هَمسَةٌ فِي أُذنِك...
أخي الغالي... أختي الغالية:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
أعلم أن مشاغل الدراسة وهموم العمل قد لا تبقي لك وقتاً ولا تذر، لكني أرجو أن تسمح لي من وقتك دقائق فقط لقراءة هذه الأسطر التي ما صدرت إلا من قلب محبٍ لا يرجو لك إلا الخير... ولأهمية الموضوع أسمح لنفسي أن أختلس منك 3 دقائق تستغرقها قراءة هذه الأسطر علَّها تصل إلى قلبك المضيء بأنوار الإيمان...
حديثي إليك عن هذا الضيف الغالي والزائر الكريم الذي يحمل معه كماً هائلاً من الهدايا والجوائز، أرجو الله أن يكون لك منها أوفر الحظ والنصيب، ثم يرحل عنّا بعد أن يفرغ ما في جعبته، ولن يعود إلا بعد سنة!!!
إنَّه والله أفضل الشهور وأعظمها عند الله، هو شهر رمضان المبارك...
جوائزه: رحمة ومغفرة من الله، وعتق من النار... وحسنات لا تعد ولا تحصى...
أخي الحبيب... أختي الغالية:
عن أبي ذر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال:
"الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر" – رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
إذاً هذه فرصتنا جميعاً ليغفر لنا الله ما تقدم من ذنوبنا وما تأخر...
هي فرصة قد لا ندركها مرة أخرى – بارك الله في أعمار الجميع...
واسمع إلى ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صُفِّدَت الشياطين ومَرَدَة الجِن، وغُلِّقَت أبواب النار فلم يُفتح منها باب، وفُتِّحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة" - رواه الترمذي وابن ماجه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فقال: "آمين، آمين، آمين" فقيل: يا رسول الله، إنك صعدت المنبر فقلت: آمين، آمين، آمين؟ فقال: "إن جبرائيل عليه السلام أتاني فقال: من أدركه شهر رمضان فلم يغفر له فدخل النار فأبعده الله قل: آمين، فقلت: آمين..." - رواه أحمد.
أخي!! أختي!!
إذاً، فإمَّا أن نقبل على الله فنُكتب عنده من أهل الجنة، وإمَّا أن نأبى فنُكتب من أهل النار والعياذ بالله...
فأين أنت؟!! وأي الفريقين تختار؟!! فريق الجنة والنعيم أم فريق السعير والجحيم؟!!
لا تقل كما يقول البعض: عصيتُ الله كثيراً وأسرفتُ على نفسي بالذنوب، فكيف يغفر الله لي الذنوب والخطايا؟!!
أخي!! أختي!!
لمَ الخوف وعندنا القول الفصل من الرَّحمن الرَّحيم: "قُلْ يَاعِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"...
ثم تأمل هذه البشرى من ربك الغفور الرحيم: "إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً".
فما رأيك أن يبدل الله سيئاتك حسنات؟!! الله أكبر!
فرصةٌ والله لا تُقدر بثمن!
أخي الغالي... أختي الغالية:
الطريق أمامك سهل، لكنه بحاجة إلى عزم منك على التوبة... وتأكد بأن الله لا شك يفرح لتوبتك فتقرّب إليه شبراً يتقرب منك ذراعاً... كيف لا وهو القائل في القرآن الكريم: "وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ"...
وللحديث بقية بإذن الله...