!...؟...!

أريد أن أتكلم في أمرين : أولهما القوافي التي نصر على الالتزام بها نثرًا وهي ليست من الضرورات بل إنها قد تصبح عائقًا في وجه الخيال والإبداع وثانيهما المباشرة وعدم اللجوء إلى قليل من الرمزية
عدا ذلك فإنك قدمت نصًّا ثائرًا جميلًا يعبر عن حالة إحباط تمس شريحة كبيرة من الشباب اليوم .. قد تساعد في التنفيس عن غضبٍ وكم كنت أتمنى أن يخرج من رحم هذه الثورة ضوء أملٍ أو إرادة تغيير فاعلة أو حلٍ مفترض غير مباشر ... بدل أختيار الفناء بديلا
أشكرك واعذرني للإطالة فكفى نصك جمالًا أنه أثار لدى الجميع شجونا ومادة حديثٍ ايجابي
مودتي وتقديري كما يليق

استاذتى الحبيب
شاعرنا الألق
أ / وليد عارف الرشيد

ألف أهلا بك هنا أيها الحبيب وكل ما تفضلت به من قولٍ وملاحظات
أولها كان القوافى والإصرار على استخدامها نثراً مع العلم ان ذلك يعرقل أحياناً الإبداع والخيال
وأقول لك أيها الحبيب صدقت .. ولكن تعلم أستاذي عندما يقع الكاتب منا تحت وطأة دفقة شعورية شديدة
يصبح منفصلاً عن كلٍ شىء سواها ، فتُنزف من بين انامله كما تشاء وبأى شكلٍ كان ،
أعلم أنها مهما طالت حتماً سيأتي وقت الإنسلاخ منها وتنقيح ما نتج عنها بعد ذلك ..
ولكنى هنا أفرغت وسكبت كل ما فى أوعية تلك الدفقة مباشرة دون تنقيحٍ أو غيره
وقس على ذلك المباشرة الواضحة التى اعترت النص من أوله لآخره
اما عن جو النص وما به من يأسٍ وإحباط وغيرهما فكذلك كنت حينها ..
ولكن سرعان ما تتبخر تلك المشاعر مع الوقت لتعود وتتكثف ثانيةً إلى أخره ..
وبين ذلك وذاك نحيا سائلين الله تخفيفاً ورحمةً وصبرا ..
أشكرك أيها الحبيب على هذا المرور العطر السامق كعادتك
ولا حرمنى الله إياك أبدا وملاحظاتك القيمة القيمة
كن بخيرٍ أيها الحبيب لنكون ..
ولا عدمتك أبدا

كل شىء يحتضر

كل شىء ينتحب

كل شىء يختلف

كل شىء فى ضجر

كل شىء فى قلق

كل شىء فى أرق

كل شىء فى غرق

كرهت العالم المحفوف بالضغينة والرذائل والمخاوف والخطر

سئمت الخلق والأكوان والألوان والعصيان والهذيان والمطر

أبت الحروف تترجم الأفكار والأشعار عندى وتنحّت عنى جانباً .!

فالأن أعلن أننى ما عدت محتاج لها ، ما عدت أبغى حسنها وقبيحها

ما عدت محتاج للزهور والنجوم والأفعال والأسماء والإعراب والسطور والأقلام

ما عاد يشغلنى الهواء ولا الخريف والرماد والغبار والقفار والأسرار والأسقام

ماذا نحصد منكِ أيتها الحقيرة البلهاء غير الألم والندم والتعب والمهانة والمذلة والشقاء

والتزوير والتنفير والتفكير والتشفير والتعنيف والضجر .!

أيا غريبة الأطوار والأنوار والأحجار والأسفار والبحار والمحار مهلاً إننى مازلت فى رحم الشباب ..

أيا سقيمة الأنهار والأقمار والأشعار والأظفار والأحبار والأفكار عذراً إننى ما همنى يوماً بريق متاعك الخلّاب ..

فلِما التجبر والتعثّر والتسلط والتعسّف وانتهاك الأنفس الخضراء بالصِعاب ..؟

ما كنت يوماً شاعرا أو كاتبا كى اُحسن الكتابة والهجاء

إنى وربى أحمد أرجو السلامة و المحبة والسكينة والضياء

لو كان ذنبى أننى من البشر .. فسأسلك الطريق مرغماً إلى الفناء .!

جذبني العنوان..وأحببت لحظة نزقك! هطول ماتع وحرف جميل
محبتي والتقدير‎