمُ
    والـمرء إن أشـقاه واقـع شـؤمهِ
    بـالـغبن أسـعده الـخيال الـمنعمُ
    وحـدي أعيش على الهموم ووحدتي
    بـالـيأس مـفعَمةٌ وجـوي مـفعمُ
    لـكـنني أهــوى الـهموم لأنـها
    فِـكـرٌ أفـسر صـمتها وأتـرجمُ
    أهـوى الـحياة بـخيرها وبشرها
    وأحــب أبـناء الـحياة وأرحـمُ
    وأصـوغ ( فلسفة الجراح )نشائداًيـشدو بـها اللاهي ويُشجى المؤلَمُ


    ودمتم

    خالص التحايا والتقدير

  5. #15
    الصورة الرمزية يوسف العزعزي شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2004
    الدولة : اليمن
    المشاركات : 506
    المواضيع : 48
    الردود : 506
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وركاتتتتتتتته
    احسنتم القول
    ودمتم بألف خير
    هل يطفئ الدمع الغزير مواجعاً = أو يكسر الظلماءَ ومضُ شعاعِ

  6. #16
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Jul 2004
    الدولة : USA
    العمر : 47
    المشاركات : 538
    المواضيع : 30
    الردود : 538
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي عيد - المتنبي

    المتنبي أكبر شعراء العربية على الأطلاق، وهو أشهر من أن يُعرف.. لكنني أنصح أخوتي الأعزاء بالقراءة عنه وعن حياته في الرابط التالي:
    http://almotanaby.ajeeb.com/motan1.asp
    وهناك أيضا تجدون ديوانه كاملا مشروحا ومرتبا وسهل الاستعمال.
    القصيدة التالية تتميز بكونها من أصدق ما كتبه هذا الشاعر العملاق.. فلقد زار المتنبي مصر ومدح حاكمها واسمه كافور الاخشيدي.. منتظرا منه أن يوليه أو يجعله قائدا لإقليم أو منطقة.. وهو الطموح الذي لازم المتنبي طوال حياته وجعله يتنقل بين الأمصار..
    المتبي في هذه القصيدة يعبر عن الراحة النفسية الشديدة التي تمتع بها حال هروبه من مصر بعد أن أخل كافور بوعده له.. وحبسه في منزله مخافة أن يهرب ويهجوه وهذا ما حصل في القصيدة التالية، حيث كان الهجاء مرا مقذعا وناعتا لكافور بأنه عبدٌ عديم الرجولة.. وهذا هو الواقع:

    عيــدٌ بِأيَّـةِ حـالٍ عُـدتَ يـا عِيـدُ بِمــا مَضَـى أَم لأَمْـرٍ فِيـكَ تجـدِيدُ
    أَمــا الأَحِبــةُ فــالبَيَداءُ دُونَهُــمُ فَلَيــتَ دُونَــكَ بَيْــدًا دونَهـا بِيـدُ
    لَـولا العُـلَى لـم تجِبْ بِي ما أَجُوبُ بِها وَجنــاءُ حَـرْفٌ وَلا جَـرْداءُ قَيـدُودُ
    وَكــانَ أطْيَـبَ مِـنْ سـيفِي مَعانَقَـةً أَشْــباهُ رَونَقــه الغِيــدُ الأَمــالِيدُ
    لـم يَـتْرُكِ الدَهْـرُ مِـنْ قَلبي وَلا كَبِدي شَـــيْئاً تُتَيِّمــهُ عَيْــنٌ وَلا جِــيدُ
    يــا ســاقِييَّ أَخَـمرٌ فـي كُؤوسِـكما أم فــي كُؤُوسِــكُما هَــمٌّ وتَسْـهِيدُ
    أَصَخْــرَةُ أَنـا مـا لـي لا تُحِـرِّكُني هــذي المُــدامُ وَلا هـذي الأَغـارَيدُ
    إذا أَرَدْتُ كُــمَيْتَ اللَّــوْنِ صافِيَــةً وَجَدْتُهـــا وحَــبِيبُ النَفْسِ مَفقُــودُ
    مــاذا لَقِيْــتُ مِـنَ الدُنْيـا وأَعْجَبُـهُ أَنِّــي بِمـا أَنـا شـاكٍ مِنْـهُ مَحسُـودُ
    أَمْسَــيْتُ أَرْوَحَ مُــثرٍ خازِنًـا ويَـدًا أَنــا الغَنِــيُّ وأَمــوالِي المَواعِيـدُ
    إِنّــي نَــزَلتُ بِكَــذابِينَ ضَيفُهُــمُ عَـنِ القِـرَى وعَـنِ التَرحـالِ مِحـدُودُ
    جُـودُ الرّجـالِ مـنَ الأَيْـدِي وَجُـودُهُمُ مــنَ اللِسـانِ فَـلا كَـانُوا وَلا الجـوُدُ
    مـا يَقبِـضُ المَـوتُ نَفسًـا مِن نفوسِهِمِ إِلا وفــي يــدِهِ مِــن نَتَنِهـا عُـودُ
    أكُلمــا اغْتَـالَ عَبـدُ السُـوءِ سـيدَهُ أَو خانَــه فَلَــهُ فـي مصـرَ تَمهيـدُ
    صــار الخَـصِي إِمـام الآبِقيـن بِهـا فــالحُر مســتعبَد والعَبــدُ مَعبُـودُ
    نـامَت نواطِـيرُ مِصـرٍ عَـن ثَعالِبِهـا فقــد بَشِــمْنَ ومـا تَفْنـى العنـاقيدُ
    العَبــد ليسَ لِحُــرٍّ صــالحٍ بــأخٍ لَــو أنـهُ فـي ثيـابِ الحـرِّ مولـودُ
    لا تشــتَرِ العَبــد إلا والعَصَـا معـهُ إِن العَبِيـــدَ لأنجـــاسٌ مَنـــاكيدُ
    مـا كُـنتُ أَحسَـبُني أَحيـا إلـى زَمَنٍ يُسـيء بـي فيـهِ عَبـد وَهْـوَ مَحمودُ
    وَلا تَــوهمتُ أَن النــاس قَـدْ فُقِـدُوا وأًن مِثْــلَ أَبــي البيضـاءِ مَوجـودُ
    وأَنَّ ذَا الأَسْــوَدَ المَثْقــوبَ مشْــفَرُهُ تطِيعُــهُ ذي العَضــارِيطُ الرعـادِيدُ
    جَوعـانُ يـأكلُ مِـن زادي ويُمِسـكُني لِكَــي يُقـالَ عَظِيـمُ القـدرِ مَقصُـودُ
    وَيلُمِّهـــا خُطَّــةً وَيلُــم قابلِهــا لِمِثْلِهــا خُــلِقَ المهريَّــةُ القُــودُ
    وعِندَهــا لَـذَّ طَعْـم المـوتِ شـارِبُهُ إِن المَنِيَّـــةَ عِنْــدَ الــذُلّ قِنديــدُ
    مَـن علَّـم الأسـودَ المَخْـصِيَّ مكرُمـة أَقَومُــهُ البِيــضُ أَمْ آبــاؤهُ الصِيـدُ
    أم أُذْنُــه فــي يـدِ النّخَّـاسِ دامِيـةً أَم قَــدْرهُ وَهــوَ بِالفِلسَـيْنِ مَـردُودُ
    أولَــى اللِئــام كُوَيفــيرٌ بِمَعــذِرَة فـي كُـلِّ لُـؤْم وبَعـض العُـذْرِ تَفنِيـدُ
    وَذاك أن الفحــولَ البِيــضَ عـاجِزَة عـنِ الجَـميلِ فكَـيفَ الخِصْيَـةُ السُودُ

