أبجدية عشقك يا عدن

قال الشعراء في أبجديّة الأوطان صنعاء – اليمن:
خذني إلى روضةٍ خذني إلى عدنٍ
لأنتشي سحرها فالحُسنُ سوّاها

ولأنّني عدنيّة حتّى النُّخاع
كتبتها أبجدية عشقاً بعدن

أبجدية عشقك يا عدن

أَقبِلْ أيا صُبحُ واغمِر منكَ مَغْناها
على (المُعلّا) هوى يسري بميناها

بانتْ طلائعُ شمّـــاءٍ بنافذتي
(شَمسَانُ) رسغٌ لنورٍ لفَّ علياها

تلوتُ في (خُورِمَكْسَرْ) همسَ نافلةٍ
شهلاءَ .. سبَّحَها بحرٌ وصلّاها

ثالـوثُ نفسٍ وروحٍ، في عزاءِ دمٍ
غنّى .. فناغى (غديرَ) الموجُ صبّاها

جنائنُ العشقِ تزهو في طبيعتها
سفينها أجبُلٌ، في البحر مرساها

(حُقّاتُ) يا واحةً للحسنِ ما فَتِئتْ
عند الدّلوكِ شموسُ اللهِ تغشاها

خذني إلى (صيرةٍ) خذني إلى (عدني)
خذني إلى حيثُ تُلفي الرّوحُ سُكناها

دعوا فؤادي .. تهافى شوقُهُ معها
بشارع (الشّيخِ عبدَاللهِ) صبواها

ذرًى بـ(منصورةٍ) رُوحي، تُضمِّخُها
من رَوحِها .. فكأنَّ الطِيبَ أنداها

رِيا (بُريقةَ) جوّاً زمزماً عذِباً
جمالُه يا له! غطّى ثناياها

زُمرُّدٌ (جولْدُ مورٍ) .. شطُّها ذَهَبٌ
والماسُ أمواهُها .. حُسنٌ زواياها

سكنتُ فيئاً (خليجَ الفيلِ) منتشياً
للهِ ما هذهِ الجنّاتُ .. أهواها

شُوِّقتُ للهِ ما هذا هوى بشرٍ
إنّ القلوبَ بجنّيّاتِ مرآها

صفوُ المحبَّةِ (توّاهي) لَتلكَ بها
(نشوانُ) من زمنٍ بالوردِ آخاها

ضفّرتُها بسمةً في طوقِها عَطِرٌ
قلبي .. فَغَرتُ لها من مهجتي فاها

طافت بها مُزنةٌ .. من كوثرٍ ولَعاً
حبلى ..! و تدمعُ بالإسعادِ عيناها

ظمئتُ شوقاً قد استعذبتُ في دلهٍ
أنّى لقلبي عدولٌ غيرَ ذكراها

عرائشُ الفلِّ من (لحجٍ) تُواترُها
في صيفِها بربيعِ الحبِّ زكّاها

غرائبُ الدنيا سبعٌ وثامنُها
مدينةٌ شغلتْ بالَ الدُّنى جاها

فيها لكلّ جمالٍ آيةٌ فُصِلتْ
سبحانَ من جنّةً للرّوحِ سوّاها

قادتْ مناظرَ سيمْفونيّةٍ رسمت
للبحرِ أمهرَ نوتاتٍ و أعلاها

كانا يطوفانها بحرانِ من غزلٍ
أغوتْ ليُغرمَ بالحسناءِ غولاها

لمّا طغى الماءُ أروتْ منه ساكنها
ذاكَ (الصّهاريجُ) في التاريخِ أحياها

ما حيلةُ الرّوحِ قد ألفتْ بأولاها
لجنّتينِ ذواتا زُرقةٍ .. واها !!

نديمُ أُنسٍ بلا خمرٍ أسامرها
سكران نشوان منها منتشٍ .. آهَ

هل (شيخ عثمان) من شمسي عطاردها
أو أنّها مسكُها و (النّور) فحواها

ويلي (بساتينُ) أنّى كنتُ مُقْرِنَةً
إلّم أناجِ بـ (دار السّعد) نجواها

"يا جنّةً في دمي تسرين من عدنٍ
معينُ عشقٍ أغرٍّ، كيف أنساها ؟!"

