أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الشعر والقضية

  1. #1
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    المشاركات : 2,069
    المواضيع : 373
    الردود : 2069
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي الشعر والقضية

    الشعر و القضية
    خرجنا على الدنيا في نهاية خمسينات القرن الماضي نردد ما غناه محمد عبد الوهاب للشاعرالمرحوم علي محمود طه
    أخي جاوز الظالمون المدى فحق الجهاد وحق الفدا
    ترنمنا بها فشحنت قلوبنا وعقولنا ، إذ كنا نسمعها في المذياع وفي طابور الصباح المدرسي ،وفي كل مكان حتى حفظناه عن ظهر قلب ... وبعد سنين من القهر وتغير المعالم والمعاني في عصر العولمة . هل تغير شيئ ؟! ............ لعل الظلم والظالمين ما زالوا ، فهذه سنة الحياة . ولكن ما بال الجهاد والفداء وهما من سنة الحياة أيضاً؟ .. لعلهما تغيرا ، فوجب تغيير الشطر الثاني .. والتركيز على ما استجد من أمور كانت موجودة سابقاً ولكن دون " فلاش "

    أخي جاوز الظالمون المدى وهـم" سـادة" خـّربـوا البلـدا
    يثبتهـم في الكراسي اليهـود وواشـنـطـنٌ أطـلقـتهـم يــدا
    فعاثـوا يميناً وعاثـوا شمالاً وكانـوا ذيــولا بـِسفـل العــدا
    يـذلـون أمـتهـم... باقـتـدار! وإلاّ أُزيحوا وضاعوا سدى !
    والعجيب الغريب أن من واجب الحكام أن ييسروا لمواطنيهم الحياة الحرة الكريمة ، طبعاً هذا في كوكب المريخ وأخيه عطارد ! لأن الحرية – هناك – تعني الإبداع والتفوق ، وهي عنوان الرقيّ والتقدم . ولن ترى أمة – طبعاً هناك – تفعل المستحيل إلا بالحرية والشعور بكرامة الإنسان .... وتنمية المواهب رهن بكل ذلك .... أما في البلاد العربية ، فالأمر مختلف اختلاف الليل والنهار .
    فما يكون مفيداً في مكان يضر في مكان آخر ، وما يصلح في بقعة ينتفي صلاحه في بقعة أُخرى بضم الهمزة طبعاً . فعندنا قوانين لزمت المواطن فلم تعد تنفك عنه لفائدته وفائدة الوطن ! :
    فـفيـنـا القـوانيـن عُـرفـيّـة تسوق الـمواطن كبشَ فــدا
    تلازمه في النهار ، وليلاً يـراهـا تـؤانسـه مـوعِــدا
    وعلى الرغم أن العدو الإسرائيليّ تحيط به البلاد العربية فالحرية ديدنه . وترى اليهوديّ يبدي رأيه دون خوف ولا وجل، يسقط وزارة ويرفع أخرى . ويهدد الحكام ويتوعّد لأنه سيد الموقف وجميع الأحزاب تسعى لإرضائه لتعزز موقفها فإن حكامنا – أجلّكم الله – يرون من قوانين الطوارئ سلاحا يحاربون به – على زعمهم - الفوضى ويجمعون بها الأمة .
    فما ينبغي أن يُرى ذو فؤاد خليٍّا من الهـمِّ، أو أسـعَـدا
    فهـذا العـدوُّ يحاذي البلادَ وكبت المواطن يؤذي العِدا!
    وكمُّ العبـادِ يذل الأعـادي ويقطِف نصراً ويُعلي يدا
    لذاك ترى الحُكم يبني سجوناً يذيق بها المخلصين الردى
    وينشئ أجهـزة تستبيح الـــــــــــــــــــــحي اة وتطفئ نـور الهـدى
    وتصدر قوانين جائرة ضد أصحاب الرأي المخالف ، فهؤلاء يتدخلون بالسياسة العامة ، ويؤلبون الشعب على الحكومة الرشيدة التي آلت على نفسها أن تفكرنيابة عن الأمة وتتصرف نيابة عنها ! وقرار العار 49 الذي يحكم بالإعدام على الإخوان المسلمين في سورية ومن يؤيدهم مسلط على رقاب الشعب منذ أربعة وعشرين عاماً:
    تصوغ قرارا ًبوأد سريع لكـل شـريفٍ ومـن أيـّـدا
    لماذا التفكـر بلـه الـتدبـرُ أليست حكومتنـا أرشـدا ؟!
    تفكِّـر عنا برأي حصيف أضاع الرشاد وما سددا!
    والحقيقة أنهم ينادون بأهداف ، ظاهرها الوحدة والحرية ، وباطنها التشرذم والدكتا تورية والتسلط فهم ينادون بالاشتراكية ويسرقون قوت الشعب ، وينهبون ثرواته، ويحطمون اقتصاده :
    وتفرض فكراً لحزب رديء يرى الفهمَ قد حازه أوحدا
    ينـادي بأهــدافــه لامعــات وتعـكـس أفعـالُـه الأسْـودا
    فحرية الشعب أمست قيوداً وكان " بوحدتـه " واحـدا
    وطالت شرورُ النظام الجميعَ فجـارَ وغـلّ وقـد أفســدا
    فـلـم تنجُ منـه بلاد الشـآم ولا الرافـدان ومـن أنجـدا
    وهذه الجولان منذ أن اغتصب النظام الحكم في سورية لم ينطلق منها ضد العدو الصهيوني فدائي ، فقد أمنت إسرائيل هذا الجانب ، وضمن لها الهدوء على أن تضمن له البقاء على صدور الأمة .
    فبدلا من قول الشاعر :
    فجـرد حسامـك من غـمـده فـلـيس لـه بعــدُ أن يُغـمـدا
    انقلبت الأمور إلى أن يقال :
    فـثبـت حسامـك في غـمـده وأهمله كي يحتـويه الصدا
    فإذا صدئ السيف عاد قطعة حديد ليس غير ..... أو يكون البيت :
    فـسلـمْ سـلاحـك للأمْرِكـا نِ كمجنوننــا إذ بـدا ما بـدا
    وخاف اقتلاعاً كما في العراق فنادى : الأمانَ وما عرّدا
    وإلى أين يعرّد " يهرب "مجنون ليبيا من سيده في البيت الأبيض إلا إليه ذليلاً ، وقد دفع صاغراً مليارين ونصف المليار ديات القتلى في الطائرتين الأمريكيتين !؟ ليأمن على نفسه ونظامه أن لايقتلع ، ولا نحاشي أحدا منهم إلا الصالحين ، وقليل ما هم ، أو هم في طور العدم .
    وترى الشاعر يستنكر بشدة أن يطأطئ الناس الرأس للعدو فيغتصب حقوقهم ويذل عروبتهم ، فلا بد من الجهاد لاسترداد ما اغتصبه اليهود :
    أنتركهم يغصبون العروبـــــــــــــــــــ ـــــــــــة مهـد الأبـوّة والسؤددا
    وليسوا بغير صليل السيوف يجيبون صوتاً لنا أوصدى
    ولكننا في هذا الزمن الرديء والأيام الخانعة :
    تركناهمُ يغصبون العروبة جهاراً نهـاراً فلا سـؤددا
    وصرنا ننادي السلامَ فبـُؤنا بخـزي أذلّ ومـا أنجــدا
    أضعنا فلسطين ثم العراق فبـئس السلام بمـا أوردا
    وكان شباب الأمة من كل ساح في بلاد الإسلام يقصدون فلسطين للدفاع عنها ، ولعل الشاعر بروحه الوثابة والمغني بفنه الأصيل جعلا من القصيدة بركانا ثائرا ، فتنادَوا ملبين :
    فلسطين يفدي حماك الشباب وجل الفـدائيّ والمفـتـدى
    فلسطين تحميك منا الصدور فإما الحيـاة وإما الردى
    ولعل الموسيقي البارع والشاعر المبدع رأيا الحياة في طلب الموت ، كما قال العربي قديما : اطلب الموت توهب لك الحياة فقدم الشاعر الحياة على الموت لاهمية أن يحيى العربي عزيزا ، ومدّ الموسيقي ألف الحياة ورفع الصوت ، ثم خفضه في الردى .
    لكن أولي الأمر يرون غير ذلك
    فلسطين " لا تندهي "قد سقطنا فلسطين " والله مافي حدا"
    قلاك أولـو الأمـر لا تندبيهـم فليسوا رجالا ولكن صدى
    تداعَـوا إلى تلْ أبيبٍ سـراعا يظنـونها الغُنمَ والمـوردا
    وقام الشبـاب الأبيّ الجسـور يـدكّ الـيهـود ليسـتشـهـدا
    وظل الشباب أسودَ العرين وكان الشهيد الفتى السيّدا
    وإن" جهادا" وإن" حماسا" جنودُ الفداء وفيضُ الندى