  7. #17
    الصورة الرمزية مروان المزيني شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    الدولة : المدينة المنورة
    العمر : 55
    المشاركات : 777
    المواضيع : 85
    الردود : 777
    المعدل اليومي : 0.10

    افتراضي

    أســـاتذتي وأحــبــتي..

    مــررت اليوم لكي أشبع عينيّ برؤيتكم ومتابعة أقلامكم الرائعة..

    وعندما شـدني هذا المكان برائحته العبقة والتي نشر عبيرها أستاذنا الكبير د. جمال.

    آليت إلا أن أشتم عبيركم وأنهل من معينكم وأهيم في روضكم..

    ولي اقترح للأستاذ الدكتور الأديب الشاعر : سمير العمري وهو إضافة كلمة ( مدرسة أو جامعة ) قبل اسم الموقع : رابطة الواحة الثقافية. وذلك لتوافر كافة المقومات لذلك.

    تقبلوا مني تحيتي واشتياقي الدائم لكم..

    محبكم ... أبو مازن ... مروان المزيني.
    إني شربتُ هواكِ منذ طفولتي=حتى ارتويتُ وبحتُ في الكراس ِ

  8. #18
    شاعر
    تاريخ التسجيل : May 2004
    المشاركات : 133
    المواضيع : 16
    الردود : 133
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الشاعر المرهف محمود غنيم – رحمه الله
    هو شاعر مصري ولد ونشأ في قرية (كوم حمادة) بمحافظة المنوفية في مصر عام 1313هـ ، في هذه البيئة الريفية البكر نشأ محمود غنيم نشأة فطرية بعيدا عن قشور الحضارة الحديثة ، مما كان له أثر في تكوين شخصيته وسلامة فطرته ، فاستوى عوده على مبادئ الإسلام وأخلاق العروبة .
    تعليمه :
    كان أول تعليمه في الكتاب ، فحفظ القرآن الكريم ودرس العلوم الشرعية والعربية ، ثم التحق بالمعهد الأحمدي الأزهري بطنطا ، ومكث به أربع سنوات ، ثم التحق بمدرسة القضاء الشرعي، ولكن لم يتم دراسته بها ، فالتحق بأحد المعاهد الدينية ونال منه الشهادة الثانوية، وبعد ذلك التحق بمدرسة دار العلوم، وكان ذلك عام 1925م، وتخرَّج فيها عام 1929م.
    عمل في التدريس ثم كان مفتشاً للتعليم الأجنبي عام 1946.
    عالج الشعر منذ صغره وفاز بعدة جوائز ، وله دواوين منها :صرخة في واد –في ظلال الثورة ، وله مسرحيات ومؤلفات أخرى ، وقيل عنه إنه خليفة حافظ إبراهيم رحمه الله .
    وقد كان له موقف من الشعر الحر.
    هذا ما استطعت كتابته عن هذا الشاعرالكبير، ومن عنده زيادة فليسعفنا بها .
    موقف وقصيدة
    زار شاعرنا الأندلس ورأى آثار المسلمين الخالدة كما زار العراق _نسأل الله أن يحررها _ والشام ورأى مآثر الأجداد صورة براقة مشرقة ثم التفت إلى واقع أمتنا المرير فأحدث ذلك هزة عنيفة في نفسه الجياشة فزفرت بهذه الأبيات
    مالي وللنجم يرعاني وأرعاهُ أمسى كلانا يعافُ الغمضَ جفـناهُ
    لي فيك يا ليل آهاتٌ أرددها أُواه لو أجدت المحزون أُواهُ
    لا تحسبني محبًا أشتكي وصبًا أهون بما في سبيل الحب ألقاهُ
    إني تذكرت والذكرى مؤرقةٌ مجدًا تليدًا بأيدينا أضعناهُ
    ويْح العروبة كان الكون مسرحها فأصبحت تتوارى في زواياهُ
    أنَّى اتجهت إلى الإسلام في بلدٍ تجده كالطير مقصوصًا جناحاهُ
    كم صرّفتنا يدٌ كنا نُصرّفها وبات يحكمنا شعب ملكناهُ
    هـل تطلبون من المختار معجزةً يكفيه شعبٌ من الأجداث أحياهُ
    من وحَّد العرب حتى صار واترهم إذا رأى ولدَ الموتور آخاهُ
