دعاء القلب
إلى الأديب الأريب والشاعر المفلق د. سمير العمري
حبًا وعرفانا

سألتُ اللهَ أن يُبقيك ذخرا
وأن يسقي عداك السمَّ مرّا
سألتُ اللهَ أن يُبقيك فينا
فنسمع منك آدابًا وشعرا
دعوتُ فكلُّ مَن في الأرض لبّى
فصار دعاؤنا لله جهرا
وإنّي أُشهد المولى بصدقٍ
بأنّي كنت فيما قلت حرّا
دعوتُ تواضعًا ربًّا عليًّا
فجاءت بابي الأشعارُ تترى
فصدّقت الرؤى إذ خالجتني
ورحتُ أبثُّ بين الناسِ سرّا
بأنَّ اللهَ خصَّك في أمورٍ
ستُبقي فيك طولَ العمرِ ذكرا
إلى لغة الكتابِ أتيت فردًا
ورحت وأنت في الإبداع عشرا
فقد حسَّنت للألفاظ وجهًا
وللقول الغريبِ حفرت قبرا
ورحت بكلِّ ما أُوتيت تبني
صروحًا للقريض تفوحُ عطرا
لقد توّجت للباقين ملكًا
كذاك سبرت للماضينَ غورا
تمطّر عارضٌ فحباك غيثًا
به أجريت للتاريخ نهرا
وقدت زمامَ أهل العلمِ حتى
ركبت لسالف الأزمانِ نسرا
شمخت بواحة الأبطال طودًا
وألبستَ القريضَ الحرَّ تبرا
ورحت مُنقّبًا في كلِّ ليلٍ
لتكشفَ سرَّ ما نقّبتَ فجرا
فمن مجد إلى مجدٍ أثيلٍ
تجيء لبابك الشعراءُ أسرى
فقافلةٌ تروحُ وقد كساها
شعورُك رونقًا لتمرَّ أخرى
وأنت بواحة الشرفاء فذٌّ
من الكلمات قد شيّدت قصرا
وفي بحبوحة للعيش طابت
كطعم الزنجبيلِ قضيت عمرا
أخي العمري طابت فيك نفسي
فجئت أبتُّك الإخلاصَ شعرا