: فروق
“الزلزلة” و”الرجفة”:
أن الرجفة الزلزلة العظيمة، ولهذا يقال: زلزلت الارض زلزلة خفيفة، ولا يقال رجفت الا اذا زلزلت زلزلة شديدة، وسميت زلزلة الساعة رجفة لذلك، ومنه الإرجاف وهو الاخبار باضطراب أمر الرجل، ورجف الشيء اذا اضطرب، يقال: رجفت منه اذا تقلقلت.
اللمس والمس
الفرق بين “اللمس” و”المس”: أن اللمس يكون باليد خاصة ليعرف اللين من الخشونة والحرارة من البرودة، والمس يكون باليد وبالحجر وغير ذلك، ولا يقتضي ان يكون باليد، ولهذا قال تعالى: “مستهم البأساء” وقال: “وإن يمسك الله بضر” ولم يقل: يلمسك.
الرجوع والإياب
الفرق بين “الرجوع” و”الإياب”: ان الإياب هو الرجوع الى منتهى المقصد، والرجوع يكون لذلك ولغيره ألا ترى انه يقال: رجع الى بعض الطريق، ولا يقال: آب الى بعض الطريق، ولكن يقال في العودة الى المنزل، ولهذا قال أهل اللغة: التأويب ان يمضي الرجل في حاجته ثم يعود فيثبت في منزله.
الضيق والحرج
الفرق بين “الضيق” و”الحرج”: ان الحرج ضيق لا منفذ فيه، مأخوذ من الحرجة وهي الشجر الملتف حتى لا يمكن الدخول فيه ولا الخروج منه، ولهذا جاء بمعنى الشك في قوله تعالى: “ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت” أي شكا لأن الشاك في الأمر لا ينفذ فيه، ومثله: “فلا يكن في صدرك حرج منه”.
السكب والصب
الفرق بين “السكب” و”الصب” و”السفُوح” و”الهُمول”: ان السكب هو الصب المتتابع، ولهذا يقال: فرس سكب إذا كان يتابع الجري ولا يقطعه، ومنه قوله تعالى: “وماء مسكوب” لأنه دائم لا ينقطع، والصب يكون دفعة واحدة، ولهذا يقال: صبه في القالب، ولا يقال: سكبه فيه، لأن ما يصب في القالب يصب دفعة واحدة، والسفوح اندفاع الشيء السائل وسرعة جريانه، ولهذا قيل دم مسفوح لأن الدم يخرج من العرق خروجا سريعا، والهمول يفيد ان الهامل يذهب كل مذهب من غير مانع، ولهذا قيل: أهملت المواشي اذا تركتها بلا راع، فهي تذهب حيث تشاء بلا مانع.
الحبور والجَذَلِ
أن الجذل هو السرور الثابت مأخوذ من قولك: جاذل أي منتصب ثابت لا يبرح مكانه، وجذْلُ كل شيءٍ: أصله، ورجل جَذْلانُ، ولا يقال جاذل إلا ضرورة، أما الحبور فهو النعمة الحسنة من قولك: حَبَرْتُ الثوب إذا حسنته، وفسر قوله تعالى: “في روضةٍ يُحْبَرُونَ” أي ينعمون، وإنما يسمى السرور حبوراً لأنه يكون مع النعمة الحسنة.
الهم والغم
الفرق بين “الهم والغم”: أن الهمّ هو الفكر في إزالة المكروه واجتلاب المحبوب، وليس هو من الغم في شيء، ألا ترى أنك تقول لصاحبك: اهْتَم بحاجتي، ولا يصح أن تقول: اغتمّ بها، والغمّ معنى ينقبض القلب معه ويكون لوقوع ضرر قد كان، أو توقع ضرر يكون أو يتوهمه، وقد سمي الحزن الذي تطول مدته حتى يذيب البدن: هماً، واشتقاقه من قولك انّهَم الشحم إذا ذاب وهَمهُ إذا أذابه.
الحزن والكرب
الفرق بين “الحُزْنِ” والكَرْبِ”: أن الحزن تكاثف الغم وغلظه، مأخوذة من الأرض الحَزْنِ وهي الغليظة الصلبة، والكرب تكاثف الغم مع ضيق الصدر، ولهذا يقال لليوم الحار: يوم كرب لأنه يؤدي الى ضيق الصدر، وقد كُرِبَ الرجل وهو مكروب، وقد كَرَبَهُ إذا غمه وضَيقَ صدره.
الكآبة والحزن :
الفرق بين “الحُزْنِ” و”الكآبةِ”: أن الكآبة أثر الحزن البادي على الوجه ومن ثم يقال: عَلَتْهُ كآبة ولا يقال: علاه حزن أو كرب، لأن الحزن لا يرى ولكن دلالاته على الوجه. وتلك الدلالات تسمى كآبة.
الحسرة والأسف
الحَسْرَةِ والأسفِ:
أن الحسرة غمّ يتجدد لفوت فائدة فليس كل غم حسرة، والأسف حسرة معها غضب أو غيظ، والآسف: الغضبان المتلهف على الشيء ثم كثر ذلك حتى جاء في معنى الغضب وحده في قوله تعالى: “فلما آسفونا انتقمنا منهم” أي أغضبونا.
الحُزْنِ والبَث
أن قولنا: “الحزن” يفيد غِلَظَ الهم، وقولنا “البث” يفيد أنه يَنْبَث ولا ينكتم، من قولك: أبْثَثْتُهُ ما عندي، وبَثَثْتُهُ إذا أعلمته إياه. وأصل الكلمة كثرة التفريق، ومنه قوله تعالى: “كاَلْفَرَاشِ المَبْثُوثِ”.