    وكيف ساس رعاة الشاة مملكةً ما ساسها قيصرٌ من قبل أو شاهُ
    ورحَّب الناس بالإسلام حين رأوا أن الإخاء وأن العدل مغزاهُ
    يا من رأى عمرَ تكسوه بردته والزيتُ أدمٌ له والكوخُ مأواهُ
    يهتز كسرى على كرسيه فرقًا من بأسه وملوكُ الروم تخشاهُ
    هي الشريعة عين الله تكلؤها فكلما حاولوا تشويهها شاهوا
    سل المعالي عنا إننا عربٌ شعارنا المجد يهوانا ونهواهُ
    هي العروبة لفظٌ إن نطقت به فالشرق والضاد والإسلام معناهٌ
    استرشد الغربُ بالماضي فأرشده ونحن كان لنا ماضٍ نسيناهُ
    إنّا مشينا وراء الغرب نقبس من ضيائه فأصابتنا شظاياهُ
    بالله سل خلف بحرالروم عن عرب بالأمس كانوا هنا ما بالهم تاهوا
    فإن تراءت لك الحمراء عن كثبٍ فسائل الصرح أين المجد والجاهُ
    وانزل دمشق وخاطب صخر مسجدها عمّن بناه لعل الصخر ينعاهُ
    وطف ببغداد وابحث في مقابرها علّ امرأً من بني العباس تلقاهُ
    أين الرشيد وقد طاف الغمام به فحين جاوزَ بغداداً تحداهُ
    هذي معالم خرس كل واحدة منهن قامت خطيبًا فاغرًا فاهُ
    الله يشهد ما قلَّبت سيرتهم يومًا وأخطأ دمع العين مجراهُ
    ماضٍ نعيشُ على أنقاضه أممًا ونستمد القوى من وحيِ ذكراهُ
    لا در در امرئ يطري أوائله فخراً ويطرق إن سائلته ماهو؟
    إنِّي لأعتبرُ الإسلام جامعة للشرق لا محض ديـنٌ سـنَّهُ اللهُ
    أرواحنا تتلاقى فيه خافقة كالنحل إذ يتلاقى في خلاياهُ
    دستوره الوحي والمختار عاهله والمسلمون وإن شتّوا رعاياهُ
    لاهُمَّ قد أصبحت أهواؤنا شيعًا فامنن علينا براعٍ أنت ترضاهُ
    راعٍ يعيد إلى الإسلام سيرتُه يرعى بنيه وعين الله ترعاهُ

    سبق لنا دراسة هذه القصيدة في المرحلة الثانوية ومنذ ذلك الحين وصداها يتردد في نفوسنا إلى يومنا هذا ، ولو لم يكتب إلا هذه القصيدة لكفى
    رحم الله شاعرنا الكبير محمود غنيم رحمة واسعة وجزاه عن أمتنا خير الجزاء
    وجميع من خدم قضايا أمتنا الإسلامية
    آمين

  9. #19
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Jul 2004
    الدولة : USA
    العمر : 47
    المشاركات : 538
    المواضيع : 30
    الردود : 538
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي المواكب - جبران خليل جبران

    الخيرفي الناس مصنوعٌ اذا جُبروا و الشرُّ في الناس لا يفنى و إِن قبروا
    و أكثر الناس آلاتٌ تحركها أصابع الدهر يوماً ثم تنكسرُ
    فلا تقولنَّ هذا عالم علمٌ و لا تقولنَّ ذاك السيد الوَقُرُ
    فأفضل الناس قطعانٌ يسير بها صوت الرعاة و من لم يمشِ يندثر

    ليس في الغابات راعٍ
    فالشتا يمشي و لكن لا...يُجاريهِ الربيعْ
    خُلقَ الناس...عبيداً للذي يأْبى الخضوعْ
    فإذا ما هبَّ... يوماً سائراً سار الجميعْ
    أعطني النايَ و غنِّ
    و أنينُ الناي أبقى من... مجيدٍ و ذليلْ

    و ما الحياةُ سوى نومٍ تراوده احلامُ من بمرادِ النفس يأتمرُ
    و السرُّ في النفس حزن النفس يسترهُ فإِن تولىَّ فبالأفراحِ يستترُ
    و السرُّ في العيشِ رغدُ العيشِ يحجبهُ فإِن أُزيل توَّلى حجبهُ الكدرُ
    فإن ترفعتَ عن رغدٍ و عن كدرِ جاورتَ ظلَّ الذي حارت بهِ الفكرُ

