رويدكِ هذا حديث روحي

رويدك ... تذكري يا أنتِ كم غزلت لك الحلم نسيج غوايتي وضممت خيوطه ذات عشقٍ فآثرتِ أن تكوني سجينة هواجسٍ خلف المدى مجحفة الحدود فما عساي أفعل يا هذه الصرخة الممعنة في إيلامي كي أمنحك القدرة على التحليق في سمائي حمامةً وغمامةً ويكون صدري مهبطاً للهفتك وتمسين كما نذرتك ..حلمي المستغرق إغفاءً... على صدر الأمان !!!!!!!

قرأتُ خلسةً في أطراف عينيها الهاربة إلى كهوف الاختباء ...

أن روايةً ما ... تقض مضاجع تأويلها ...

فصبرت وآليتُ على نفسي السكوت ...

لكن قسمات صباحها الآخذة في التكدُّر

أمْعَنَت في كشف عورة خوفها ...

حتى حولني صمتها الموجوع إلى قارئ صمتٍ ...

وأدركتُ أني أكثر رهبةً منها ..

من مواصلة التربص على ضفتي فنجان !!!!!

لأنني زرعت في عينيك أحلامي

وغفوت

مارست في أسفار عينيك

ذاتي

وحيي

وتدويني

فكيف يراودني الدلال

في حرم الجمال

وكل ما في صفحاتكِ ..

من رسمي وتلويني ؟؟؟؟

أطلقتُ ذات شرفة فجرٍ أول فناجينك

كان بطعم طيبتك ونكهة الزعفران

لم أكن أدري أن لفنجانٍ مَرَّ إلى مدائن لهفتي

عبر أنامل عشقك سيكون بهذا المذاق ...

أدمنت عينيكِ قبل البن

وأحببت القهوة السادية السكر

لأنها من متلازمات صباحاتك التي

على ضحواتها أرتب أوراقي ..

وقصائدي ....

وفنجاني !!!!!!!

هَمَسَت بعيد الرشفة الأخيرة في أذني

قبل أن أقلب فنجاني :

لكأنها تمر بك الأشجار الأطلسية ذات تغريبةٍ

تتلو عليك زهراً ...

وتشدو على أفْنانها البلابل لحن عشقٍ

وهناك يا ولدي تحت هطول دمعٍ ...

وقبل أن تستدرك يقين حلمك

تنتهي قبل أن تبدأ الحكاية !!!!!

هنا لكِ أن تمُرِّي على كل فجرٍ بنشوة فنجان ..

هنا يطيب للضوء أن يلقيَ على بخار قهوتكِ التحيَّة

ويوغلَ في النهار ليبشِّر ببهجةٍ أزمعْتِ اعتناقها هذا اليوم ...

وأعْلَنَتْها طلائعُ فتنتكِ

منذ أوَّل رشفة صباح !!!!!!

رويدكِ يا أنتِ ...

ما عاد هذا القلب يفرِّق بين الحلم واليقين ..

وما عادت تعني اختلاجاتُه المسافات

وأمسى الزمنُ والحالُ بين ركام نبضه...

وحدةً لا تعرف التجزُّؤ

أنتِ العامل المشترك الذي ..

أوغلت جذوره في كل معطياتي

أنتِ .. هنا وهناك ....

في الأمس .. واليوم .. وغدًا

حلمٌ بقوام اليقين !!!!!!!

لا تتوقعي سيدتي ... أن أتجاوز كل هذي الشتاءات لأصلك معصومًا عن البلل لا تنتظري أن تلقي رأسك على صدرٍ .. لم تؤرق ترقوة أعلاه ضلالات وحكايا الليل المارق فقط انظري بعين الباحث عن عذرٍ في عمق أروقتي لتري كم أحتفظ لكِ بنابضٍ... يجيد عزفك لحنًا ... وتلاوتك تراتيل عشقٍ لا تهدأ !!!!!

[IMG][/IMG]

ما الخطب ... تقلق هجعةَ أجفاني الظنون ؟؟؟

ولم كل هذا الليل ؟؟

آه .. ما أكثر الليل عندما تمضُّ حكايا سهره لسعات الحنين

وما أبعد خيوط الفجر ... والراحلة بالكاد تسير

ما الخطب ؟؟؟؟

حتى تعاوَرَتْني الدروب إلى صباحات اليقين ؟؟؟؟!!!!

فِي سَفْحِ لَيْلٍ تَمَهَّلَ قُبَيْلَ الرَّحِيْل ...

مَزَجَ أَلْوَانَهُ عَلَى لَوْحَةِ شَوْق

وَجَلَسَ يَسْتَرِيْحُ مِنْ عَنَاءِ السَّاهِرِيْن ...

وَقَفْتُ أَنْتَظِرُ مُلْتَمِسًا إِطْلَالَةَ نَجْمِكِ

الْآخِذِ بِالتَّوَغُّلِ فِي تَجَاوِيْفِ السَّمَاء .

سَهْرَانُ أَنَا ... مُرْتَبِكَ الصُّعُوْد ...

فَهَلْ أَطَالُ وَلَوْ بِرُؤُوْسِ أَنَامِلِ بَصَرِي ...

هاتِهِ الْأَنْوَار ؟؟؟؟