جرة بلال فضل التي خرج منها
كنت أحترم السيد بلال فضل كثيرا لمواقفهة المعتدلة وصوتة الناقد في أدب قبل الثورة وبعدها وكنت أقدر له غيرتة الوطنية برغم خلافي معه في بعض ما يكتب خاصة ما يتعلق بالفن وعملة كسينارست ، وهذا الأحترام كان دافعي لمتابعة الرجل في برامجه وأفكاره التي يطرحها ونقده الذي كان يحمل في طيات سخريته الكثير من الحق ،
ثم تفاجأت وأنا أري بلال فضل يتسول علي فضائية التحرير رضا بعض المشاهدين من خلال إستضافته لبعض أهالي ضحايا ماسبيروا ، في موقف لا أراه إلا تأجيجا للفتنه وروحها من جديد ومستعرضا للأحداث من وجهة نظرة هو وحسب ما يريد أن يوصل للمشاهد بلا أمانة مهنية ، ومتهجما علي المشير والمجلس العسكري وعلي رئيس الوزراء بطريقة أقل ما توصف بها إنها استفزازية ، وتساءلت أين كانت كل تلك الشجاعة أيام حكم المخلوع ، ولما نفحش في القول حين تتاح لنا فرصة ونخرج من جرة لبرة كما يقول المثل الشعبي ، في وجود فراغ أمني ودستوري ، أنا أختلف كثيرا مع توجهات المجلس والحكومة ، لكن إدرك في نفس الوقت أن هذا أقصى ما يستطيعة العسكريون غير المؤهلين سياسيا ، وأقصى ما يستطيعه عصام شرف الرجل الذي يوصف دوما بأنه مهذب وكأنها سبة ، هو وطني من طراز فريد ويري أن المرحلة لا تحتمل منة التصعيد ويحتمل أكثر مما يستطيعه غيره وأنا متأكد إن عليه ضغوط لعدم ترك منصبة ، ورغم إنه يستطيع أن يتخلص منها إلا إنه يعجز عن ذلك ربما لشخصيتة الدمثه وربما لضغوط أكبر منه لا نعلمها ، المهم ليس هذا معرض حديثنا ،
أقول أنني تفاجات لأني رأيت بلال فضل الثوري الناقد يهاجم وبشراسة ويدعي إنه إنما يهاجم وينتقد من أجل الحرية ويستشهد بأحاديث دينية وآيات قرآنية ويستميت في الدفاع عن المتظاهرين أمام ماسبيروا ويعرض لبعض لقطات الفيديو التي تدين الجيش ويغفل التي تدين بعض المتشددين من المتظاهرين والذين أشعلوا نار الفتنة كما أشعلها من قبل متشدد مسلم بغوغائية وعدم مبالاة ، وكانت النزاهه المهنية تستلزم أن يعرض لجميع ما تم تصويرة ولا يتاجر بقضية ساخنة ليقال أن بلال فضل بطل ومدافع عن الأقلية وكأنة يجاري صاحبة الأسواني الذي يمالئ بلا خجل المتشددين من أخوننا الأقباط ربما تقربا للغرب أو خوفا من أن يفقد الدعم الخارجي وعلاقتة بدور النشر والترجمة في الغرب بعدما أصبح الجميع يقرن بين أسمة والعالمي ،
يا سادة لا للنواح والنحيب علي مصر ، مصر قوية وستظل إبتعدوا أنتم ببرامجكم الغثة ونواحكم عنها وهي ستداوي جراحها وستربت علي أكتاف أبنائها كما فعلت طوال عقود ولن ينال أحد منها ومن وحدتها ، يا سادة أرجوكم أبعدوا مشارطكم عن جسد مصر ، وتنحوا جانبا فهي بطيبة اهلها وترابطهم قادرة علي مداوة نفسها ، وهذه البرامج الشوهاء لا تزيد الفرقة إلا اتساعا والجرح إلا عمقا وهذا ما يريده أعدائنا ،
انت يا سيدي لا تنقصك الشهره ولا يعوزك المال لتتاجر بآلامنا ، وتنوح علي أمالنا التي تتدعي إنها تتسرب من بين أيدينا ، أترك الوطن في حاله فقديما قالوا إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب فأنت إذ لم تستطع حتي الأن أن تقرأ المشهد بجلاء ولم تستوعب ما يحاك لنا لنتراجع وتسقط الثورة فحري بك أن تصمت أو تعود لتكتب فيلما أو سيناريوا أما ان تقحم نفسك في قضية كهذه وتتخذ جانب وحيد وموقف واحد تحاول من خلاله أن تثبت وجهة نظرك وتنال ممن بينك وبينهم خصومة وتردد نفس التراهات التي رددها من قبلك أساتذتك الأسواني وعيسى ،الولوله والنواح وتكرار السيناريوهات القديمة لن تفيد الوطن نحن جميعا نريد أن نتوحد ونغير من انفسنا ،
لقد اضحكتني كثيرا يا سيدي حين علقت بسذاجه علي كلمات إحداهن في برنامجك وأنت تتطنطن يسلام يسلام ، حين قالت تعليقا علي موضوع الأرض دي أرضنا أن ما قصد هو أنه حين تشتري أرض فأنا وأنت ملاكها مثل بعض ، ورغم علمك بأن هذا ليس التفسير الذي قصد وأنت المثقف الواعي إلا إنك أصررت علي أن تفترض الغباء في المشاهد وسايرت الأمر وأنت تبدي اعجابك بقولها ، وقد كنت من الغباء بمكان حين أقحمت إحدي السيدات المسلمات في الحلقة ، نفس النسق القديم أيام المخلوع ومحاولات التجميل الغثة ، والذي لا تعرفوه أن المواطن البسيط لا ينساق وراء هذا كله فهو أما مواطن شريف يري في إخوانة من الديانة الأخري إخوة لا يختلف ولن يختلف معهم أبدا ، ببرامج أو بدون ، وإما متشدد يري أن لا حق للأخر في الوطن وهذا موجود في أصقاع الدنيا قاطبة من شمالها لجنوبها ومن غربها لشرقها ، ولن يتغير بسذاجة تطرح عبر شاشة لا تحترم عقل أو ثقافة المشاهدين ،
اشرف نبوي
أديب وصحفي عربي