    ليس في الغابات حزنٌ
    فإذا... هبّ... نسيمٌ لم تجىءْ معه السمومْ
    ليس حزن النفس الاَّ ظلُّ...وهمٍ...لا يدومْ
    و غيوم النفس تبدو من...ثناياها النجومْ
    أعطني الناي و غنِّ
    و أنين الناي يبقى بعد أن يفنى الزمنْ

    و قلَّ في الأرض مَن يرضى الحياة كما تأتيهِ عفواً و لم يحكم بهِ الضجرْ
    لذلك قد حوَّلوا نهر الحياة الى أكواب وهمٍ اذا طافوا بها خدروا
    فالناس ان شربوا سُرَّوا كأنهمُ رهنُ الهوى و عَلىَ التخدير قد فُطروا
    فذا يُعربدُ ان صلَّى و ذاك اذا اثرى و ذلك بالاحلام يختمرُ
    فالأرض خمارةٌ و الدهر صاحبها و ليس يرضى بها غير الألى سكروا
    فإن رأَيت اخا صحوٍ فقلْ عجباً هل استظلَّ بغيم ممطر قمرُ

    ليس في الغابات سكرٌ
    فالسواقي ليس فيها غير اكسير الغمامْ
    انما التخدير ُ ثديٌ و حليبٌ...للانامْ
    فاذا شاخوا و ماتوا بلغوا سن الفطامْ
    اعطني النايَ و غنِّ
    و أنين الناي يبقى بعد أن تفنى الهضاب

    و الدين في الناسِ حقلٌ ليس يزرعهُ غيرُ الأولى لهمُ في زرعهِ وطرُ
    من آملٍ بنعيمِ الخلدِ مبتشرٍ و من جهول يخافُ النارَ تستعرُ
    فالقومُ لولا عقاب البعثِ ما عبدوا رباًّ و لولا الثوابُ المرتجى كفروا
    كأنما الدينُ ضربٌ من متاجرهمْ إِن واظبوا ربحوا او اهملوا خسروا

    ليس في الغابات دينٌ
    فاذا... البلبل...غنى لم يقلْ هذا الصحيحْ
    إنَّ...دين الناس يأْتي مثل ظلٍّ...و يروحْ
    لم يقم في الأرض دينٌ بعد طه و المسيح
    اعطني الناي و غنِّ
    و أنينُ الناي يبقى بعد ان تفنى الحياةْ

    و العدلُ في الأرضِ يُبكي الجنَّ لو سمعوا
    فالسجنُ و الموتُ للجانين إن صغروا و المجدُ و الفخرُ و الإثراءُ إن كبروا
    فسارقُ الزهر مذمومٌ و محتقرٌ و سارق الحقل يُدعى الباسلُ الخطر
    و قاتلُ الجسمِ مقتولٌ بفعلتهِ و قاتلُ الروحِ لا تدري بهِ البشرُ

    ليس في الغابات عدلٌ
    فاذا الصفصاف ألقى ظله... فوق الترابْ
    لا يقول السروُ هذي بدعةٌ ضد...الكتابْ
    انَّ عدلَ الناسِ ثلجُ إنْ رأتهُ الشمس ذابْ
    اعطني الناي و غنِ
    و أنين الناي يبقى بعد أن تفنى الذنوبْ

    و الحقُّ للعزمِ و الارواح ان قويتْ سادتْ و إن ضعفتْ حلت بها الغيرُ
    ففي العرينة ريحٌ ليس يقربهُ بنو الثعالبِ غابَ الأسدُ أم حضروا
    و في الزرازير جُبن و هي طائرة و في البزاةِ شموخٌ و هي تحتضر
    و العزامُ في الروحِ حقٌ ليس ينكره عزمُ السواعد شاءَ الناسُ ام نكروا
    فإن رأيتَ ضعيفاً سائداً فعلى قوم اذا ما رأَوا اشاههم نفروا

    ليس في الغابات عزمٌ
    فاذا ما الأُسدُ صاحت لم تقلْ هذا المخيفْ
    انَّ عزم الناس ظلٌّ في فضا الفكر يطوفْ
    و حقوق الناس تبلى مثل اوراق الخريفْ
    اعطني الناي و غنِّ
    و أنينُ الناي يبقى بعد أن تفنى الشموسْ

    و العلمُ في الناسِ سبلٌ بأنَ أوَّلها امَّا اواخرها فالدهرُ و القدرُ
    و أفضلُ العلم حلمٌ ان ظفرت بهِ و سرتَ ما بين ابناء الكرى سخروا
    فان رأيتَ اخا الاحلام منفرداً عن قومهِ و هو منبوذٌ و محتقرُ
    فهو النبيُّ و بُرد الغد يحجبهُ عن أُمةٍ برداءِ الأمس تأتزرُ
    و هو الغريبُ عن الدنيا و ساكنها و هو المهاجرُ لامَ الناس او عذروا
    و هو الشديد و إن ابدى ملاينةً و هو البعيدُ تدانى الناس ام هجروا

    ليس في الغابات علمٌ
    فاذا الأغصانُ مالتْ لم تقلْ هذا...الجليلْ
    انّ علمَ الناس طرَّا كضبابٍ في الحقولْ
    فاذا الشمس اطلتْ من ورا آلافاقِ يزولْ
    اعطني النايَ و غنِّ
    و أنينُ الناي يبقى بعد أن تطفى النجومْ

