الرفاعية القديرةتعلّلَ بالأخبارِ قلبٌ معذَّبُ=طروبٌ من الأشجانِ والشجوُ يُطربُ
أدافعُ يأساً إن تسرَبَ ليلةً=ويفجؤني يأسٌ له الصبحَ مسرَبُ
أمنْ خبرٍ تسلو به النفسُ ساعةً=لآخرَ تبكي منه يوماً وتندبُ
تُحيطُ بيَ الأمواجُ فوق (جزيرةٍ)=مدافعَ باٍلأرزاءِ نحوي تُصوّبُ
مقدمة تضع القاريء في قلب الجو الذي يهيء الشاعر مسرحه ليمطرنا بقصيدة تصح تأريخا للمرحلة، بل هي كذلك
وأخبار تربطنا على جزيرة تحيط بنا فوقها الأمواج
وحسرات وقهر وويلات متتابعة
بديع هذا الاستهلال وواضح
بأيدي حُماتي حُزَّ نحري ومنهمُ=مخالبُ في جسمي الممددِ تنشبُ
اختصار للمشهد العربي يغني عن قصائد ويصف فيؤرخ
فعن أي قطع هذه الكعكة العربية كنت تتحدث، وأيها يمكن لأهله أن يقولوا لا يشبهنا؟
همُ روّعوا طفلي وثمةَ آمنٌ=وراء حدودي يستخفُّ ويلعبُ
لوحة إبداعية نكاد مشاهدها تنطق وتتحرك
وصورة بلاغية باهرة
لله ما أجملها
ومن يرتقُ الخِدرَ المهتَّكَ سترُه=وقد ولغتْ في زمزمِ الطهرِ أكلُبُ
قد لا تكون الصورة هنا بكرا ، ولكنها جاءت بتركيب بليغ ساحر
وجاء المعنى صارخا حادا وجارحا
ونغبطُ إخواناً هجيرَ احتلالِهم=لرمضاءِ قُربى تحتَنا تتلهّبُ
فليت غريباً حازَ من قبلُ قريةً=يُثَني على كلِّ البلادِ ويغصبُ
جاء هذا القول ثقيلا على نفسي حسا وفكرة، إلا أنه كان قويا معبرا وصادقا، فوجدتني أحسبل عجزا وقهرا
وأغيظٌ ما في الأمرِ أن عدوَّنا=أرقُّ من المستعربينَ وأطيبُ
مع أن وزن البيت هنا صحيح عروضا، إلا أن أيقاعه لم ينسب بسلاسة انسياب بقية أبيات القصيدة
وظللت أعيده وأعيده ليسايرها
يجوسُ خلالَ الدورِ جندٌ فرنجةٌ=ويفجعني أن الفرنجةَ يعربُ
هنا فارسٌ يصطادُ في السُّوحِ أعزلاً=وعندَ نفيرِ الحربِ في الجحرِ أرنبُ"بلاطجة"
ترى هل هذه المفردة من اللغة العربية؟ أم أننا سنطلب من مجامع اللغة العربية إضافتها؟ فقد صارت واقعا كلفظة وطن، بل ربما رديفا لها...
وقد صار البلاطجة أساس الصورة وعنوانها، مرتزقة يصطادون العزل ويغطيهم سلاح أزلامه، فإذا دعى الداعي لحرب العدو اختبأ كلاهما في جحور هوانهم.
فسلْ قاتلاً عن ذنبِ مَن صاح هاتفاً=كرامَتنا فاغتاله أهْوَ مذنبُأظن أن هذا البيت يجب أن يكتب على يافطات يحملها المتظاهرون والثوار العرب في ساحات وميادين التحرير على امتداد الرقعة العربية النازفة
ويغلبنا في جولةٍ ثَم غيرُها=ولا جَرْمَ يا فرعونُ فاللهُ أغلبُتهديد قوي هادر بمعناها وإن خفت الصوت وهدأ الإيقاع تحت وطأة الإقرار بخسارة الجولة
مبدع كدأبك
يستحق حرفك وقفات طويلة
ولا يرتوي منع القاريء بالمرور الأول وإن أطال الوقوف
دمت بألق
دائما قراءتك المميزة تستوقفني يا سيدتي
وتضيف لي الكثير وتعني لي الكثير
لا حرمنا الله منك أيتها القديرة
ومن إطلالتك البهية
مودتي وشكري الخالص