|
أمِنَ المصائبِ والأسى أتلوَّعُ |
ويظلُّ قلبي باكياً لا يهجعُ |
أتذكَّرُ الأصحابَ إخوةَ مسجدٍ |
لهمُ وتينُ القلبِ حقًّا تُقطعُ |
تبكي عيوني فارسًا عنها مضى |
تبكي من الهَجْرِ المُخيفِ وتدمعُ |
تبكي الذي احترفَ القتالَ لِحبِّهِ |
يحظى مقامَ الصالحين ويُرفعُ |
ولقد سمعتُ مثالَ صدقٍ قد مضى |
وخبرتُه لو كان نصحٌ ينفعُ |
أنَّ المصائبَ والمآسيَ كلَّها |
قدرٌ جرى مهما اعترى من يجزعُ |
ولقد فهمتُ بأنَّ كلَّ مصيبةٍ |
تخبو وآثارَ المُهاجرِ تتبعُ |
وأنا الذي خبُرَ الحياةَ وغدرَها |
أدري بأنِّي راحلٌ ومودِّعُ |
ولنا اعتبارٌ راسخٌ فيمن مَضَوْا |
بيقينِنا في أنَّهم لن يرجعوا |
كم من رجالٍ كان يُخشى طلعُهالسنا نراها بيننا أو نسمعُ |
كانوا هنا خيرُ الرجالِ وسافروا |
جندٌ إذا عزفَ الرصاصُ نشيدَه |
حثُّوا الخُطى زحفا ولم يتروَّعوا |
طلابُ آخرةٍ بصدقِ إرادةٍ |
هم عن دنايا الأسفلين ترفَّعوا |
أثرٌ لهم في الروحِ يزهرُ شتلُهُ |
وردًا على أرضِ الهوى يتربَّعُ |
دنيا الفراقِ رمت سهامَ وجيعةٍ |
منها القلوبُ بحزنِها تتقطَّعُ |
قل للشهيدِ وكيف يخبو نورُهُ |
إن رابَ دهرٌ أو تمادى مِبضعُ |
صدقًا بليلِ الشوقِ نذكرُ صوتَه |
فالليلُ يحلو والأماني خُشَّعُ |