|
زفَّ الرّحـــيلُ بنا فاعْـجَـلْ فقَـدْ أَزِفُــــوا |
واخْـلعْ رداءً ثَــــوَى في طـيّــــهِ الأسَـــفُ |
والْـحَـقْ بركْبٍ سَرَوْا خَفّـتْ حَمائلُهُـمْ |
فسَابَقُوا الخَطوَ قصّاً خلْـــفَ مَــــنْ سَـلفُوا |
وألقَـوُا الحِـمْلَ خوْفا أن يَــــــــكُونَ بـهِ |
نكْـبٌ عَـن البَارِقِ الغُــِــــــرّ الذي كَـشَـفُوا |
نورٌ سَنا فسَـرى الكَـوْنُ الفـســيحُ بـــهِ |
يجْلُـو عَـوَارضَ سَالتْ شمْـسُها تَـِــــــرفُ |
وسَلَّ خـيْطَ الدُّجَى منْ أصْــل مَنبــــتِهِ |
فأَشْـــرَقَـــتْ خَـلْـــــفَـهُ أَشْعَـــابُـــهُ تَــــِزفُ |
مُحَـمَّـدٌ فــــي ضَـِميـِر الغَـيْـبِ صَـــوَّرَهُ |
ربٌّ كَــــــريمٌ وَهـامَـتْ بِٱسْـمِهِ النُّــــــــطَفُ |
أليْـسَ آدَمُـــنا والأُمُّ شَـــرْقَــــــــــــــتَهُ |
وَذَا الْأنَاسِــــيُّ والأَسْــــــــــلافُ والخَـــلَفُ |
والعَـــرْشُ والمَاءُ والكُـرسيُّ مُسْتوياً |
والنَّارُ والحَـــوْضُ والفــرْدَوْسُ تَــــــزْدَلفُ |
وآيَةُ النُّــورِ كَــمْ بالنُّـــــــورِ شَاهِــــدَةٌ |
هُـوَ السّـــــــــراجُ مِنَ الْـِمشْــكَاةِ يَــــلتحِفُ |
إنْ يُذكَـــِر اللَّـهُ كُـــــــــنْتَ أنْـــتَ تَالِـيَهُ |
اَلطَّاعَـة الفـرْضُ والإشْهَادُ يَـــــــــنْعَـــطفُ |
والمُعْجـزاتُ الِبـــــــهَارُ مــنْـك بالـــغَةٌ |
فيْـضُ الحِجَا مـــــــــنْ سَنا فِـيهِـنَّ ينْكَشفُ |
فالْجذعُ حَـنَّ وبَثَّ الفحْـلُ شَكْـــــوَتَــــهُ |
والبَدْرُ شُـقَّ وَأفـشَـتْ سِــــــــرَّها الكَــــتفُ |
وسَـلْـسَــلَ المَاءُ نبْـــعاً منْ أصَابــــعِهِ |
صَـــوْبُ السّحَاب عَــلى هَمْسِ الثّرَى يَكِفُ |
وٱلقـوْمُ منْ بيْن صَـاغٍ ثَـــابَ راشِـــدُهُ |
صدْقَ الهُدَى ورضَــــــى الرّحْمانِ يَغْـتَرفُ |
ومُنْــِكـرٍ بَاسِـطٍ كَــــــفَّ الأَذَى سَـــفَهاً |
وناظِــرينَ عَـــــلَى حَـــرْفِ الرَّدَى وقَــــفُوا |
وقَـفْتَ فيهــمْ بَشِــــيراً بالصَّفَا صَـــدِعاً |
وَتُـنْـِذرُ الْجَـمْعَ خيْــــلاً خلْـفَهُـمْ عَـــكَــــفُوا |
فصَاحَ صَوْتُ نَعِـيبٍ منْ لَــظَى لَهَــــــبٍ |
تَبّاً، لهذا!؟ وَهاجُـــوا ثُـــــمَّـتَ انْـصَــرَفُـوا |
