مآخذ اعتماد القصة في تدريس التربية الإسلامية
إن القصة وسيلة مؤثرة في بث المعلومات، وقد استخدمها الله تعالى في قرآنه العظيم، وكذلك استخدمها رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم في أحاديثه الشريفة، وكذلك السلف.
لكن أيعني هذا أنها مفيدة في كل سياق؟ وإذا كانت مفيدة فهل الإفادة مطلقة أم مقيدة بشروط؟
إن المتتبع لمناهج التعليم في فروع اللغة العربية والتربية الإسلامية يلحظ أن سرد المقررات في صورة قصص لها شخصية رئيسة في كل وحدة من وحدات الكتب، ويغلب عنصر الحوار، وتأتي المعلومات المرادة في ثنايا ذلك- بات أمرا مقررا واقعا منذ سنوات.
وهذا الأسلوب له مزايا وله سلبيات، لكن سلبياته في مقام التعليم المباشر أكثر من إيجابياته؛ لأنه يهمش ما لا ينبغي تهميشه، وقد لا يلتفت التلميذ إلى المطلوب في غمرة انشغاله بالحوار والتعبيرات التمهيدية له.
ولن أستطرد في ذلك هنا؛ فإن ما يلزمني هنا الإشارة إلى التربية الإسلامية التي أجحف بها هذه الوسيلة.
كيف؟
لقد باتت الموضوعات الدينية مقالات قصصية أو مقالات نثرية يغلب عليها أسلوب الكاتب، وأصبحت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وأعلام التاريخ الإسلامي وغير ذلك من قيم تقصد قصدا ذاتيا مدرجة في ثنايا الموضوع إدارجا لا يصرف إليها انتباه التلميذ؛ مما يجعل تأثيرها قليلا إن لم يكن منعدما.
والأصل في التربية الإسلامية كما يعي كل ذي بصر وبصيرة القرآن الكريم والحديث الشريف وبقية أدلة الشرع الإسلامي التي نأخذ منها جزئيات التشريع الإسلامي وكلياته، وإن تهميش الأصل يؤدي إلى تأصيل الفرع؛ مما يجعل الأمور منحرفة عن جادة الصواب والحق.
وهذا لا ييسر الأمر على المعلم الذي يحاول تصحيح المسار بالبدء بالآية والحديث مهما كان موضعهما في الموضوع، والوقوف معهما والإثراء بإيراد آيات وأحاديث أخر تتصل بالموضوع؛ مما يجعله يهمل الكلام النثري المؤلف أو يكاد لضيق الوقت.
وهذا من شأنه أن يجعل المعلم الواعي ضد المقرر، وإن التعليم والتربية مجالان تتكامل فيهما الأدوات التربوية من مقرر ومعلم ووسائل ولا تتعاند.