بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إليكم هذه الأديبةالتي لا يعرف الكثير عنها - إلا القليل - عسى أن تروق لكم
حمدة بنت المؤدب
نسبها:"هي حمدة ويقال حمدونة بنت زياد بن تقي، من قرية بادي من أعمال وادي آش في المغرب، كان أبوها زياد مؤدباً، وبوظيفة أبيها اشتهرت ونسبت فقالوا: حمدة بنت المؤدب
والزمن الذي عاشت فيه على وجه التقريب في عهد ملوك الطوائف وهي فترة تاريخية في الأندلس بدأت بحدود عام 422 هـ لما أعلن سقوط الدولة الأموية في الأندلس ، مما حدا بكل أمير من أمراء الأندلس ببناء دويلة منفصلة.
في العقدين 1020، 1030 سقطت الخلافة بسبب ثورة البربر ونشوء ملوك الطوائف الذين قسموا الدولة إلى أكثر من 12 دويلة، منهم غرناطة وأشبيلية والمرية وبلنسية وطليطلة وسرقسطة و البرازين والبداجوز. وبينما ورثت تلك الدويلات ثراء الخلافة، إلا أن عدم استقرار الحكم فيها والتناحر المستمر بين بعضها البعض جعل منهم فريسة سهلة لأعدائهم
صفاتها:
كانت أديبة نبيلة شاعرة ذات جمال ومال، مع العفاف والصون، إلا أن حبها للأدب كان يحملهاعلى مخالطة أهله مع نزاهة موثوق بها، وكانت تلقب بخنساء المغرب وشاعرة الأندلس، وماذلك إلا لأنها شاعرة مجيدة بلغت شهرتها في زمانها الآفاق، فليس كل شاعر يعطى صفةشعر منطقة واسعة ، إلا لبروزه وظهوره في تلك الصفة، فحمدة بنت المؤدب شاعرةالأندلس.
أسباب الشهرة:
اشتهرت بلقب خنساء المغرب، ذلك لكونها شاعرةمُجيدة لفن الرثاء، الذي عدت فيه الخنساء علماً لا يضاهى، ولا أحسب حمدة إلا كذلك،واقتداء حمدة بنهج الخنساء وطريقتها، ساعد على اتساع شهرتها في المغرب والأندلس،وهناك بعض الفروق في كتابات كلا الشاعرتين حيث إن الخنساء كانت ترثي أخاها في قصائدها، بينما حمدة كانت لا تخصص أحداً معينا في قصائدها.
رواتها:روى عنها القاسم بن البراق ،والقاضي أبو يحيى عتبة بن حمد بن عتبة الجراوي بعض شعرها. ومنه قولها
ولما أبى الواشون إلا فراقنا *** وما لهمُ عندي وعندك من ثار
نماذج من شعرها:
أولاً: قال ابن البراق: أنشدتنا حمدةُ العوفية لنفسها وقد خرجت متنزهة بالرملة من نواحي وادي آش فرأت وجه وسيم أعجبها، فقالت فيه القصيدةالتالية.
أبـــــــــاح الدمــعُ أسراري بوادي ***بهُ للحسنٍ آثار بَوادي
فمن نهرٍ يطـوف بكل روضٍ **ومن روض يطوف بكل وادي
ومن بين الظباء مهاةُرملٍِ *** سبت لبي وقد ملكت قيادي
لهـــــا لحظ ترقدهُ لأمـــرٍ ** وذاك اللحظُ يمنعني رقـادي
إذا سدلت ذوائبهاعليها *** رأيت البدرَ في جنح الدآدي
كأن الصبح مـات له شقيق *** فمن حزنٍ تسربل بالحداد
مما ينسب لها من مشهور الشعر: " ونسب إليها أهل المغرب الأبيات الشهيرة المنسوبة للمنازي الشاعر المشهور وهو أحمد بن يوسف المنازي المتوفى سنة سبع وثلاثين وأربعمئة :
وقانا لفحة الرمضاء وادٍ *** سقاه مضاعفُ الغيثِ العميمِ
نزلنا دوحه فحنا علينا **** حُنو المرضعاتِ على الفطيمِ
وأرشفنـــــــا علىظمــإِ زلالاً ****ألـذ من المدامة للنديمِ
يصدُّ الشمس أنىِ واجهتنا *** فيـــــحجبها ويأذن للنسيمِِ
يروعُ حصاهُ حاليةَ العذارى**** فتلمسُ جانب العقدِ النظيمِ
وقد أجمع أدباء المشرق في بغداد ودمشق والقاهرة على نسبةهذه الأبيات للمنازي، ولكن أدباء الأندلس ومؤرخوها في المغرب والأندلس نسبوها إلى حمدة، وجزم بذلك طائفة منهم
المصادروالمرجع:
1-ابن الخطيب ،الإحاطة في أخبار غرناطة ، ص255،
2-خير الدين الزركلي (الأعلام) – دار العلم للملايين – ( 2/274).
3-الصفدي ، الوافي بالوفيات، ص 3541،
4-عمررضا كحال (أعلام النساء) – مؤسسة الرسالة – (1/ 292-293).
5-محمد بن شاكر الكتبي (فوات الوفيات) – دارصادر– ( 1/ 394 ).
6-ياقوت الحموي الرومي (معجم الأدباء)- دار الغرب الإسلامي –
( 3/1211