كثيرا ما يأخذك تراث أسلافنا القدماء بعيدا في عوالم الفكر والخيال فتكتفي بالتأمل والصمت؛ فوراء كلامهم وحكاياتهم المختزلة خلاصة تجارب طويلة في سبر أعماق الناس واختبار سلوكهم وتصرفهم، فكأنهم ينطقون بلسان حالنا الآن ….
وصفت أم معبد، النبي صلى الله عليه وسلم، فأجادت
فقيل لها: ما بال صفتك أوفى وأتم من صفتنا ؟
فقالت: أما علمتم أنّ المرأة إذا نظرت إلى الرجل كان نظرها أشفى، من نظر الرجل إلى الرجل.
يروى عن أبي ذر الغفاري رضي اله عنه أنه قال:
” كان الناس ورقا لا شوك فيه،
فصاروا شوكاً لا ورق فيه “
وقال الشاعر :
ذهب الذين إذا رأوني مقبلا
سُرٌوا وقالوا مرحبا بالمقبـــل
وبقي الذين إذا رأوني مقبلا
عبسوا وقالوا: ليته لم يقبــــل
وقال أبو الفتح البستي:
إذا أبصرت في لفظي فتورا
وخطي والبلاغة والبيــــــــان
فلا تعجل بذمي إن رقصي
على مقدار إيقاع الزمـــــــان
وقال آخر:
وكان الصديق يزور الصديق
لطيب الحديث وطيب التداني
فصار الصديق يزور الصديق
لبث الهموم وشكوى الزمـان
قيل لحكيم: من أبعد الناس سفراً؟ قال: من كان سفره في ابتغاء الأخ الصالح.
قال بعض الحكماء: ينبغي للعاقل أن يعلم أن الناس لا خير فيهم وأن يعلم أنه لابد منهم، وإذا عرف ذلك عاملهم على قدر ما تقتضيه هذه المعرفة