فرحناز سجّاد حسين فاضل
أُؤرخُها بتاريخ نشرها
الأحد الثالث عشر من أيار 2012م

هامش:-
المُعلا: منطقة راقية في عدن أسكن فيها حالياً
شمسان: أشهر جبال عدن
خور مكسر: منطقة كانت بحراً تمّ تغطيته وبناء أحياء سكنية فيه في عهد بريطانيا وهي من أكبر مناطق اللسان البحري لعدن وتُنطق هكذا (خُورَ مَكْسَرْ)
غدير: من أجمل السواحل في عدن يقع في منطقة البُريقة أو (عدن الصُّغرى)
حُقّات: خليج حقّات أوّل مكان في عدن يستقبل الشمس في أوّل الصّباح يقع في منطقة كريتر
صيرة: ساحل صيرة من أجمل السواحل قضيت طفولتي ألعب فيه يقع في منطقة كريتر
عدني: إشارة إلى منطقة كريتر والتي ندعوها بعدن وهي عدني أنا لأني ولدت وعشت جلّ عمري فيها
الشيخ عبدالله: شارع من شوارع كريتر الشارع الذي يقع فيه بيتي الأول
المنصورة: أكبر مناطق عدن ومديرياتها مساحة وسكّاناً
بُرَيقة: منطقة في عدن فيها مصافي عدن للبترول وفيها سواحل جميلة تدعى أيضاً ب(عدن الصغرى)
جولد مور: أو السّاحل الذّهبي ساحل ساحر في منطقة التّوّاهي
خليج الفيل: خليج الفيل يطل على جولد مور وبه لسان جبلي على شكل خرطوم الفيل
التّوّاهي: منطقة من مناطق عدن دعيت هكذا لأن الإنسان إما يتوه فيها أو يتوه من جمالها
نشوان: منتزه في التّوّاهي يعد من أقدم منتزهات مدينة عدن ويطل على البحر
لحج: محافظة لحج الملاصقة جغرافيا بمحافظة عدن ومشهورة بزراعة عديد أشياء منها الفل الأطيب والأزكى في العالم كلّه
الصّهاريج: منتزه تاريخي عبارة عن مجموعة صهاريج أسفل جبل بنوها القدماء منذ عهد دولة سبأ ومليكتها بلقيس لحفظ الماء حين هطول الماء وارتفاع المد .. وكانت مصدر المياه التي تغذّي السكان المحليين وقتئذ
الشّيخ عثمان: منطقة في عدن تعد سوقاً ومركزاً للتعليم الديني وهي من أقدم مناطق عدن
النّور: إشارة إلى مسجد النّور في منطقة الشّيخ عثمان أكبر وأشهر مسجد في عدن
البساتين: منطقة من مناطق عدن تشتهر ببساتينها وتقع ضمن مديرية دار سعد
دار سعد: منطقة في عدن تشكّل مع البساتين ومنطقتين أخرى مديرية دار سعد

المبدعة : فرحناز سجّاد حسين فاضل
مَعَانٍ تَتََرَقْرَق جمَالا ، مِنْ مَعِينٍ يتدفَْق زُلالا .
حرفٌ بهيٌّ ، وَوَصفٌ جليْ ، ما أحْوجَهٌ الى مرآة الواحة ليَتِمَّ رونقًا وصفاء

الكريمة
فرحناز سجّاد حسين فاضل

نص باذخ لم يترك منطقة الا وجاء بها مفاخرات
بمفردات رقيقة عذبة ونسج راق ووصف متفوق
شكرا على الجمال والمتعة
مودتي

تسجيل حضور بعد قراءة المقدمة وعنوان الموضوع..
أردت فقط أن أرحب بالشاعرة الكبيرة في واحة الفكر والأدب ..
وأن أقول: ومن لا يذوب حبا في أميرة البحر عدن ..
وقد قلت فيها ذات أمد بعيد

أجمل ما يمكن أن
يراه قلبٌ في اليمن
أدمن قلبي حبها
أميرة البحر عدن
..
القصيدة للتثبيت
ومرحبا بك أختي الكريمة وسأعود لإكمال القراءة ..