    و الحرُّ في الأرض يبني من منازعهِ سجناً لهُ و هو لا يدري فيؤتسرْ
    فان تحرَّر من ابناءِ بجدتهِ يظلُّ عبداً لمن يهوى و يفتكرُ
    فهو الاريب و لكن في تصلبهِ حتى و للحقِّ بُطلٌ بل هو البطرُ
    و هو الطليقُ و لكن في تسرُّعهِ حتى الى اوجِ مجدٍ خالدٍ صِغرُ

    ليس في الغابات حرٌّ
    انما الأمجادُ سخفٌ و...فقاقيعٌ...تعومْ
    فاذا ما...اللوز القى زهره...فوق الهشيمْ
    لم يقلْ هذا حقيرٌ و انا المولى الكريمْ
    اعطني الناي و غني
    و أنين...الناي ابقى من زنيمٍ و جليلْ

    و اللطفُ في الناسِ اصداف و إن نعمتْ أضلاعها لم تكن في جوفها الدررُ
    فمن خبيثٍ له نفسان واحدةٌ من العجين و أُخرى دونها الحجرُ
    و من خفيفٍ و من مستأنث خنثِ تكادُ تُدمي ثنايا ثوبهِ الإبرُ
    و اللطفُ للنذلِ درعٌ يستجيرُ بهِ ان راعهُ وجلٌ او هالهُ الخطرُ
    فان لقيتَ قوياًّ ليناً فبهِ لأَعينٍ فقدتْ ابصارها البصرُ

    ليس في الغابِ لطيفٌ لينهُ لين الجبانْ
    فغصونُ البان تعلو في جوار السنديانْ
    و اذا الطاووسُ أُعطي حلةً...كالارجوانْ
    فهوَ لا يدري أحسنْ فيهِ ام فيهِ افتتان
    اعطني الناي و غنِّ
    و أنين الناي ابقى من ضعيفٍ و ضليعْ

    و الظرفُ في الناس تمويهٌ و أبغضهُ ظرفُ الأولى في فنون آلاقتدا مهروا
    من مُعجبٍ بأمورٍ و هو يجهلها و ليس فيها له نفعٌ و لا ضررُ
    و من عتيٍّ يرى في نفسهِ ملكاً في صوتها نغمٌ في لفظها سُوَرُ
    و من شموخٍ غدت مرآتهُ فلكاً و ظلهُ قمراً يزهو و يزدهرُ

    ليس في الغابات ظريف
    فالصبا و هي...عليل ما بها سقمُ العليلْ
    انّ بالانهار طعماً مثل طعم السلسبيلْ
    و بها هولٌ و عزمٌ يجرفُ الصلدَ الثقيلْ
    اعطني الناي و غنِّ
    و أنين الناي ابقى من رقيق و كثيفْ

    و الحبُّ في الناس أشكالٌ و أكثرها كالعشب في الحقل لا زهرٌ و لا ثمرُ
    و أكثرُ الحبِّ مثلُ الراح ايسرهُ يُرضي و أكثرهُ للمدمنِ الخطرُ
    و الحبُّ ان قادتِ الاجسامُ موكبهُ الى فراش من الاغراض ينتحرُ
    كأنهُ ملكٌ في الاسر معتقلٌ يأبى الحياة و أعوان له غدروا

    ليس في الغب خليعٌ يدَّعي نُبلَ الغرامْ
    فاذا الثيران خارتْ لم تقلْ هذا الهيامْ
    انَّ حبَّ الناس داءٌ بين حلمٍ و عظامْ
    فاذا ولَّى شبابٌ يختفي ذاك السقامْ
    اعطني النايَ و غنِّ
    و أنينُ الناي ابقى من جميل و مليحْ

    فان لقيتَ محباً هائماً كلفاً في جوعهِ شبعٌ في وِردهِ الصدرُ
    و الناسُ قالوا هوَ المجنونُ ماذا عسى يبغي من الحبِّ او يرجو فيصطبرُ
    أَفي هوى تلك يستدمي محاجرهُ و ليس في تلك ما يحلو و يعتبرُ
    فقلْ همُ البهمُ ماتوا قبل ما وُلدوا أنَّى دروا كنهَ من يحيي و ما اختبروا

    ليس في الغابات عذلٌ لا و لا فيها الرقيبْ
    فاذا الغزلانُ جُنّتْ اذ ترى وجه المغيبْ
    لا يقولُ النسرُ واهاً ان ذا شيءٌ عجيبْ
    إنما العاقل يدعى عندنا الأمر الغريبْ
    اعطني الناي و غنِّ
    و أنين الناي ابقى من حصيفٍ و رصينْ

    و قل نسينا فخارَ الفاتحينَ و ما ننسى المجانين حتى يغمر الغمرُ
    قد كان في قلب ذى القرنين مجزرةٌ و في حشاشةِ قيسِ هيكلٌ وقرُ
    ففي انتصارات هذا غلبةٌ خفيتْ و في انكساراتِ هذا الفوزُ و الظفرُ
    و الحبُّ في الروح لا في الجسم نعرفهُ كالخمر للوحي لا للسكر ينعصرُ

    ليس في الغابات ذكرٌ غير ذكر العاشقينْ
    فالأولى سادوا و مادوا و طغوا... بالعالمين
    اصبحوا مثل حروفٍ في أسامي المجرمينْ
    فالهوى الفضّاح يدعى عندنا الفتح المبينْ
    اعطني الناي و غنّ
    انما...الزنبق كأسٌ للندى... لا... للدماء

