أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: مسلّمات المنهج العلمي في الإسلام :

  1. #1
    أستاذة علوم اللغة
    تاريخ التسجيل : Jun 2012
    الدولة : المغرب
    المشاركات : 224
    المواضيع : 36
    الردود : 224
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي مسلّمات المنهج العلمي في الإسلام :

    حين نقرأ القرآن الكريم قراءة تدبر وتفكر نقف على قواعد ذهبية للمنهج العلمي الصحيح ، فالباحث لا يمكن اعتباره باحثا مالم يتخلقْ بهذه المسلَّمات التي تعينه على البحث العلمي الجاد بعيدا عن أي معيقات تعرقل مساره . ويمكن أن نجمل هذه المسلمات في ما يلي :
    1 - تجنب التقليد: يقول سبحانه : ( قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا و لا يهتدون )البقرة /170
    2 - اجتناب الظن: قال عز و جل : ( إن يتبعون إلا الظن و إن هم إلا يخرصون ) الأنعام 116/
    3- عدم اتباع الهوى: قال جلّ جلاله : ( وإن كثيرا ليضلون بأهوائهم بغير علم ) الأنعام/119
    4 - تجنب البغض والكراهية: قال تعالى : ( ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون )المائدة / 8
    5 - عدم تحريف الكلم عن مواضعه أو "الموضوعية العلمية:" قال جل و علا : ( من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه و يقولون سمعنا و عصينا ) النساء/ 46
    6- الأمانةالعلمية مع العدل بين الناس: قال سبحانه : ( وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ) النساء / 58
    7 - القوامة بالقسط و الشهادة بالحق: قال سبحانه : ( ياأيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله و لو على أنفسكم )النساء 135/
    8 - اعتماد البرهان والدليل: قال: عز و جل ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) النمل / 64
    وكلُّ هذه القواعد و المسلمات مؤطَّرة بالتوحيد الخالص، ليصبح الباحث مخلصا في عمله متقنا له لا يبتغي من ذلك إلا تحقيق مرضاة الله .
    و مما لا شك فيه أن للإنسان مجالاتٍ مختلفة يتحرك فيها نشاطه الذهني و لكل ميدان منها موازينه الخاصة، بل داخل الحقل المعرفي الواحد لا بد من التفريق بين مجالين: العلوم الإنسانية والعلوم المحضة . وداخل كل مجال هناك تخصصات علمية تختلف المنهجية العلمية باختلافها، فضلاعن أن لكل بحث أو موضوع أو قضية خصوصياتها داخل كل تخصص .

  2. #2
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي


    بيني وبينك دكتورة
    أسلوبك في طرح المواضيع رائع جداً
    قدرة على تقديم الأفكار العملاقة بأسلوب واضح سلس جميل ..
    لقد تعبنا من التعقيدات والتكلفات ..
    ..............................
    وعلى قدر اقتراب الباحث من هذه المسلمات او ابتعاده عنها
    يكون نصيبه من الحقيقة ..

    موضوع رائع نحتاجه هنا في حواراتنا الفكرية والمعرفية

    وتثبيت الموضوع لأهميته


    تحياتي الخالصة ..





    لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

  3. #3
    الصورة الرمزية عبد الرحيم بيوم أديب
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    الدولة : المغرب
    المشاركات : 2,249
    المواضيع : 152
    الردود : 2249
    المعدل اليومي : 0.51

    افتراضي

    ارى الصفات المذكورة تنقسم الى قسمين
    أ= صفات ينبغي الاتصاف بها
    ب= صفات ينبغي تجنبها (الاجتناب ابلغ من المنع لانه يتضمنه وزيادة)
    وقد قدمت في طرحك ما ينبغي تجنبه
    وهي صفات تتقابل بينها ويلازم الاتصاف ببعضها انعدام الاتصاف بمقابله، كالظن والبرهان، والهوى والتقليد مع الدليل، واسباب انعدام العدل بين الناس والقيام لتحقيقه بالقسط والشهادة بالحق من البغض والكراهية، وقيام الاخلاص والقصد الحسن الذي ينافيه تحريف الكلم.
    واتمنى ان تكوني قراءتي صحيحة
    وكذلك ان تبسطي بكتابتك الجميلة في بعض ما أجملت لاثراء الافكار اكثر
    فاحييك اختي الفاضلة
    ودام عطاؤك الرائق بيننا والمميز
    وتقبلي مروري المقتضب
    حفظك المولى ورعاك


    (وخيرا فعلت اخي الحبيب بهجت)

  4. #4
    الصورة الرمزية عبد الرحيم بيوم أديب
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    الدولة : المغرب
    المشاركات : 2,249
    المواضيع : 152
    الردود : 2249
    المعدل اليومي : 0.51

