أخي الكريم
مثلما قلتُ إن الأنبياء ليسوا مثل الصحابة ، وهذا اعتقد أمر واضح ، فالأنبياء لهم خصوصية فهم المختارون من قبل الله تعالى لتبليغ الناس رسالاته ، والتشريع يرتبط بأقوالهم وأفعالهم وتقريراتهم ، بخلاف الصحابة ، مع الإقرار بمكانتهم المميزة وفضلهم .
أما مسألة تمثيل أمهات المؤمنين وبنات الرسول صلى الله عليه وسلم ، أقول إنني في مسألة تمثيل المرأة بشكل عام لدي تحفظات ، والأمر يحتاج عندي إلى دراسة عميقة ومستفيضة .
أخي العزيز ..
إننا اليوم نواجه مشكلة مستعصية وهي أن شبابنا وبناتنا يتابعون الأفلام والمسلسلات بشكل كبير جداً ، بحيث صارت جزءاً من حياتهم .. يقضون الساعات الطويلة فيها .. هذا هو الواقع ..
لقطة من مسلسل أو فلم أو أغنية تحول مسار حياة شاب من وإلى .. وحتى من شاب رأسه وهزل جسمه وانحنى ظهره يتأثر بما يقدم من لقطات ومشاهد هابطة في إعلامنا ..
هذا هو الواقع .. فما الحل ؟
تقول ( وليس كل ما فرضه واقع فاسد علينا تطلب الأمر منا صياغته وإلباسه لباس الدين )
نحن عندما نقول هذا هو الواقع ، لا نقصد تبريره أو إلباسه لباس الدين ، بل ندعو إلى فهمه وإدراكه حتى نعيّن الخلل فيه ونصححه ، والفاسد حتى نصلحه .. هذا هو ( فقه الواقع ) ..
إذا لم نقدم للناس البديل الجيد سيمضون في متابعة السيئ ، إذا لم نملأ أوقاتهم بالنافع ملؤها بالتافه ..
ولذا فالوجود الإسلامي على كل مستويات الإعلام أصبح ضرورة .
هل أنا أجيز ؟
أخي الحبيب أنا لست عالماً ولا مجتهداً حتى أفتي بالجواز والمنع ، ولم أعترض أصلاً على الذين منعوا ، وقلت إنهم بنوا فتاواهم على أسس أصولية معتبرة ، ونحن نعلم أن سد الذرائع دليل معتبر من أدلة الأحكام .
أنا هنا أقدم الرؤى والاقتراحات ، لأنني أرى أن مجرد الفتوى لن يحلّ القضية ، إننا بحاجة إلى ( فقه إعلامي ) مبني على فهم الواقع والنظر في مصالح الناس وفق المنظور الشرعي .
ويبقى السؤال الأهم حسب رأيي :
إذا كان التحريم قد بُني على غلبة المفسدة على المصلحة وليس على نص
فهل إذا صارت المصلحة هي الراجحة وذلك بحلّ كل أو أكثر الإشكاليات التي تكتنف العمل التاريخي الدرامي
هل سنعود إلى الجواز ؟
تحيات قلب محب