تلميذتي

تلميذتي

وأراكِ مِن بينِ النساءِ أميرةً وثِمارُ حُسنِكِ تَستثيرُ شَهيّـتي عيناكِ خَجلاوانِ، نَبعُ بَراءةٍ بِهما نداءٌ يَستغيثُ رُجولتي فظننْتُ أنكِ في الغرامِ غَريرةٌ وطَفِقْتُ أحلمُ أن أحوزَ جميلتي واختلتُ كالطاووسِ حَولَكِ مُنشِدًا عَذبَ الكلامِ، شَدوتُ: أنتِ حبيبتي حاصرتُ قلبَكِ بالشِّبَاكِ بخبرةٍ ووَثِـقتُ أني قد أَسَرْتُ طَرِيدتي وغَفَوْتُ أُوهِمُني بِنَصْرٍ ساحقٍ أَخْتالُ في وادي الخَيالِ بِحُنكتي فأنا الذي رَوّاكِ من نَبعِ الهَوَى ومَشَِيْتُ مَعْـكِ على دُروبِ الرَّوعةِ علّمتُ قلبَكِ كيفَ يَخفُقُ لَوعةً وسَرقتُ من عينيكِ طَعْمَ الغَفْوةِ وأَرَيتُ ثَغرَكِ في دُروسِ العشقِ كيـ ـفَ يَظلُّ يَشدو من فُتونِ صَبابتي ونَظَمْتُ مِن دمعاتِ شوقِكِ لُؤلؤا وصَـقَلتُ دُرَّكِ في لَظَى التنهيدةِ ونَهِلتُ من عينيكِ شِعرًا صافيًا وقَطَفْتُ من خَدّيكِ عاطرَ زهرتي وسَكَبتُ في شَفَتيكِ شلالَ ابتساما تٍ، يَبوحُ غِناؤها بمَحبّـتي ووثِقتُ أنكِ قد تَعلّمتِ الجَوَى وثَمِلتُ فَخرًا: هذه تلميذتي وصَحَوتُ أبحثُ عنكِ، لكنْ هالني أنّي وحيدٌ في صحاري وَحدتي أَتُرَى سرابًا كنتُ أسعى خلفَه؟ أم أنتِ وهمٌ راعني في سَكْرتي؟ حَسَنٌ.. رَويدا يا مَكيرةُ.. إنما يَحلو الطِّرادُ لفارسٍ بمهارتي مهما بَدَوْتِ على المَنالِ عَصِيّةً لا شَكَّ أنّي سوفَ أُحكِمُ قَبضتي ورحلتُ، تَحدوني بُحيراتُ السرا بِ إلى دَلالِكِ، والعِنادُ مَطِيَّـتي يَشتدُّ بي عطشي: أسيرُ، يُمِضُّني قيظُ الفلاةِ،: أقولُ إنّكِ واحتي لأَسُوخَ في بَحرِ الرمالِ بِغَفلةٍ والقلبُ يَغرَقُ في جحيمِ شَقاوتي وأراكِ قُربي تَضحكينَ شَماتةً، بِكِ أستغيثُ، فَمَا هُرِعْتِ لنجدتي! وأَهَبْتُ: "ضُميني إليكِ".. فقلتِ: "لا.. سأحبُّ غيرَكَ يَرتَقي لمكانتي"! فنظرتُ مذهولا إليكِ، كأنّما زالَ العَشَا وأراكِ أولَ مَرَّةِ! أأنا الذي سَمَّاكِ غِرَّا قلبُها؟! ومتى بِربِّكِ قد كَبُرتِ صغيرتي؟ هل كنتِ مِصيدةً لمغرورٍ، سَعَى لَهَفًا لأسْرِكِ قَلبُه؟.. يا وَيلَتي! يا خُدعةً مَحبوكةً ما نَالني من حُبِّها إلا جراحُ كرامتي! فالآنَ أشهدُ أنكِ الأنثى التي سَحَرَتْ فؤادي واستَبتْ حُرّيّـتي أنتِ التي بينَ الحِسانِ مَلَكْتِني وغَلَبْـتِني في الحُبِّ يا أستاذتي!

محمد حمدي غانم
5/12/2011

نبض جميل تألق به الكامل
عزفت فيه على كل ألوان الجمال
وأخذتينا في نشوة الحرف البديع
شاعرنا المكرم ...
كنت هنا في حضرة قصيدة لذيذة أشعل قناديل الدهشة
صيغت في قالب بديع من ألق
شكرا لحرف أثملني
وود يليق بأنت
تحيتي... وقلائد ياسمين

بشعرك الجميل جعلتنا نتابع النبض حتى آخر كلمة فيه

باجمل المفردات وارقها واعذب الجمل الشعرية الدالة

حملتنا معك

وبالموسيقى المتابعة دندناها

شكرا للجمال

أ. رنيم مصطفى:
سعدت بكلماتك الجميلة..
شكرا لتقديرك.

