أرض الكنانة
أَرْضُ الكـنـانـةِ فـجَّـرَتْ يَنْبُوعَـها
والـغَـيـبُ شـقَّ حِـجـَابَه فرسانُها
جـيـلُ الـكـرامـةِ أخْرَجَتْهُ عُصَارةٌ
مِنْ كُلِّ عَصْرٍ قَدْ حَوَى تاريخُـها
جـيـلٌ تَـشَـرَّبَ ألـفَ ألـفَ مَـزِيَّــةٍ
مِمَّـا أفَـاضَ الـنـيـلُ بينَ ربُوعِها
وتَـخَـلَّـلَـتْ روحُ الإبــاءِ ضُلُـوعَه
واسْـتَـنْـهَـضَـتْ عَزَمَـاتِـه رَيانُها
هــذى الـبسـيـطة زُلْزِلَتْ زِلْـزَالَها
مـوتـورةٌ قــد أخْـرَجَـتْ أثْـقَـالَها
وكـذا الـسـمـاءُ تَـفَـتَّـحَـتْ أبـوابُـها
تَسَّاقَطُ الأهـوالُ تحت رعــودِها
الـمـزنُ تمطـرُ فى السماءِ أُسودَها
والأرضُ تَـدْفَـعُ كالـسهامِ لُيوثَها
طـوفـانُ نــوحٍ عــاد بـعـد مـسـافةٍ
يُـرسِـى ويُـثْـبـتُ لـلـعـدالةِ كفَّـها
غـرقت عروش البغى رغم عُلُّوِها
والمـوجُ يطْـغَى كالجـبالِ يزيلُها
والله فـــــوق عــبـادِه هــو قــاهـــرٌ
وبـعـيـنـهِ فَــوْقَ المـيـاهِ سـفـينُها
حَفِظَ الـشـبـيـبـةَ والـشـبـابَ وفـيـلقاً
سَلَكُوا على الفُـلْكِ الأمين أمينَها
الـفـيـلـقُ الـجـبـارُ كــــان سـفـيـنـةً
تحمى الحـياةَ وحُمِّـلَتْ أركـانَـها
حَـمَـلَ الـكـنـانـةَ حـامـياً يجرى بها
فوق الـخـطـوبِ مُلاقـياً أهْوَالَها
حتَّى استوتْ فوق السلامةِ واعتَلتْ
أُفْــقَ الأمـــانِ أقـلَّـهـا جُـودِيُــها
يـا رب حـمـداً مــن عـبـادِك بعدما
سدَّدتَ مَـنَّـاً لـلـكـنـانـةِ خـطـوَها
وقــل الـلـهـم مـالـك الـمـلـك الـذى
تُـؤْتِـى وتَـنْـزِعُ مـا لغيرك مثلُها
كـــم مـــرة تُـلِـيَـتْ بـغـيـر رَويَّــةٍ
الآن بـعـد الـنـزعِ نُـدْرِكُ فَهْـمَها
هَــيِّــأْ لـمـصـر ولـلـعـروبة حاكماً
عــدْلاً مـن الفاروق فـيـه تَـشَبُّها
ولِـحَـوْذَةِ الإســلام يــرفــعُ رايــةً
ويعيـدُ للأوطـانِ سـالـفَ عِـزِّها
ويرد للزيتون مَرْبَعَ خيرِه
ولـبَـاحـةِ الأقـصى يَخِفُّ محبُّها
هبت رياحُ النصر نعرف نسمَها
شمس العدا نحو المغيب أفولُها
الله أكبر بشرياتُ نبينِا
متتابعاتٌ بعدَ أولِ غَيْثِها
صِنْديدَ مصر وعُنْفوانَ شبابِها
قُودوا إلى الجناتِ حىَّ شهيدِها
واسترجعوا العزَّ التليدَ وأمَّةً
هى خيرُ من للناس أخرج ربُها
أحمد محمد عراقى