    و ما السعادة في الدنيا سوى شبحٍ يُرجى فإن صارَ جسماً ملهُ البشرُ
    كالنهر يركض نحو السهل مكتدحاً حتى اذا جاءَهُ يبطي و يعتكرُ
    لم يسعد الناسُ الا في تشوُّقهمْ الى المنيع فان صاروا بهِ فتروا
    فإن لقيتَ سعيداً و هو منصرفٌ عن المنيع فقل في خُلقهِ العبرُ

    ليس في الغاب رجاءٌ لا و لا فيه المللْ
    كيف يرجو الغاب جزءا و عَلىَ الكل حصلْ
    و بما السعيُ بغابٍ أَملاً و هو...الأملْ
    انما...العيش...رجاءً إِحدى هاتيك العللْ
    اعطني النايَ و غنِّ
    و أنين الناي شوقٌ لا...يدانيهِ الفتور

    و غايةُ الروح طيَّ الروح قد خفيتْ فلا المظاهرُ تبديها و لا الصوَرُ
    فذا يقول هي الأرواح إن بلغتْ حدَّ الكمال تلاشت و انقضى الخبرُ
    كأنما هي...أثمار إذا نضجتْ و مرَّتِ الريح يوماً عافها الشجرُ
    و ذا يقول هي الأجسام ان هجعت لم يبقَ في الروح تهويمٌ و لا سمرُ
    كأنما هي ظلٌّ في الغدير اذا تعكر الماءُ ولّت ومَّحى الاثرُ
    ضلَّ الجميع فلا الذرَّاتُ في جسدٍ تُثوى و لا هي في الارواح تختضرُ
    فما طوتْ شمألٌ اذيال عاقلةٍ الاّ و مرَّ بها الشرقيْ فتنتشرُ

    لم اجدْ في الغاب فرقاً بين نفس و جسدْ
    فالهوا...ماءٌ... تهادى و الندى...ماءٌ...ركدْ
    و الشذا زهرٌ...تمادى و الثرى زهرٌ...جمدْ
    و ظلالُ...الحورِ حورٌ ظنَّ... ليلاً... فرقدْ
    اعطني النايَ و غنِّ
    و أنينُ الناي ابقى من غبوق و صبوحْ

    و الجسمُ للروح رحمٌ تستكنُّ بهِ حتى البلوغِ فتستعلى و ينغمرُ
    فهي الجنينُ و نا يوم الحمام سوى عهدِ المخاض فلا سقطٌ و لا عسرُ
    لكن في الناس اشباحاً يلازمها عقمُ القسيِّ التي ما شدَّها وترُ
    فهي الدخيلةُ و الأرواح ما وُلدت من القفيل و لم يحبل بها المدرُ
    و كم عَلَى الارض من نبتٍ بلا أَرجٍ و كم علا الافقَ غيمٌ ما به مطرُ

    ليس في الغاب عقيمٌ لا و لا فيها الدخيلْ
    إنَّ في التمر نواةً حفظت...سر...النخيلْ
    و بقرص الشهد رمزٌ عن... فقير و حقولْ
    انما... العاقرُ... لفظ صيغ من معنى الخمولْ
    اعطني الناي و غنِّ
    و أنينُ الناي ابقى من مسوخ و نغولْ

    و الموتُ في الأرض لابن الارض خاتمةٌ و للأثيريّ فهو البدءُ و الظفرُ
    فمن يعانق في احلامهِ سحراً يبقى و من نامَ كل الليل يندثرُ
    و من يلازمُ ترباً حالَ يقظتهِ يعانقُ التربَ حتى تخمد الزهرُ
    فالموتُ كالبحر , مَنْ خفّت عناصره يجتازه , و أخو الاثقال ينحدرُ

    ليس في الغابات موتٌ لا و لا فيها القبور
    فاذا... نيسان... ولىَّ لم يمتْ معهُ السرورْ
    إنَّ هولِ الموت وهمٌ ينثني طيَّ...الصدورْ
    فالذي...عاش... ربيعاً كالذي عاش الدهورْ
    اعطني الناي و غنِّ
    و أنين...الناي يبقى بعد ان يفنى الوجود
    اعطني الناي و غنِّ
    انما... النطقُ...هباءٌ فأفدني ما... فعلتا
    هل تخذتَ الغاب مثلي منزلاً...دون...القصورْ
    فتتبعتَ... السواقي و تسلقتَ الصخورْ
    هل...تحممتَ... بعطرٍ و تنشقت......بنورْ
    و شربت الفجر خمراً في كؤُوس من اثيرْ
    هل جلست العصر مثلي بين جفنات العنبْ
    و العناقيد......تدلتْ كثريات......الذهبْ
    فهي للصادي عيونٌ و لمن جاع...الطعامْ
    و هي شهدٌ و هي عطرٌ و لمن...شاءَ...المدامْ
    هل فرشتَ العشب ليلاً و تلحفتَ... الفضا
    زاهداً...في ما سيأْتي ناسياً ما قد مضى
    و سكوت...الليل بحرٌ موجهُ في مسمعكْ
    و بصدر...الليل قلبٌ خافقٌ في مضجعكْ
    اعطني الناي و غنِّ و انسَ داًْ و دواء
    انما...الناس سطورٌ كتبت...لكن بماء
    ليت شعري اي نفعٍ في اجتماع و زحامْ
    و جدالٍ و ضجيجٍ و احتجاجٍ و خصامْ
    كلها... انفاق...خُلدٍ و خيوط العنكبوتْ
    فالذي...يحيا بعجزٍ فهو في بطءٍ يموتْ