فسامَـهُ اللهُ وَيْـــــــــلَاتٍ تُــــــــلاحِــــقُهُ |
دَعّــاً إلى النَّارِ والحَـــــمَّالــــةُ الصَّــلِـــفُ |
تـرَكْـتَ داراً أوَتْـــكَ سَـــاجـــــداً وبِــهَا |
قَـــــوَاعِــدُ البَـيْتِ مُـنْـذُ الرَّافِـــعُ الحَــــنِـفُ |
وخُضْتَـهُمْ بالدُّجى تَحْثُـو التُّـرَابَ لهُـــمْ |
ودُونَ أبْصَارهـــمْ مــــنْ غَــشْـِيهمْ سُــجُفُ |
والغارُ جَــاوَرْتَهُ والْــقَــوْمُ قــدْ كَـِلــبُوا |
وبِـتَّ تَــــــدْعُــــوهُ والصِّــدِّيـــــقُ يَـرْتــجفُ |
والثّالــثُ اللهُ، أغْــــــشــاهُ سَكيــنَــــتَهُ |
وأنْزلَ المَـــلَـــكَ الأَبْــــــــرارَ تَــــــرْتَـــــدِفُ |
حتّى احْـتَوَتْــكَ قُـلُوبٌ شــــاقَــهَا أمَـــلٌ |
فاضتْ بهِ بَـيْعَــةُ التّأْيِـــيــــدِ إِذْ حَـــــلَــــفُوا |
ليَـنْصُـرُنَّ النّـــــبيَّ وَالنُّـــــفُــوسُ لــــهُ |
والمَالُ بَذلٌ، فـــــــــلا مِـــيلٌ ولا كُــــــشُفُ |
وهاجَـرَ الصَّحْبُ فاسْتَـــوَتْ أُخُــــوَّتُهُمْ |
وقاسَـــمُوهُمْ وآثَــــــــــرُوا لِـــــمَا عَـــرَفُوا |
واسْتَـنْـفـــرُوا هِــــمَماً، أَتْـبَعْـــتَهُمْ سَبَباً |
عِــــزُّ الرّجالِ عَـــــــلى أطـــرَافِهِ يَـــقِـفُ |
فاسْتَنْجَزوا رغَباً وعْــدَ السّمَاءِ رضــًى |
حتّى إذا فَـتَــقُـوا فجْــــــــرَ الدّجَى أنِــفُوا |
رَأَوْكَ عــــنْـدَ البَــقــــــيعِ زائراً حَــــِزناً |
تَهْــفُو لأَهْــــلٍ بعَـــــيْــنٍ دَمْــــــعُهَا ذَرِفُ |
إخْوانُـكَ المُؤْمنُــــــونَ منْ ظهُـــورهِـمُ |
ومَا رَأوْكَ، وَلــــكِــنْ كُـــــلُّــــهُمْ هَـــتَـــفوا |
والقَـلْبُ بالـبشْـِر قـدْ أَنَارَ مــنْ وَلـــــــهٍ |
وألسُـنُ الذِّكْـِر تسْـــــــــتَهْـدي بمَا وصَـفُوا |
أنْـتَ النّبــيُّ سَــــــرَتْ فـينَا مَـحَـــبَّــــــــتُهُ |
بالْهَـــدْيِ نَـــسْعَـدُ وانْــــــتسَابُــنَا شَــرَفُ |
صَــلّى عَـليْكَ الإلـــــهُ مَا جــــــرَى قَــلَمٌ |
سِـرُّ الحُـــرُوفِ بهِ مِــــــفتـاحُــها الألِـــفُ |
ومَا سُـــــطُـورٌ بحَــمْــــدِ اللهِ ناطِـــــــــقَةٌ |
ومَا حُـــــــرُوفٌ بعِــلْــمِ اللهِ تَــــأتَـــــــــــلِـفُ |