أنثى لا تعرفونها..
شعر/ مختار محرم
أَعْرِفُ أُنْثَى ..
أَبْحَثُ عَنْهَا كُلَّ مَسَاءْ
أَسْأَلُ عَنْهَا كُلَّ نِدَاءْ
أَنْثُرُهَا عِطْرًا أَزَلِيًّا
يَمْلَأُ بِالْحُبِّ الْأَجْوَاء
...
أَعْرِفُ أُنْثَى
فِيْهَا كُلُّ نِسَاءِ الْكَون
كُلُّ صَبَاحٍ وَلَهَا وَجْهٌ
كُلُّ مَسَاءٍ وَلَهَا لَوْن
أَعْرِفُ مِنْ وَطَنِي سَيِّدَةً
تَغْلِبُ
كُلَّ نِسَاءِ الْكَون
...
أَعْرِفُ أُنْثَى
سَلَّمتُ لَهَا طَوْعًا نَفْسِي
وَنَسِيتُ بِلُقْيَاهَا يَأْسِي
صِرَتُ لَهَا مَمْلُوكًا أَعْشَقُ
فِي دُنْيَاهَا رَوْعَةَ حَبْسِي
حِيْنَ أَرَاهَا أَنْسَى وَجَعِي
وَإِذَا غَابَتْ أَذْكُرُ بُؤْسِي
كُنْتُ أُنَاجِيْهَا فِي هَمْسِي ..
وَتُكَلِّمُنِي
لَكِنِّي فِي سَاعَة نَحْس
ضَيَّعْتُ طَرِيقِي هَا أَنَا ذَا
أَبْحَثُ عَنْهَا
فِي يَوْمِي
أَبْحَثُ فِي أَمْسِي
...
أَعْرِفُ مِنْ بَلَدِي سَاحِرَةً
تَبْدُو مِثْلَ الْغَجَرِيَّاتْ
تَسْكُنُ فِي أَقْصَى الْغَابَات
فِي الْآَفَاقِ
وَفِي الْأَرْصِفَةِ وَفِي الطُّرُقَاتْ
فِي الْأَيَّامِ وَفِي الْأَحْلَام وَفَوقَ جِبَالِ البُنِّ
الْمُزهِرِ عِشْقًا.. فِي وِديَانِ الْقَات
فِي الصَّمْتِ النَّاطِقِ فِي لُغَتِي
فِي حَرْفٍ يَصْنَعُ أَبْيَات
جَعَلَتْنِي فِي بَحْثِي عَنْهَا
أَسْبُرُ أَغْوَارَ النَّجْمَات
وَأُحَيِّرُهَا بِكِتَابَاتِي
وَأُحَيِّرُ فِيْهَا الْكَلِمَات
أَعْرِفُ سَاحِرَةً مِن وَطَنِي
تَجْعَلُنِي أَرْحَلُ فِي الْمَاضِي
وَأُسَافِرُ وَحْدِي فِي الْآَت
وَأَمُوتُ وَفِي قَلْبِي ظَمَاٌ
لِلحُبِّ
لِأَحْلَى اللَحَظَات..
أَعْرِفُ سَيِّدَةً فِي بَلَدِي
جَمَعَت أَوْصَافَ الْمَلِكَات
لَبِسَت إِبْهَارَ الْمَلِكَات
أَخَذَتنِي فِي لَحْظَةِ حُبٍّ
زَرَعَتْنِي فَوْقَ الْغَيْمَات
قَطَفَتْ مِنْ أَشْعَارِي وَرْدًا
أَهْدَتْنِي بَاقَةَ آَهَات
أَنْسَتْنِي نَفْسِي وَحياتي..
فَنَسِيتُ مَعَانِي الكَلِمَات
أَعْرِفُهَا لَكِنِّي حَقًّا
لَا أَعْرِفُهَا
يَبْدُو أَنَّ القَلْبَ الصَّابِرَ
فِي رِحْلَةِ أَحْزَانِي مَاتْ
أَعْرِفُ أُنْثَى
أَتَلَاشَى بَيْنَ ثَنَايَاهَا
أَتَكَسَّرُ شَوْقًا وَحَنِينًا حِيْنَ أَرَاهَا
لَمْ يَعْرِفْ قَلْبِي إِلَّاهَا
لَمْ يَعْرِفْ دَمْعِي إِلَّاهَا
لَمْ أَحْلُمْ يَوْمًا بِسِوَاهَا
أُنْثَى.. لَا أَتَذَكَّرُ أَنِّي رَجُلٌ إِلَّا عِنْدَ لِقَاهَا
سَأَعِيشُ أُلَمْلِمُ أَحْزَانِي
لِأَخُطَّ قَصَائِدَ سَلْوَاهَا
وَأَعِيشُ أُمَازِجُ أَلْوَانِي
كَي أَصْنَعَ تَاجًا فِضِيًّا
يَمْلَأُ بِالرَّوعَةِ دُنْيَاهَا
وَأَعِيشُ أُلَمْلِمُ آَهَاتِي
كَيْ تُصْبِحَ لَحْنًا سِحْرِيًّا
تُنْشِدُهُ فَرَحًا شَفَتَاهَا
غَايَةُ أَحْلَامِي لُقْيَاهَا
لِأَقُول لَهَا
أَنِّي مُنْذُ ولِدتُّ وَحَتَّى
يَوْمِي وَمَمَاتِي
أَهْوَاهَا