ذكر علماء اللغة وجود فارق معنوي بين كلمة مَيْتٌّ - بتسكين الياء - و كلمة مَيِّتٌّ - بكسر الياء و تشديدها - حيث ذهبوا إلى أن المَيْتُ هو الذي ماتَ فعلا,
أما المَيِّتُ فيراد منه الذي لم يَمُتْ الآن, ولكنه سيموت مستقبلا, وقد ورد ذلك في اللسان والتاج.
وقال علماء آخرون أن مَيِّتٌ يصلح لِما قد ماتَ ولِما سَيَمُوت,
فقد أورد صاحب اللسان عن الزجاج
" المَيْتُ المَيِّتُ بالتشديد إِلاَّ أَنه يخفف يقال مَيْتٌ ومَيِّتٌ والمعنى واحد."
وقد استشهد علماء اللغة في ذلك بقول الشاعر عِدىُّ بنُ الرَّعْلاءِ :
لَيْسَ منْ ماتَ فاسْتَراحَ بِمَيْت ... إِنّما المَيْتُ مَيِّتُ الأَحْياءِ
إِنَّما المَيْتُ من يَعِيشُ شَقِيّاً ... كاسِفاً بالُه قليلَ الرَّجاءِ
فأُنَاسٌ يُمَصَّصُون ثِماداً ... وأُناسٌ حُلُوقُهم في الماءِ
في البيتِ الأَوّل سَوّى الشاعر بينْهَمُا في المعنى.
وكذلك قول الشاعر :
أَلا يَا لَيْتَنِي والمَرْءُ مَيْتُ ... وما يُغْنِى عن الحَدَثانِ لَيْتُ
حيث جَعلَ المَيْتَ المُخَفَّفَ للحَيِّ الذي لم يَمُتْ
.
والله أعلم