    العيشُ في الغاب و الأيام لو نُظمت في قبضتي لغدت في الغاب تنتثر
    لكن هو الدهرُ في نفسي له أَربٌ فكلما رمتُ غاباً قامَ يعتذرُ
    و للتقادير سبلٌ لا تغيرها و الناس في عجزهم عن قصدهم قصروا

  10. #20
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Jul 2004
    الدولة : USA
    العمر : 47
    المشاركات : 538
    المواضيع : 30
    الردود : 538
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي جبران خليل جبران - حياته

    **لم يتسع المجال لوضع القصيدة والسيرة الذاتية لجبران معاً.. لذلك كان لا بد من فصلهما**

    ولد هذا الفيلسوف والأديب والشاعر والرسام من أسرة صغيرة فقيرة في بلدة بشري في 6 كانون الثاني 1883. كان والده خليل جبران الزوج الثالث لوالدته كميلة رحمة التي كان لها ابن اسمه بطرس من زواج سابق ثم أنجبت جبران وشقيقتيه مريانا وسلطانة .

    كان والد جبران راعيا للماشية، ولكنه صرف معظم وقته في السكر ولم يهتم بأسرته التي كان على زوجته كميلة، وهي من عائلة محترمة وذات خلفية دينية، ان تعتني بها ماديا ومعنويا وعاطفيا. ولذلك لم يرسل جبران إلى المدرسة، بل كان يذهب من حين إلى آخر إلى كاهن البلدة الذي سرعان ما أدرك جديته وذكاءه فانفق الساعات في تعليمه الأبجدية والقراءة والكتابة مما فتح أمامه مجال المطالعة والتعرف إلى التاريخ والعلوم والآداب.

    وفي العاشرة من عمره وقع جبران عن إحدى صخور وادي قاديشا وأصيب بكسر في كتفه اليسرى ، عانى منه طوال حياته.

    لم يكف العائلة ما كانت تعانيه من فقر وعدم مبالاة من الوالد، حتى جاء الجنود العثمانيون يوم (1890) والقوا اقبض عليه أودعوه السجن، وباعوا منزلهم الوحيد، فاضطرت العائلة إلى النزول عند بعض الأقرباء. ولكن الوالدة قررت ان الحل الوحيد لمشاكل العائلة هو الهجرة إلى الولايات المتحدة سعيا وراء حياة أفضل.

    عام 1894 خرج خليل جبران من السجن، وكان محتارا في شأن الهجرة، ولكن الوالدة كانت قد حزمت أمرها، فسافرت العائلة تاركة الوالد وراءها. ووصلوا إلى نيويورك في 25 حزيران 1895 ومنها انتقلوا إلى مدينة بوسطن حيث كانت تسكن اكبر جالية لبنانية في الولايات المتحدة.
    اهتمت الجمعيات الخيرية بإدخال جبران إلى المدرسة، في حين بدأت الوالدة تعمل كبائعة متجولة في شوارع بوسطن على غرار الكثيرين من أبناء الجالية.
    بدأت أحوال العائلة تتحسن ماديا، وعندما جمعت الأم مبلغا كافيا من المال أعطته لابنها بطرس الذي يكبر جبران بست سنوات وفتحت العائلة محلا تجاريا. وكان معلمو جبران في ذلك الوقت يكتشفون مواهبه الأصيلة في الرسم ويعجبون بها إلى حد ان مدير المدرسة استدعى الرسام الشهير هولاند داي لإعطاء دروس خاصة لجبران مما فتح أمامه أبواب المعرفة الفنية وزيارة المعارض والاختلاط مع بيئة اجتماعية مختلفة تماما عما عرفه في السابق.

    كان لداي فضل اطلاع جبران على الميثولوجيا اليونانية، الأدب العالمي وفنون الكتابة المعاصرة والتصوير الفوتوغرافي، ولكنه شدد دائما على ان جبران يجب ان يختبر كل تلك الفنون لكي يخلص إلى نهج وأسلوب خاصين به. وقد ساعده على بيع بعض إنتاجه من إحدى دور النشر كغلافات للكتب التي كانت تطبعها. وقد بدا واضحا انه قد اختط لنفسه أسلوبا وتقنية خاصين به، وبدأ يحظى بالشهرة في أوساط بوسطن الأدبية والفنية. ولكن العائلة قررت ان الشهرة المبكرة ستعود عليه بالضرر، وانه لا بد ان يعود إلى لبنان لمتابعة دراسته وخصوصا من أجل إتقان اللغة العربية.

    وصل جبران إلى بيروت عام 1898 وهو يتكلم لغة إنكليزية ضعيفة، ويكاد ينسى العربية أيضا.

    والتحق بمدرسة الحكمة التي كانت تعطي دروسا خاصة في اللغة العربية. ولكن المنهج الذي كانت تتبعه لم يعجب جبران فطلب من إدارة المدرسة ان تعدله ليتناسب مع حاجاته. وقد لفت ذلك نظر المسؤولين عن المدرسة، لما فيه من حجة وبعد نظر وجرأة لم يشهدوها لدى أي تلميذ آخر سابقا. وكان لجبران ما أراد، ولم يخيب أمل أساتذته إذ اعجبوا بسرعة تلقيه وثقته بنفسه وروحه المتمردة على كل قديم وضعيف وبال.