    دكتور عثمان قدري مكانسي

  2. #2
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    الدولة : فلسطين
    المشاركات : 502
    المواضيع : 31
    الردود : 502
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    شكرا لك على دا أفاض به قلمك الملتزم، وما زال في الأمة الخير، وعسى الله أن يعجل بالفرج.

  3. #3
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.70

    افتراضي

    ينبجس الأبداع في عمومه من الواقع الذي تعيشه المجتمعات التي ينمو في حضنها، يعكس تجسيدا له أو تمردا عليه، والأدب بمحاكاته لأوجاعها ولامباشرته في توجيهها أقدره على التأثير في لا وعيها ورسم وجدانها، وإذا موسق شعرا كان أقوى وأفعل، وتغلغل في ضمير الجماهير راسما خرائط طرقها نحو الغايات التي يطلقها أو ينعشها..
    ومن هنا فإن تحرر الشاعر من النفعية وانتصاره على صوت الأنا ليطلق صوت الأنا الجماعية يخلق نوعا من التلاحم بين حرفه ولا وعي المجموع يجعل من الخطاب بينهما نبض حياة وصناعة حالة.

    دمت وسامق حضورك أديبنا

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

المواضيع المتشابهه

  1. حول الجدلية بين الشعر الحديث وتقليد الشعر القديم :
    بواسطة عبدالله علي باسودان في المنتدى قَضَايَا أَدَبِيَّةٌ وَثَقَافِيَّةٌ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 22-02-2016, 07:06 PM
  2. تركيا: الأزمة السورية والقضية الكردية
    بواسطة سامح عسكر في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 25-09-2012, 12:08 AM
  3. الشعر ما في الشعر
    بواسطة الطنطاوي الحسيني في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 05-12-2008, 08:09 PM
  4. الأمم المتحدة .. والقضية الفلسطينية : لطفي زغلول
    بواسطة لطفي زغلول في المنتدى نُصْرَةُ فِلِسْطِين وَالقُدْسِ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 29-10-2007, 10:52 AM
  5. كيف أكتشفت موهبة الشعر وكيف نميتها ( حكايتي مع الشعر )
    بواسطة الصباح الخالدي في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 17-02-2006, 11:45 PM