لمن رَسَمتْ ثغرَها؟ لمن رَسَمتْ ثغرَها يا تُرى؟ سألتُ فردَّ عليَّ البنفسجُ مرتدياً ثوبه الأخضرا وساءَلني العطرُ والأقحوان "أيستاذنُ الغيمُ كي يمطِرا" لمن رَسَمَتْهُ؟ فإن كان لي تألقتُ في الشوقِ مستبشرا وإن كان لي طرتُ بين النجومِ لتحملَ قلبي الذي أبحرا أنا والفـَراشُ الذي في فؤادي نحلّقُ من غيرِ أن نشعرا كأن الدروبَ جميعاً تسيرُ إليها، ويضحكُ وجه الثرى كأني تخيلتُ في الثغرِ كأساً وروحيَ تشتاقُ أن تسكَرا لثمتُ الشفاهَ، فأينعَ عمري وأصبحَ في لحظةٍ مثمرا ودرتُ عليها، وأركانها ترش الرياحينَ والسّـُكرا فعندَ التقاء الشفاهِ، كطفلٍ قطفتُ السفرجلَ والعنبرا لمن رتبتْ ثغرها؟ أخبروني فكم أعشقُ المبسمَ الأحمرا وكم أعشقُ الوجه إذ ضمّهُ كوجه المجرةِ إن أقمرا تتبعتُ روعةَ أنواره ولملمتُ من حسنه المرمرا ولا زلتُ أسألُ في نشوةٍ لمن رسمتْ ثغرها يا ترى؟