|
يَادُجَى الآفَاقِ رَقْصُ النُّجُمِ |
زَاهِيَاتٍ إِثْرَ عَزْفِ النَّغَمِ |
أَشْعَلَ الأَقْبَاسَ فِي مَحْفَلِنَا |
فَغَدَا الكَوْنُ ذَلِيلَ الظُّلَمِ |
نَجْمَةُ السَّعْدِ تُبَارِي أُخَراً |
كَتَبَارِي الشِّعْرِ مِنْ قَرْضِ فَمِي |
كُلَّمَا أَنْشَدْتُ فِيهَا نَغْمَةً |
بَرِقَتْ كَالسِّيْفِ فِي كَفِّ كَمِي |
رَغْمَ بُعْدٍ بَيْنَنَا أسْمَعُها |
حِيْنَ تُومِي كَنُضُوخٍ فِي دَمِي |
يَالِنَجْمَاتٍ إِذَا مَا أَعْلَنَتْ |
زَفَّةَ العُرْسَانِ حَتَّى الأُطُمِ |
أَرْقَصَتْنَا طَرَباً فِي طَرَبٍ |
فَكَأَنَّا القَطْرُ فَوقَ الأُدُمِ |
هَلَّلَ الأهلُ زَفَفْنَا عُمَرا |
فَكَأنَّ النُّجْمَ زَفَّتْ قَمَرا |
وَإِذَا بِالنَّاسِ حَلَّتْ مَوْكِباً |
فَرَحاً تُهْدِي إِلَيْهِ الزَّهَرا |
يَالِهَذَا الرِّجْعِ مِنْ ذَاكَ المَسَا |
كَرَبِيعِ طَلَّ يَطْرِي المَطَرا |
فَرْحَةُ العُمْرِ وَمَا العُمْرُ سِوَى |
غَادَةٍ سَمّتْ حَبِيباً عُمَرا |
هِيَ مِلْءُ العَيْنِ أَضْحَتْ بَصَراً |
أغْمَضَ الجَفْنَ لَهَا أَوْ نَظَرا |
وَهْوَ ذاكَ النُّورُ فِي بَسْمَتِهَا |
مَا دَجَى اللَيْلُ بِهِ الدَّرْبَ تَرَى |
حَفِظَ اللهُ وِدَاداً فَبِهِ |
كَلَّ بَيْتٍ بِالعَفَافِ اسْتَتَرا |
يَا بْنَ أُمِّي يَا كَرِيمَ النَّسَبِ |
عِشْ سَعِداً بِالتُّقَى يَا بْنَ أَبِي |
وَرْدَةٌ بَيْنَ يَدَيْكَ احْفَظْ لَهَا |
رَوْنَقاً يَزْهُو بِقَطْرِ السُّحُبِ |
دُرَّةٌ فِي عَيْنِكَ اليُمْنَى وَفِي |
عَيْنِكَ اليُسْرَى كَمَالُ الأَدَبِ |
فَهَنِيئاً لَكُمَا وَصَلَكُمَا |
وَصْلَ سَعدٍ بَاقِياً كَالذَّهَبِ |
وَنَعِيماً دَائِماً جَمْعَكُمَا |
وَائتِلافاً بِمُرُورِ الحِقَبِ |
هَذِهِ لَوْ لَا الهَنَا مَا صُغْتُهَا |
حُلَلاً تَفْتِنُ جِيْدَ الكُتُبِ |
قَصَّرَ الؤلؤُ يَوْفِي فَرَحِي |
فَاقَبَلِ العُذْرَ بِقَدْرِ السَبَبِ |