    افتراضي

    ذكرني هذا الموضوع بما قرأته في كتاب الأخطاء المنهجية والتاريخية في مؤلفات أركون والجابري:
    "زعم أركون أن العقل المؤمن يستحيل عليه أن يتخذ موقفا مستقلا تماما إزاء التصورات المولدة للقيم و الأحكام و السلوك ، بسبب (( انغماسه في الحس العملي المرتبط بالإيمان ، لا يتيح له أن يتخذ موقف المراقب للأمور في آن واحد ، لأنه لا يستطيع أن ينفصل عن إيمانه ، و لو للحظة من أجل أن يتخذ مسافة نقدية ، و يدرس الأمور بشكل تاريخي و علمي )).
    و قوله هذا غير صحيح ، و مجازفة فيها تدليس و تغليط ، لأنه أولا إن الدراسة العلمية الموضوعية الناقدة الفاحصة ليست حكرا على أحد من أهل العلم ، و لا على طائفة منهم ، فكل منهم في مقدوره أن يكون ناقدا موضوعيا حياديا ، على اختلاف عقائدهم و مذاهبهم ، إن تجردوا للحقيقة و صدقت نواياهم ، و تغلبوا على أهوائهم و مصالحهم. لكن المعروف تاريخا و واقعا أن الحياديين من أهل العلم قليلون ، لأن معظمهم يصعب عليه التجرّد للحقيقة العلمية تجردا كاملا ، إذا ما تعارضت مع عقائدهم و مصالحهم .
    مع العلم أن التجرد العلمي لا يعني بالضرورة ، أن ينسلخ الباحث كلية عن أصوله و خلفياته و قناعاته العقيدية و المذهبية ، لأنه إذا فعل ذلك فإنه لن يستطيع أن يفعل شيئا ، لأنه دخل مجال البحث فارغا ، و البحث العلمي لا يقوم على فراغ . و إنما المقصود من التجرد العلمي أن لا يقع الباحث تحت تأثير أهوائه و خيالاته و مصالحه ، و أن لا تمنعه قناعاته الفكرية من الدراسة العلمية الحيادية ، و أن لا تحول دون قوله الحقيقة ، و لو كانت ضده .
    و المسلم الحق ليس كما زعم أركون ، من أن إيمانه يعوقه عن النقد العلمي النزيه الصحيح ، فهو-أي المسلم- لا يعوقه إيمانه ، و لا يحتاج أبدا إلى الانسلاخ منه ، لأنه أكثر أهل العلم علمية ، و موضوعية ، و حرية في البحث العلمي ، لأن معه من الدواعي إلى الحيادية و الموضوعية ، و من الموانع عن الكذب و التحريف ، ما لا يُوجد عند غيره من أتباع الأديان و المذاهب المختلفة ؛ و يتمثل ذلك في كثرة النصوص الشرعية التي تأمره بالموضوعية ، و إتباع الحق ، و البعد عن الكذب و الظنون و الأهواء ،و عدم التعدي على حقوق الناس ، و قول الحق و لو كان مرا ، من ذلك قوله تعالى : {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} - سورة الإسراء/36 - ، و {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} - سورة النساء/58 - و {وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ} - سورة الشعراء/183- ، و{وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} -سورة ص/26 - ، و{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} -سورة المائدة/8- ، و العدل يكون في القول و العمل معا .
    فالمسلم الحق هو أكثر الناس علمية و حيادية ، و أبعدهم عن الأهواء و الظنون ، و الخيالات و الأوهام ،و ليس كما زعم أركون من أن إيمان المسلم يُؤثر سلبا في أبحاثه العلمية ؛ و إنما غير المسلم- في الغالب الأعم- هو الأقل موضوعية و علمية ، خاصة في المجالات العقدية و المذهبية ، لكثرة تأثره السلبي بأفكاره و قناعاته المذهبية ، و بأهوائه و طنونه و مصالحه الدنيوية ، أمام ضعف أو غياب الوازع و الموانع الداخلية التي تمنعه من الكذب و التعصب الباطل ، و تحمله على الموضوعية العلمية . و المستشرقون و أمثالهم معظمهم من هذا الصنف ، في تعاملهم مع الإسلام و أهله . و محمد أركون من ههؤلاء ، فكان عليه أن يدعو نفسه مع هؤلاء ، إلى الانسلاخ من عقائدهم و مذاهبهم ، في دراستهم للإسلام و تاريخه، لكي يفهموا ديننا و تاريخنا فهما صحيحا ، لكنه لم يفعل ذلك حتى مع نفسه ، فإن مؤلفاته مليئة بالتعصب و الأباطيل".

