غُرْبَةٌ
فِي مَوْطِنِي أَنَا غَرِيب
فِي بَلْدَتِي أَنَا غَرِيْب
فِي مَنْزِلِي أَنَا غَرِيْب
حَتَّى الهَوَى فِي دَاخِلِي
أَضْحَى غَرِيْب
حَتَّى المُنَى فِي خَاطِرِي
صَارَتْ تَغِيْب
وَإِنْ أَنَا نَادَيْتُهَا
وَإِنْ أَنَا طَارَدْتُهَا
ظَلَّتْ تَغِيْب
وَلَا تُجِيْب
* * * *
أَنَا الحَبِيْب
أَنَا الذِي أَرَى الزَّمَانَ فِيْكِ
وَأَرْتَوِي طِيْبَ الحَيَاةِ مِنْ كَفَّيْكِ
وَأَشْتَهِي
وَأَشْتَهِي
ضَمَّ المَكَانِ بَيْنَ مُقْلَتَيْكِ
أَمِيْرَتِي أَنْتِ التِي لَاطَفْتُهَا
وَأَنْتِ أَنْتِ مَنْ سَامَرْتُهَا
وَأَنْتِ كَأْسٌ مِنْ جِمِالٍ قَدْ عَاقَرْتُهَا
وَأَنْتِ يَا إِلْفَاً . . وَقَدْ أَلِفْتُهَا
وَأَنْتِ . . أَنْتِ
بَلْ
وَكُلُّ شَيْءٍ أَنْتِ
تَمُوْجُ بِي الحَيَاةُ فَي صِرَاعِهَا
وَتَمْتَطِي صَهْوَ الخَرَابِ فِي نِزَالِهَا
وَتَصْطَلِي جَمْرَ الفِرَاقِ فِي مَآلِهَا
وَلا أَرَى الأَمَانَ فِي وِصَالِهَا
حَيَاتُنَا رَهْنٌ ؛ وَقَلْبُكِ رِهَانُهَا
وَلا حَيَاةَ إِلَّا فِي ظِلَالِهِ
وَلا نَجَاةَ إِلَّا فِي نَوَالِهِ
وَلا يَقِيْنَ إِلَّا فِي أَعْمَاقِهِ
أُرِيْدُهُ
حَتَّى يَقُوْلَ الكَّوْنُ :
ذَا حَبَيْبُهُ
عَشِيْقُهُ
أَسِيْرُهُ
لا بَلْ
قَتِيْلُهُ
هَذَا الذِي قَدْ سَطَّرَ الجَمَالَ فِي قِصَيْدِهِ
وَلَوَّنَ اللَّوْحَاتِ مِنْ بَدِيْعِهِ
وَشَكَّلَ الأَجْنَاسَ فِي تَجْسِيْدِهِ
قَدْ ضَاعَ فِي أَنِيْنِهِ
وَتَاهَ بَيْنَ عِشْقِهِ وَمَنْطِقِه
وَلَمْ يُرِدْ سِوَى الحَيَاةِ قُرْبَ أُنْسِه
وَلا تَكُونُ غُرْبَةٌ فِي مَنْزِلِه
وِلا تَكُونُ غُرْبَةٌ فِي مَنْزِلِه
باسم الجرفالي
19 / 3 / 1433هـ