|
أرأيت (نوبل) يخطف الأضواءَ ؟! |
بجوائز شدت له الأحياءَ ؟! |
أرأيته بالمال يعطي من رأى |
منهم على درب الولاء عطاءَ ؟! |
يختار من نال الرضاء ليرتقي |
مرقى يضم بزعمه النجباءَ |
ويذيع أسماءً تعطش سمتها |
للفوز تضحى بالورى الزعماءَ |
والكل يرتقب البيان لكي يرى |
في كل عام بالمنى الأسماءَ |
فترى الجميع بلهفة بتطلعٍ |
(لسويدهم) تهدي لهم إهداءَ |
مهما تكن من رتبة فيها الضنا |
يرجون فيها نضرة ورخاءَ |
وتفاخرا أن الذي حاز العلا |
قد حاز (نوبل) وامتطى العلياءَ |
وتعددت ألوان أفرع بحثهم |
فحوت علوم الطب .. والفيزياءَ |
وكذا البحوث بها المعامل أنتجت |
للناس جمعا للسقام دواءَ |
فنِعمّ جائزة ببحث صادق |
ضمت عناصرُه هنا الكيمياءَ |
يهدي الأنام تميزا وتقدما |
ويبز بالعلم الدقيق الداءَ |
فلكم تقهقر بالدواء تألم |
بالجسم عاني بالخطوب عناءَ |
ولكم تقدمت العلوم بطبهم |
حتى تجلت بالجسوم جلاءَ |
وثوت جراثيم الهلاك حسيرة |
تبكي بآلام الدموع بكاءَ |
فالطب والكيمياء والفيزيا لهم |
قدر رفيع يجذب الحكماءَ |
أنعم بـ(نوبل) في الثلاثة كيفما |
كانت بنفع يدفع الأدواءَ |
وتقيم للإنسان صرح تمتع |
بالعلم ضم بصدقه العلماءَ |
أما الجوائز من لدنه لمبدع |
فبها التباس حير العقلاءَ |
وأهاج للأدب الرفيع هواجسا |
مما أثار لأجلها الأدباءَ |
والشعر أيضا قد تأثر شاخصا |
متوجسا قد ساءل الشعراءَ |
هل ضاع إبداع القريض لأنه |
بالحسن واكب للكرام ضياءَ ؟! |
فمتون إبداع العقول لديهمُ |
يلقى عموما غلظة وجفاءَ |
لابد من نهج يوافق نهجهم |
إن كنت ترغب عندهم إعلاءَ |
أو كنت ترجو من لدنهم رفعة |
لتنال (نوبل) مبدعا وضَّاءَ |
فقواعد الأدب المميز عندهم |
ضمت مقاييسا لهم تتراءى |
بغموض قصد والتواء سريرة |
تحوي من الفكر العقيم دهاءَ |
وتغص بالإيماء صوب مسائل |
تطغى تضم من الأمور هراءَ |
فحدود إبداع لديهم تمتطي |
ظهر الفجور وتركب الأهواءَ |
وتعم أفكار الخلائق بالدجى |
وتقيم فيهم جهرة ظلماءَ |
فإذا وجدت من البرايا فائزا |
فاسبر له جهر النهى وخفاءَ |
فلربما بث السموم بسطره |
ولربما أهدى لنا الإفناءَ |
ولربما شطت بوارق لحظه |
حتى تخطت حاجزا وبناءَ |
ولربما أغوى الخلائق واشتهى |
للناس في غي له الإغواءَ |
أبغض بـ(نوبل) حين يهوي فكره |
بظلام لب قد أراد عماءَ |
و(بنوبل) السلم العجيب عجائب |
شتى أقامت بالجميع مراءَ |
فرموز (نوبل) للسلام لبعضهم |
أعتى الجرائم شيّبت أبناءَ |
وانظر لـ(بيجن) ذي الدهاء (مناحم) |
من لطّخ القدس الشريف دماءَ |
و(بدير ياسين) الأليمة ذكرها |
يدمي القلوب تحسرا ونداءَ |
يا من منحتم (نوبلا) لـ(مناحم) |
أين العدالة ؟! جانبت سفهاءَ ! |
أين المناضل للحقوق سجونهم |
ضمته يحيا شامخا مستاءَ ؟! |
من ظلمكم في عزة وكرامة |
يا من منحتم درعكم أعداءَ |
يا ويح (نوبل) للسلام تضمنت |
ذلا بدا للقائمين خواءَ |
هذا مثالٌ للسلام ! فياله |
من فحش نهج يجلب الإيذاءَ |
وأخوة (رابين) (السلام) وما به |
مما يعج ويملأ الأرجاءَ |
وأخوة (بيريز) (الرئيس) سجله |
يحوي الفظائع بالجوى سوداءَ |
ذاقت (فلسطين) الحبيبة سوءهم |
وتوشحت قهرا لها وبلاءَ |
فتقلدوا فخر الجوائز (نوبل) |
أعطاهمُ بغروره الخيلاءَ |
فهم الأوائل في (السلام) بخبثهم |
حازوا من البنك القريب ثراءَ |
مليون (دولارٍ) جوائز قتلهم |
أهلا لنا بمجازر تتناءى |
عن فكر (نوبل) يستهين بشعبنا |
يهدي الجوائز حية رقطاءَ |
ويرى الأراذل بالمجازر قادةً |
للناس تلفظ (قادة) جهلاءَ |
ويرى النضال من الشعوب جريمة |
ويرى اللصوص بأرضنا شرفاءَ |
يعمى عن الحق الأصيل لأمتي |
ويعير آذانا لنا صمَّاءَ |
ويغض طرفا عن مآسينا كما |
في خبثه قد كرَّم الخبثاءَ ! |