في شفاهِ الحالمين
فَرَدَ الصباحُ جناحهُ مُتبسماً يَجلو ظلاماً قدْ تَبددَ غَيمهُ وعباءةٌ شَهباءُ يَلتَحفُ الفضاءْ وليصدحَ الطيرُ الغَريدُ بزقزقاتٍ تُنعشُ القلبَ الحزينَ على بُعادِ أحبَّةٍ قدْ فارقوهُ إلى ضفافٍ تلتقي فيها السماءُ مع الضياءْ وتُشكلُ الزمنَ الذي يَعلو على الأشياءِ تَذْكرهُ زهورُ الياسمينْ في بيتِ جدِّي خلفَ ذاكَ الخَندقُ الممتدُ يَلوي عُنْقهُ عبءُ السنينِ وغيمةٌ سوداءُ تَنشرُ ظِلها من فوقِ أغصانِ الفرحْ مُتسللةْ صَوبَ الحَكايا في شفاهِ الحالمينَ بوردةٍ تَنمو بِدَفْقِ شُعاعُ شمسٍ لا تغيبُ عن المنازلِ والفِناءْ تُومي لسيفٍ قدْ تَثلمَ نصلهُ لا زالَ يُبقي قَبضةً من وقتِ آخرِ لحظةٍ للكبرياءْ آتٍ من الذِكرى لأيامِ الغضبْ يومَ امتطى البَغيُ المقيتُ خيولَنا وتَحلقتْ فوقَ الديارِ رفوفَ غربانٍ تفتشُ في بَقايا الماءِ عن صورٍ لتمثالٍ رآهُ خَيَالها الشَرهُ المريضْ تَطوي القرونَ إرادةُ الربِ السفيهِ المُصطنعْ إنْ كانَ رَبهمو كشرٍّ مُستطيرْ فإلهنا كُنَّا أكلناهُ بيومٍ منْ سغَبْ تَمراً تَمرَّدَ وانتحبْ إنَّا سَلخنا جِلدهُ قَبلَ الصلاةْ والقلبُ مَنزوعٌ نويَّاتٌ بنارٍ تَلتهبْ إنَّا خَلقناهُ لَذيذاً كي يرى منَّا العَجبْ هوَ في زمانٍ لمْ نكنْ نَشكي الشتاءْ وعلى شواطيءِ خَيمةٍ تَرعى الظباءْ بينَ المَراعي يَستَفيقُ العشبُ يَغشاهُ انتِشاءْ