(( فهي عبادة وقوة وترقية حقيقية لا إيحائية.
لماذا؟
لأنها تحيل إلى القوي سبحانه واهب القوى، ولأنها تربط العبد بربه، و... إلخ. ))
لفت انتباهي العنوان..
فعلا إن من الطرق التي عرضها أحد المدربين مرة: أن تكرر هدفك.. وأن تكرر عبارات إيجابية.. وأن تذكر نفسك مرارا وتكرارا بخطتك التي وضعتها للتغيير.. إلى آخره.
عندما جلست يومها أقرأ أذكار المساء أحسست أننا نفعل هذا كل يوم..
المؤسف أنني اكتشفت حينها أنني كثيرا ما تشرد أفكاري وأنا أقرأ الأذكار بدلا من أن أستمتع بها وأستفيد.
أبدأ يومي بالأذكار ما بعد صلاة الفجر وأذكار الصباح فكأنما أوقظ عزيمتي معي.. وأجدد نشاطي بأذكار ما بعد صلاة الظهر... وهكذا حتى المساء.
عدا عما يتخلل اليوم من ذكر.
نظام رائع لا يتيح لنا أن ننسى أو نضعف.. ولا يتركنا لوساوس النفس والشيطان وهذا هو الأهم.
"اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه، و من أن أقترف على نفسي سوءا أو أجر إلى مسلم"
"اللهم أسلمت نفسي إليك
ووجهت وجهي إليك
وفوضت أمري إليك
وألجأت ظهري إليك
رغبة ورهبة إليك
لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك
آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت"
" اللهم يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث. أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين "
كم من الثقة يبعثها هذا الدعاء حين نكرره ثلاثا كل صباح؟
ما مدى الراحة التي يشيعها في نفوسنا، والتفاؤل؟!
" إياك نعبد وإياك نستعين "
17 مرة كل يوم عدا السنن والنوافل، ألا تشعرك بأن كل ما أهمك لا يستحق كل هذا الهم والله تعالى هو من يعينك؟
توزيع الهموم والمشاكل التي تحتاج حلا والتخفف من عبء حملها في عقولنا طوال الوقت دون فائدة أمر مهم للغاية، ليس فقط من الناحية النفسية، وإنما من الناحية العضوية أيضا. (صحة نفسية وجسدية.. فكيف يكون معها العمل والإنتاج! أكثر من رائع بعون الله)
((حيث يكسب الذكر صاحبه قوة تنعكس على ذاته نفسا وجسدا فينهض بما كان يستثقله غير عابئ))
فكرت كثيرا في هذا الحديث، ولم أصل لقناعة قوية بأي من تفسيراته، لكنك بتفسيرك ذكرتني بعامي الأول في الجامعة، حين كنت أستثقل بعض المواضيع فأقول لنفسي: فابتسم واصبر على الدنيا ففي الصبر السلامة... كم قلوب بددت عنها الأسى بالابتسامة!
فعلا كنت أبتسم وأقرأ الموضوع بأسهل مما توقعت ويخف عني ثقله!
بعدها صارت فاتحة الكتاب أو سورة الفتح ديدني كلما ثقل على أمر..
" إنا فتحنا لك فتحا مبينا "
أمر أشبه بأن تغمر القلب في جو من الانتعاش والإشراق، فيسهل عليه ما كان صعبا
هذا يشبه المعالجات السلوكية في الطب النفسي، حيث تقوم على تعليم المريض وسائل وأساليب ليتجاوز بها قلقه وخوفه، وهي من أهم الوسائل في علاج أضطرابات القلق ANXIETY والرهابات PHOBIA-
أعتقد أنني خرجت عن جوهر الموضوع، لكن مقالك هو المسؤول :)
هل قرأت مرة عن العلاج بالتنويم المغناطيسي (لم يعد شائعا عموما.. وهو لا يقتصر على الصورة التقليدية له)؟ أو بالتنويم والاسترخاء؟
فكرة أن تركز على فعالية إيجابية ما، فكرة.. لون.. صوت.. رائحة.. وتنحي كل الدنيا عن عقلك.. كل شيء.. يصبح العقل صفحة بيضاء، أو شاطئا رمليا تتكسر عليه الأمواج.. أو.. أو.. أو..
للأسف لست أملك فكرة عميقة عن الموضوع، لكنني كلما قرأت فيه وجدتني أتذكر الصلاة..
تكبيرة الإحرام فاصل ما بين الدنيا كلها.. وبين خشوع عميق لكل الجوارح..!!
مع كل التحية