ركض الطفلُ الذي حلَّ بنا ذات يومٍ واختفى من روحنا لم يُقبّلنا ولم يحفلْ بنا فأُسِرْنا في تباريحِ الدّنى ومضينا وسط دربٍ عابِسٍ وتركْنا بعض ذكرى خلفنا ماأردنا نُغفلُ النّجوى ولا نُقفلُ الأبوابَ يوماً إثرنا حيثُما نمضي نرى الذّكْرى التي شاركت يوماً ودسّتْ سِرّنا رحلت عنّا طيورٌ في الصَّبا بغناءٍ أطربت أسماعنا وكثيبٌ عانق المُزْنَ ضُحىً وقلاعاً شيدتها كفّنا كم رسمنا بالبراءاتِ دُمى وضحكنا وفضحْنا ضِحْكَنا وافترقنا في مسافاتِ الحياة وعدونا ونسينا أنسنا تلكُمُ الدّنيا أغارت كاللّظى وابتدت ترمي الجُذى في دربِنا حاصرتْنا بجفاءٍ ساخِرٍ شقّنا واستلَّ رُغْماً حلمَنا فطرقنا كُلَّ بابٍ للمُنى لم يُقابَلْ بحبورٍ عِشْقنا كُلّما سِرْنا وجدنا شارةً أعلنت أمْضِ ولا تمكُثْ هُنا هكذا الدّنيا تراتيلٌ لها ليس يُعنيها بقاءٌ أوفنا إنّما سرنا بأقدارٍ بها مابأيدينا ولا دانت لنا فرّقت مابيننا واستأثرت عرْبدتْ فينا وأقصت حظّنا ياحبيب الأمسِ ما حالُ الصِّبا هل يزالُ الطّفل يلهو حولنا ذاك دربٌ لم يُرِدْنا وأبى أن يمُرَّ الحلمُ منهُ نحونا كان قاسٍ حُكْمُهُ في حقِّنا ويحَهُ بالجورِ أشْقى طِفْلنا