  5. #5
    أستاذة علوم اللغة
    تاريخ التسجيل : Jun 2012
    الدولة : المغرب
    المشاركات : 224
    المواضيع : 36
    الردود : 224
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بهجت الرشيد مشاهدة المشاركة

    بيني وبينك دكتورة
    أسلوبك في طرح المواضيع رائع جداً
    قدرة على تقديم الأفكار العملاقة بأسلوب واضح سلس جميل ..
    لقد تعبنا من التعقيدات والتكلفات ..
    ..............................
    وعلى قدر اقتراب الباحث من هذه المسلمات او ابتعاده عنها
    يكون نصيبه من الحقيقة ..

    موضوع رائع نحتاجه هنا في حواراتنا الفكرية والمعرفية

    وتثبيت الموضوع لأهميته


    تحياتي الخالصة ..





    الأستاذ الكريم بهجت الرشيد
    أعتذر كثيراً عن تأخري في الردّ ، فما أكثر الصارف و الشاغل !
    شكري العميق لك ، وتحيتي الممزوجة بالتقدير .
    رمضان مبارك سعيد
    تقبل الله منا و منكم الصيام والقيام وصالح الأعمال
    و كتبنا وإياكم من عتقائه من النار ....

  6. #6
    أستاذة علوم اللغة
    تاريخ التسجيل : Jun 2012
    الدولة : المغرب
    المشاركات : 224
    المواضيع : 36
    الردود : 224
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحيم صابر مشاهدة المشاركة
    ارى الصفات المذكورة تنقسم الى قسمين
    أ= صفات ينبغي الاتصاف بها
    ب= صفات ينبغي تجنبها (الاجتناب ابلغ من المنع لانه يتضمنه وزيادة)
    وقد قدمت في طرحك ما ينبغي تجنبه
    وهي صفات تتقابل بينها ويلازم الاتصاف ببعضها انعدام الاتصاف بمقابله، كالظن والبرهان، والهوى والتقليد مع الدليل، واسباب انعدام العدل بين الناس والقيام لتحقيقه بالقسط والشهادة بالحق من البغض والكراهية، وقيام الاخلاص والقصد الحسن الذي ينافيه تحريف الكلم.
    واتمنى ان تكوني قراءتي صحيحة
    وكذلك ان تبسطي بكتابتك الجميلة في بعض ما أجملت لاثراء الافكار اكثر
    فاحييك اختي الفاضلة
    ودام عطاؤك الرائق بيننا والمميز
    وتقبلي مروري المقتضب
    حفظك المولى ورعاك


    (وخيرا فعلت اخي الحبيب بهجت)
    الأخ الكريم عبد الرحيم صابر

    جزاك الله خيراً على حسن الاطلاع و التعليق .
    باركك المولى .
    ورمضان مبارك سعيد .

    تقبل الله منا و منكم الصيام وكثّر طاعاتنا وأعمالنا الصالحة و تقبّلها منّا .

  7. #7
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.71

    افتراضي

    وكلُّ هذه القواعد و المسلمات مؤطَّرة بالتوحيد الخالص، ليصبح الباحث مخلصا في عمله متقنا له لا يبتغي من ذلك إلا تحقيق مرضاة الله .
    بتحقق التوحيد الخالص يرتقي المرء بأدائه ويسمو عطاؤه

    موضوع هام وطرح سهل ميسر اعتدنا عليه فيما تقدمين بنفس إيماني وحرص على تقديم الفائدة

    أهلا بك ايتها الكريمة في واحتك

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  8. #8

  9. #9
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    القرآن الكريم يعرض وسائل عدة لتفسير موقع الإنسان في البحث العلمي ، فالآيات تشرح ارتباط العقل البشري مع عناصر الإدراك البشري وكيف يتعامل مع :

    1- "الحس" فوصفت الآيات الكفار بأنهم لايشعرون بفعل الإفساد الناتج عن أفعالهم { ألا إنهم هم المفسدون ولكن لايشعرون } البقرة: ١٢

    2- "الفكر" فغاية ارسال الله تعالى الرسل والكتب السماوية هي التفكر فيها ، { وأنزلنا اليك الذكرلتبين للناس مانزل إليهم ولعلهم يتفكرون } النحل: ٤٤ بل إن غاية تسخير الله تعالى الكون ومافيه لغرض التسخير للإنسان لعله يتفكر في جدوى هذا التسخير للوصول إلى معرفة الله تعالى ،{ وسخر لكم مافي السماوات ومافي الأرض جميعا منه } الجاثية: ١٣

    3- "البديهة" وسماها القرآن " الفطرة " وهي القانون الذي ندرك من خلاله توافق خلق الإنسان مع خلق الكون حيث وضع الله تعالى السنن التي لا تتبدل ولا تتحول لكلا الخلقين ، فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها } الروم: ٣٠
    4- "البصيرة" البصيرة: الحجة والاستبصار في الشئ وقيل: البصيرة
    الفطنة، تقول العرب: أعمى الله بصائره أي فطنه، وفعل ذلك
    على بصيرة أي على عمد. وعلى غير بصيرة أي على غير يقين[ لسان العرب ص 423] { قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني } يوسف: ١٠٨