أ. محمد ذيب:
أسعدني أن راقك العمل، واستمتعت به.
شكرا لتقديرك.
تحياتي

قصيدة قصة ، وهي قصة تتكرر كثيرا وبأساليب مختلفة ومقاصد متباينة.

النص من حيث البناء جميل بانسيابه وأزعم أن القافية ذهبت ببعض بهاء النص ، وكذل وجود سناد التأسيس في عدد الكبير من الأبيات.

دمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

الشاعر محمد حمدي

قصيدة جميلة ، أمتعتني قراءتها .

تقبل مروري .

ووثِقتُ أنكِ قد تَعلّمتِ الجَوَى = وثَمِلتُ فَخرًا: هذه تلميذتي
وصَحَوتُ أبحثُ عنكِ، لكنْ هالني = أنّي وحيدٌ في صحاري وَحدتي
فالآنَ أشهدُ أنكِ الأنثى التي = سَحَرَتْ فؤادي واستَبتْ حُرّيّـتي
لا بد للقاريء من قطاف يختار فيه أجمل القصيد
وهنا قرأت أجمله

عيناكِ خَجلاوانِ، نَبعُ بَراءةٍ = بِهما نداءٌ يَستغيثُ رُجولتي
هرب بي هذا البيت بجماله من صدمة الجرأة الحسية في سابقه

علّمتُ قلبَكِ كيفَ يَخفُقُ لَوعةً = وسَرقتُ من عينيكِ طَعْمَ الغَفْوةِ
جميل هذا الوصف وصادق من عاشق يصف محبوبة كانت قبله في سكينة

وأَرَيتُ ثَغرَكِ في دُروسِ العشقِ كيـ = ـفَ يَظلُّ يَشدو من فُتونِ صَبابتي
سناد تأسيس القافية يفقد الجرس عذوبته
وقد تكرر في غير بيت من القصيدة
واحتي - شقاوتي - مكانتي - كرامتي - أستاذتي

ونَظَمْتُ مِن دمعاتِ شوقِكِ لُؤلؤا = وصَـقَلتُ دُرَّكِ في لَظَى التنهيدةِ
أليس هذا ترنما بالقسوة ومباهاة؟!

نص شعري جميل بتصاعد قصي للحدث والشعور
وأداء شعري جميل شائق

أهلا بك شاعرنا في واحتك

تحاياي

شكرا لتقديركم أيها الأساتذة الكرام، ونقدكم الجاد للعمل..
قلت مرارا إنني لا أعترف بألف التأسيس ولا ألتزمه، ولا تستاء أذني من ذلك، ولا أجد له أي مبرر أصلا.. يقول عنترة بن شداد في معلقته:
والنَّـاذِرَيْـنِ إِذْ لَم أَلقَهُمَا دَمِـي
قصيدة عنترة كما هو معروف تنتهي بكلمات ليس فيها ألف، مثل (توهم ـ تكلمي ـ الأدهم).. إلخ.
لكنهم يدعون أن هذه الألف ليست ألف تأسيس لأنها جاءت في كلمة أخرى غير التي فيها الروي.. علما بأن موسيقى الشعر لا علاقة لها بالكلمات أساسا، بل بتقسيم التفعيلات!.. في النهاية تلتقط أذن السامع مقطعا يقول (قَهمادمي)، وهذا لا يختلف في شيء عن المقطع (وبخاتَمي)
أنا أرى أن موضوع ألف التأسيس هذه مفتعل من جذوره وهي عندي من قبيل لزوم ما لا يلزم، وتؤدي إلى جعل كلمات القافية كلها من نمط واحد، والأهم من كل هذا أن أذني لا تأبه بالتزام ألف التأسيس هذه من عدمه.. لهذا سأظل أتجاهلها كما تجاهلت كل ما وجه إلي من نقد بخصوصها طيلة السنوات الخمس عشرة الماضية، وهذا ليس لأني لا أستطيع التزامها، فالحمد لله لدي قصائد عدة ألزم نفسي في قوافيها بما لا يلزم، حتى إن قصيدة "أرجوزة عشق" تنتهي كل قوافيها بالمقطع "زينة"، وقصيدة "لك" التزمت فيها الجناس التام في كل زوجين من القافية.
تحياتي