الله على الجمال
لم أزر عدن حتى قرأت هذه الخريدة فوجدت نفسي أعرفها حيا حيا
أبدعت في الوصف
تحياتي

وهاقد عدت بعد أن انتهيت وما انتهيت ..
الله ما أجملها.. أبجدية عشق صادقة..
لم أنتبه إلا الآن إلى أنها أبجدية حقيقية فكل بيت ابتدأ بحرف من حروف الأبجدية فكانت انسيابية عذبة رائعة ، ولم يبد عليها أي تصنع أو تكلف أو اضطرار..
ولعلي باحتفائي بهذه القصيدة أحتفي بأخت شاعرة من عدن ثغر اليمن .. وطني الذي كتب له الشعراء آلاف الأبجديات وما أوفوه حقا ..

افتقدت في هذه الخريدة المنصورة وساحل أبين وكريتر وغيرها من المناطق التي تهيم الروح فيها فمن حبي لعدن تمنيت لو رأيتها كلها في هذه القصيدة
أبجدية عشقك يا عدن


ضفّرتُها بسمةً في طوقِها عَطِرٌ
قلبي .. فَغَرتُ لها من مهجتي فاها

هنا وفي منتصف الأبجدية بلغ الجمال ذروته
وهذا البيت يغني عن عشرات المقالات والقصائد.. أسأل الله أن يعيد عدن بسمة مضفورة في قلوبنا وأرواحنا

غرائبُ الدنيا سبعٌ وثامنُها
مدينةٌ شغلتْ بالَ الدُّنى جاها

كأني بالشطر الأول هنا مكسور الوزن أو لعله سهو كيبوردي لم تنتبه له الشاعرة .. وتمنيت لو قيل
غرائب الكون سبعٌ وهي ثامنها
مدينة شغلت بال الدنا جاها ..

أشكرك أختي الشاعرة وأكرر الترحيب بك في واحة الفكر والأدب ملتقى رابطة الواحة الثقافية
وفي انتظار المزيد من هذا الغيث

أهلا بالفرح وألف مرحبا

من زمن لم أتنفس عبق حرفك أيتها العدنية الجميلة
سعيدة أنك هنا وسعيدة أنك بخير

وكما دوما مبدعة وأكثر

تقديري الكبير وقبله مودتي

أكاد هنا أشم رائحة البخور العدني

تحية لحرفك العابق أستاذة فرحناز

وتحية لعدن الحبيبة

تحية لكل موطئ قدم من تراب اليمن الحبيب

نعم أبجدية رائعة في مدينة رائعة لشاعرة رائعة وتماهى الجمال هنا وتزين
جمال وبراعة وإتقان وتطريب
تحية إلى عدن العروس الجميلة وليمننا الحبيب وشعبه الرائع
ولك التحايا أختنا الشاعرة المبدعة وكثير تقدير

الإخوة الأفاضل
الذين عطّروا متصفحي المتواضع و شرّفوني بزاكي حضورهم
أهلا بكم وأهلا بي بينكم
سعيدة بكم ولي مع كل مصافحاتكم رد يليق وقاماتكم

فقط لقد افتقدتُ زر التعديل ولم أجدهُ
إذ أنّ صديقة عزيزة لي من سكّان منطقة المنصورة عاتبتني
لأنّي نسيتُ ذكر المنصورة في القصيدة فوعدتها بذلك
وعدّلتُ البيت الذّالي الّذي هو يظهر هنا كـ:

ذَروهُ إنْ ظلَّ ولْهاناً بها، ثملاً
من حبِّها .. بسويداءٍ فغشّاها

ليصبحَ:
ذرًى بـ(منصورةٍ) رُوحي، تُضمِّخُها
من رَوحِها .. فكأنَّ الطِيبَ أنداها

مع إضافة سطر عنها أسفل الهامش تالٍ للسطر: الشيخ عبدالله: شارع من شوارع كريتر الشارع الذي يقع فيه بيتي الأول
وهو على النحو التالي:
المنصورة: أكبر مناطق عدن ومديرياتها مساحة وسكّاناً

فهل مِن معين يُعدّلُ عنّي يجزيه ربي كل الخير
وشكري الجزيل يحفّه

لكم أجمعين كل التقدير والاحترام وباقات شكر وأقحوان


وأبلغ السلام