    ولكن الواقع يرينا فصول من صراع ( العلم والدين )
    إن أعجب ظاهرة في تاريخ الحياة البشرية: ظاهرة انبثاق علوم أمة من خلال نصوص كتاب هو القرآن المجيد ، منه تستمد القيم وعلى قانونه تعيش. وتعتمد .
    قال محمد عبده رحمه الله في رسالة التوحيد : "فالوحي بالرسالة الإلهية أثر من آثار الله. والعقل الإنساني أثر أيضاً من آثار الله في الوجود. وآثار الله يجب أن ينسجم بعضها مع بعض، ولا يعارض بعضها بعضاً"..
    العقل العلمي لايؤمن بالغيب لانه لايستطيع تفسيره بينما العقل الإيماني يترك البحث في قضايا الغيب وأسرارها ويوكلها إلى الوحي الإلهي
    والرؤية الكونية للقرآن تقوم على أساس التوحيد، وتجمع بين عالمي الغيب والشهادة، وتتكامل فيها المادة ( ماتشاهده الحواس) وما وراء المادة ( ماتتصوره الحواس )، في حين أن العقلية الغربية ومنذ عصر النهضة لاتؤصل إلا للمادة التي تخضع لسلطان العلم التجريبي.


    إن "العقل" ليس منفياً ولا مطروداً ولا مهملاً في مجال التلقي عن الوحي، وفهم ما يتلقى وإدراك ما من شأنه أن يدركه، مع التسليم بما هو خارج عن مجاله. ولكنه كذلك ليس هو "الحكم" الأخير. وما دام النص مُحكماً، فالمدلول الصريح للنص من غير تأويل هو الحكم. وعلى العقل أن يتلقى مقرراته هو من مدلول هذا النص الصريح. ويقيم منهجه على أساسه

    الدين يقول أن العالم خلق في ستة أيام ، والعلم يقول غير ذلك . الدين يقول أن الذي يحرك الكواكب والنجوم والأقمار هي قوة ( الطلب الحثيث ) والحثيث السريع بلا انقطاع ، يقول سيد قطب : قوله تعالى {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} الاعراف (54). إن الموجودات كائنات حية ذات روح ! إنها تتلقى أمر الله وتنفذه ، وتخضع له وتسير وفقه . إنها مسخرة ، تتلقى وتستجيب ، وتمضي حيث أمرت كما يمضي الأحياء في طاعة الله! ومن هنا يهتز الضمير البشري؛ وينساق للاستجابة ، في موكب الأحياء المستجيبة )


    في حين أن للعلم لغته الخاصة فغاليلو الذي شاهد اربعة أقمار للمريخ بمنظاره عام وفاته عام 1642م وهو من صاغ قانون الحركة فالكواكب والنجوم تتحرك ليس بتأثير قوة ، بل انه لكي نحافظ على حركة شئ وهو يسير في سرعة مطردة ، فان الشئ يحافظ على حالته من حركة او سكون الى مالانهاية او على الحركة في خط مستقيم مالم تعترض طريقة قوة ما ، فالسيارة اذا انطلقت بسرعة 50 كم /ساعة ثم توقف المحرك فسوف تواصل السير في خط مستقيم الى الابد مالم تعترضها قوة ما فتوقفها ( وهي قوة الاحتكاك بالطبع ) وهكذا فالنجوم والكواكب تتاثر ولم يكن يعرف حتى ذلك اليوم شيئا اسمه :الجاذبية

    وللحديث صلة ... وفصول سأتابعها هنا ضمن وقفات أخرى .

    دمتم برضا الله
    الإنسان : موقف

المواضيع المتشابهه

  1. إنهم يظلمون الإسلام وأهل الإسلام له أظلم
    بواسطة السعيد شويل في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 03-03-2024, 08:57 PM
  2. المنهج العلمي في دراسة الأدب-المستشار الأدبي: حسين علي الهنداوي
    بواسطة حسين علي الهنداوي في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 21-05-2016, 06:07 PM
  3. د. صقر - المنهج العلمي
    بواسطة خشان محمد خشان في المنتدى العرُوضُ وَالقَافِيَةُ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-01-2014, 05:03 AM
  4. الفرحة في الإسلام وفلسفة أعياد الإسلام
    بواسطة فريد البيدق في المنتدى الحِوَارُ المَعْرِفِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 02-03-2010, 06:28 PM
  5. مسلمون و ... مسلَّمات
    بواسطة خليل حلاوجي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 21-12-2006, 08:53 AM