*أخضر الروح*
.
هارب مني إليكِ فكوني ... لي ملاذا من شباك شجوني
ألف لليل من ورائيَ يعوي ... وأمامي ألف صبح حزينِ
يا ليالي النور في ذكرياتي ... واحتفاء الضوء بين العيونِ
أنا طير نتف الحزن ريشي ... واقتنى في قبضتيه سنيني
عالم بالدمع خدي خبير ... عنده من كل جرح دفينِ
عتمة ترعى بقطن حياتي ... وعكار في زلال معيني
عالق في لجة من أنين ... كيف يمضي مركبي بالأنينِ
فاتني ظلي بمنفاي وحدي ... أثقب الليل بفأس الحنينِ
وأنا كالليل زي نحيب ... كم ضياع داخلي يرتديني
أي تيه فض عن رشادي ... فمشى بي للضياع جنوني
من رواج وهدوء ونشوى ... ليباس صاخب وظنونِ
لا أغنيك جراحي ولكن ... صوت جرحي مفعم بالرنينِ
كان نبضي راهبا في كنيس ... وفؤادي من بني الياسمينِ
كم تمشى في عروقي نبي ... وتلاني صفحة من يقينِ
ملمس الروح كبسمة طفل ... في مهاد أبيض وحنونِ
كان فصلا للبلابل صوتي ... موسما للضوء كان جبيني
نزهة للحسن رائج وجهي ... إن وجهي الآن لا يحتويني
عكرت عمري يد الأمنيات ... ذات حلم حين فكر طيني
فافتحي لي في سمائك بابا ... واطلقيني للهدى اطلقيني
.
.