ليتني مليون شاعرْ
كي أهزّ الكون من فيض
المعاني و الأماني
و المشاعرْ
أحمل النّيران في
صدر الشّراعْ
و القوافي الحارقة
و الحروف المارقة
في قلب ثائرْ
هادراً كالموج
في وجه الرّدى
صارخاً كالرّعد
في زيف الصّدى
موغلاً في الموت
جرحاً لا يحاذرْ
ما اقتنى الأوهام
أو ظنّ الخداع
يوقظ الأموات و الأجداث
من عتم المقابرْ
ذوّب الآلام و الأوجاع
في منفى الضّياع
طاف بالأحلام
أنصال الخناجرْ
ما انحنى للرّيح للأقزام
لم يحملْ يراعْ
في مقاهي العهر
و الوعّاظ و الأقنانِ
يوماً لم يُتاجرْ
ليتني مليون شاعرْ
مؤمنا ًبالغيث
إن غاب السحاب
غارزا في الروح
آهات الحرابْ
أرفع الرّايات في
الأرض الخرابْ
أخرجُ الإعصار
من بين المعابرْ
من مواقيت انتفاضات
الحناجرْ
و المآقي و الضمائرْ
ليتني مليون شاعر
في سماء الوجدِ
أعلو مثل ألف
ألف طائرْ
طاف بالألحان و الأشواق
صحراء القلوبْ
مودعاً في عقمها
خصب البيادرْ
ينثر الأنغام في
بؤس الدروبْ
يزرع الأوتار في
صخر المحاجرْ
يكتوي بالوجد جمراً
لا يذوبْ
في أتون الروح
باقٍ لا يغادرْ
أنسجُ الأشعار من
وجدان قلبٍ لا يؤوبْ
لن يتوبْ
من ترانيم السواقي
من تراتيل الروابي
من ملاذ الشمس
في حضن الغروبْ
من ربيع العشق
في بوح الظفائرْ
من تقاسيم الوجوه المتعبة
فوق أرض الكادحين الطّيبة
في انتظار الفجر
يأتي بالبشائرْ
ليتني مليون شاعرْ
أحمل البركان
و الطوفان
و الإيمان
و الريحان
و الإنسان
في قلبي مشاعرْ