كانت قصة الحبل مثالا لمنازعة الرمز للكاتب والحدث في آن معا ، فعلى الرغم من ولادة فكرة القصة لدي من أحداث متشابهة في المجرى والتطور والنتيجة واختصاص أحدها بزخم الحدث وعمق التجربة إلا أن الرمز ألح علي من البداية وأخذ باختلاس الحدث وتشكيله شيئا فشيئا حتى هضمه وأعاد تشكيله بما يخدم الرمز ، ولعل المحتوى الفكري والنزعة للشمول تغلبت على المسار القصي السردي البسيط لتؤطر وتحتوي جملة متجانسة من الأحداث أو الوقائع ، وبرأي هذا من أهم غايات الرمز في القص . بعبارة أخرى أقول ككاتب "وقارئ" فيما بعد ، أن قصة الحبل كتبت ذاتها أكثر مما كتبتها وقرأتني أكثر مما قرأتها .
أكرر تحيتي وشكري لأختي صفاء لتكريمها لهذه القصة خاصة ولهذا الفن عموما بنقدها العميق الجميل ، ولفتحها هذا الباب الذي أجدني أكثر المنتفعين به .