مَعاذَ اللهِ لَسْنا عَابِثينا وَما كُنّا لِنَمْجُنَ قَاصِدينا إذا مَا الشِّعْرُ لمْ يَنْفُثْهُ صَدْرِي وَلمْ تَلمَسْ بِهِ الحِسَّ الدَّفِينا فَلا نَطَقَتْ بِهِ يَوماً شِفَاهِي وَلا اخْتَلجَ الفُؤادُ بِهِ أنِينا وَلا سَهِرَتْ عُيُونِي فِيهِ تَشقى وَلا احْتَرَقَتْ بِهِ دَمْعَاً هَتُونَا وَلا غَطَّاهُ فِي عَطْفٍ ضَمِيرِي وَهَزَّ سَرِيرَهُ هَزّاً حَنُونَا وَلكِنّي أرَى فِطْرا خَبِيثاً يَظُنُّ ثِمَارَهُ عِنَباً وَتِينَا وَمَنْبَتُهُ مِنَ الاوْحالِ يُسْقَى وَنَبْتِي فَوْقَهُ أرْخَى الغُصُونَا لَكَمْ أُجْبِرْتَ يَا قَلبِي مِرَاراً عَلى حُبٍ وَسِرْتَ بِهِ حَزِينَا فَسَامِحْنِي وَلا تَأبَى اعْتِذارِي فَدَيْتُكَ يَا إمَامَ المُتْعَبِينا (وَلوْ خُلقتْ قُلوبٌ مِن حَديدٍ) لآدَتْها حِكايَاتِي شُجُونَا سَيَعْلَمُ مَنْ بِهِ حَسَدٌ الغَوَانِي بِأنّا قَدْ عَرَفْنَا حَاسِدِينَا سَنَصْفَحُ عَنْهُمُ صَفْحاً جَمِيلا وَنَتْرُكُهُمْ فَنَحْنُ الأكْرَمُونَا وَنَحْنُ بِفَضْلِ رَبِّ العَرْشِ نَعفو وَننْبُذُ كلَّ حِقْدِ الحَاقِدِينَا