    تعرف جبران على يوسف الحويك واصدرا معا مجلة "المنارة" وكانا يحررانها سوية فيما وضع جبران رسومها وحده. وبقيا يعملان معا بها حتى أنهى جبران دروسه بتفوق واضح في العربية والفرنسية والشعر (1902). وقد وصلته أخبار عن مرض أفراد عائلته، فيما كانت علاقته مع والده تنتقل من سيء إلى أسوأ فغادر لبنان عائدا إلى بوسطن، ولكنه لسوء حظه وصل بعد وفاة شقيقته سلطانة. وخلال بضعة اشهر كانت أمه تدخل المستشفى لإجراء عملية جراحية لاستئصال بعض الخلايا السرطانية. فيما قرر شقيقه بطرس ترك المحل التجاري والسفر إلى كوبا. وهكذا كان على جبران ان يهتم بشؤون العائلة المادية والصحية. ولكن المآسي تتابعت بأسرع مما يمكن احتماله. فما لبث بطرس ان عاد من كوبا مصابا بمرض قاتل وقضى نحبه بعد أيام قليلة (12 آذار 1903) فيما فشلت العملية الجراحية التي أجرتها الوالدة في استئصال المرض وقضت نحبها في 28 حزيران من السنة نفسها.

    وأخيرا قدمته جوزفين (الفتاة الجميلة التي كانت تربطه بها صلة عاطفية، وكانا على وشك الزواج في ذلك الحين) إلى امرأة من معارفها اسمها ماري هاسكل (1904)، فخطّت بذلك صفحات مرحلة جديدة من حياة جبران.

    كانت ماري هاسكل امرأة مستقلة في حياتها الشخصية وتكبر جبران بعشر سنوات، وقد لعبت دورا هاما في حياته منذ ان التقيا. فقد لاحظت ان جبران لا يحاول الكتابة بالإنكليزية، بل يكتب بالعربية أولا ثم يترجم ذلك. فنصحته وشجعته كثيرا على الكتابة بالإنكليزية مباشرة. وهكذا راح جبران ينشر كتاباته العربية في الصحف أولا ثم يجمعها ويصدرها بشكل كتب ، ويتدرب في الوقت نفسه على الكتابة مباشرة بالإنكليزية.

    عام 1908 غادر جبران إلى باريس لدراسة الفنون وهناك التقى مجددا بزميله في الدراسة في بيروت يوسف الحويك. ومكث في باريس ما يقارب السنتين ثم عاد إلى أميركا بعد زيارة قصيرة للندن برفقة الكاتب أمين الريحاني.

    وصل جبران إلى بوسطن في كانون الأول عام 1910، حيث اقترح على ماري هاسكل الزواج والانتقال إلى نيويورك هربا من محيط الجالية اللبنانية هناك والتماسا لمجال فكري وأدبي وفني أرحب. ولكن ماري رفضت الزواج منه بسبب فارق السن، وان كانت قد وعدت بالحفاظ على الصداقة بينهما ورعاية شقيقته مريانا العزباء وغير المثقفة.

    وهكذا انتقل جبران إلى نيويورك ولم يغادرها حتى وفاته . وهناك عرف نوعا من الاستقرار مكنه من الانصراف إلى أعماله الأدبية والفنية فقام برسم العديد من اللوحات لكبار المشاهير مثل رودان وساره برنار وغوستاف يانغ وسواهم.

    سنة 1923 نشر كتاب جبران باللغة الإنكليزية، وطبع ست مرات قبل نهاية ذلك العام ثم ترجم فورا إلى عدد من اللغات الأجنبية، ويحظى إلى اليوم بشهرة قل نظيرها بين الكتب.

    بقي جبران على علاقة وطيدة مع ماري هاسكال، فيما كان يراسل أيضا الأديبة مي زيادة التي أرسلت له عام 1912 رسالة معربة عن إعجابها بكتابه " الأجنحة المتكسرة". وقد دامت مراسلتهما حتى وفاته رغم انهما لم يلتقيا أبدا.

    توفي جبران في 10 نيسان 1931 في إحدى مستشفيات نيويورك وهو في الثامنة والأربعين بعد أصابته بمرض السرطان. وقد نقلت شقيقته مريانا وماري هاسكل جثمانه إلى بلدته بشري في شهر تموز من العام نفسه حيث استقبله الأهالي. ثم عملت المرأتان على مفاوضة الراهبات الكرمليات واشترتا منهما دير مار سركيس الذي نقل إليه جثمان جبران، وما يزال إلى الآن متحفا ومقصدا للزائرين.

    مؤلفاته بالعربية: الأرواح المتمردة ، الأجنحة المتكسرة، دمعة وابتسامة، المواكب.
    بالإنكليزية: المجنون، السابق، النبي، رمل وزبد، حديقة النبي ... وغبرها


    منقول بتصرف من الرابط التالي:
    http://www.arabworldbooks.com/authors/gibran.htm

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. ملك القريض - تكريم شاعر وكل شاعر
    بواسطة نجيب الموادم في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 32
    آخر مشاركة: 17-12-2011, 06:54 PM
  2. من شاعر الى شاعر
    بواسطة حازم محمد البحيصي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 07-11-2007, 10:03 PM
  3. شاعر الواحة القدير الحريري يترشح في شاعر العرب
    بواسطة نادية حسين في المنتدى أَنْشِطَةُ وَإِصْدَارَاتُ الأَعْضَاءِ
    مشاركات: 51
    آخر مشاركة: 06-06-2007, 08:57 PM