يا مثقفي الواحة أرجو أن يتسع صدركم لكلماتي

يا مثقفي الأمة


يا مثقفي الواحة أرجو أن يتسع صدركم لكلماتي المخلصة هذه.

ما أحوجنا الآن إلى كل كلمة صادقه وكل جهد خلاق وكل موقف مسئول وحريص على مصلحة الوطن.

والنقد لا يعني أبدا التجريح والإساءة

النقد محاوله جادة ومسئولة لإعادة التوازن سلوكيا ووعيا ومسئوليه

لمشكلة عندنا الآن أن هناك حساسية لدى البعض أن وراء هذا النقد هدفا أو غاية أو محاوله للإساءة بلا مبرر رغم أن الهدف في الحقيقة هو الحرص الشديد على مصالح هذا الوطن الذي هو ملك لنا جميعا وللأجيال القادمة. إذا كانت مسئولية صاحب القرار هي الفعل فان مسئولية صاحب القلم هو تقييم هذا الفعل والتعامل مع حيثياته وتأثيره ونتائجه.



يا مثقفي الأمة

من الممكن أن تختلف الأقلام عن تفسير الأحداث وإعادة قراءة سطورها لكن ليس من حق أحد أن يزيف ذاكرة الأمة والاستخفاف بماضيها ، ليس من المعقول في زحمة الغضب التي نشهدها الآن أن يصبح المستعمر رسول حضارة وأن يصير المحتل مشعل ثقافة وأن يصنف الغزاة أبطالاً على صفحات تاريخنا العظيم.

ثم أين تاريخنا الآن ؟؟؟؟؟

الحقيقة إن مناهج التاريخ في الوطن كانت مستهدفه منذ فترة بعيده حتى تم تهميشها تماما. لقد تغيرت مناهج التاريخ كلها بعد غزو العراق ثم حذفت أجزاء كاملة من تاريخنا خصوصا الإسلامي وكذلك المعارك العسكرية والصراع الإسرائيلي العربي.
فهل أصبح مطلوب منا الآن أن نمسح ذاكرتنا وننسى رموزنا ونلقى تاريخنا ونصير شعبا بلا تاريخ؟؟

إن أمريكا لا يهمها تاريخنا لأنها دوله لقيطة بلا تاريخ وإسرائيل لا ترى تاريخاً غير تاريخ بني إسرائيل. أشياء

كثيرة لا بد أن نفهمها منكم وأرجوكم اكتبوا لنا الحقيقة لأننا نسمعكم ولكن ليكون الحوار دون إسفاف أو تجريح أو مغالطات.

ياسر عرفات وجمال وبعض الرمز العربية هؤلاء قادوا السفينة وسط رياح وظروف دولية غاية في الصعوبة وحسب مهارات كل ملاح فكانت الرحلة بين كسب وخسارة.

(ومن كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر)

أما أن نقف ونوزع الاتهامات بالعمالة والخيانة فهذه ألفاظ لا ينبغي أن تدخل قاموس الحقائق التاريخية.

أننا لا نطالبكم بتبرئه أحد دون وجه حق أو أننا نطالب أن يظلمه أحد دون وجه حق. وقبل هذا فان هناك أجيال جديدة تقرأ التاريخ وهو يشكل مواقفها وأفكارها وتوجيه مسيرتها في المستقبل.

إن رسالتي هذه من أجل هذة الأمة ..لأن هناك من يشاهد تاريخا
و نحن نكتبه.



لحظة صدق



مهـــــــــــــا

بارك الله بك دكتورة مها
و ما أروعها من رسالة حملت فكر صاحبتها و منطقيها الجيد في التعامل مع مثل هذه القضايا و مناقشتها .
و لقد أخذت المناقشات و اختلافات وجهات النظر في الفترة الأخيرة منحىً آخر و أصبح كل مدافع عن وجهة نظرة أو عن الشخصية التي تتناول بالحوار ينسى اسلوب الحوار و منطقيته و يوحه التهم و السباب لصاحب المقال أو المناهض له في الرأي و قد وصل الأمر في بعض الأحيان إلى حد التلاسن بما لا يتماشى و المنهج القويم الذي من المفترض ان اسير عليه مثقفو هذه الأمة
مما جعلهم يحيدون عن الموضوع الموضوع الأصلي الذي يناقشونه إلى طرق و مسالك فرعية و بين كانا و مانا ضاعت الدكانه كما يقول المثل .
و لهذا فأنا أؤيد رأيك و أصفق له بشدة و أشد على يدك في دعوة كل مثقفي الأمة إلى توخي الحذر في النقاش كي لا نعطي فرصة لأعداء دين الله بهذه الإختلافات الفكرية .
تحياتي لقلمك المبد
و بارك الله بك
د. جمال

الســــــــــــــــــــــ ــــــلام عليكم ورحمة الله


بارك الله فيك أخيتي مها


بارك الله فيك أخي جمال


من رأي ان ندع الإختلاف لنضع الأسس التي من خلالها يمكن لنا أن ننهض بالأمة


فإذا قصر الحكام في اتباع الإسلام فلنتبع الإسلام نحن

وإذا خان الحكام فلنكن نحن أصحاب الأمانة

وإذا حارب الحكام الإسلام فلندافع عنه وإن زهقت أرواحنا وأسيلت دمائنا في سبيل الله

لا يهمنا من قصر ولا من ظلم ولا من خان

بقدر ما يهمنا

أن نسأل أنفسنا

ماذا فعلنا نحن

وماذا قدمنا لديننا نحن


أكرر شكري لكل قلم ولكل فكر حر نزيه

السلام عليكم اختي الفاضلة د.مها

اعتقد ان المشكلة تكمن في ان العربي يولد ويترعرع تحت زعامة رئيس او ملك طيلة حياته
ولا يسمع ولا يرى من الزعامة الا البطولة والاخلاص والتضحيات وعندما يكبر الفرد منا يصدم بحقائق تخالف ما نشأ عليه المواطن من تقديس واحترام للزعامة.
فيصاب بالاحباط ويلعن الوقت الذي طيلته خدع بالصور الزائفة لذلك الزعيم او تلك القيادة.

يجب الا نكون بسطاء ساذجين مصدقين لكل كلمة نسمعها ونقرأها.
تاريخنا مزيف ولهذا اصبحنا في دوامة لا ندري ما نصدق وما نكذب.
واخيرا
في غياب الخلافة الاسلامية
تنقلب المفاهيم ويصبح كل شيء على غير حقيقته.
وسوف نبقى ندفع الثمن حتى نفيء جميعا الى الله.

تحياتي لموضوع نحن بحاجة لان نقاشه

المخلص

عبدالوهاب القطب

الأخت الكريمة لحظة صدق.

كثير من الحوارات التي تدور في المنتديات تتناول أمورا هامة بالنسبة للأمة، والحكم على الشيء فرع من تصوره، ولكي يكون الحوار مجديا ينبغي - إن لم يمكن أن يكون التصور واحدا - تحديد أركان التصور.
للتصور ركنان :
الأول : المقياس أو المرجعية
الثاني : النظرة الكلية التي تضع الأمر المطروح في سياق شامل.

فلو أخذنا موضوعا من مواضيع الساعة لنوضح عليه أثر الركنين أعلاه وليكن ما سمي بقضية فلسطين.

فأحد المقاييس يرى أن الشعب الفلسطيني كاد أن ينسى لولا ثورته وهذه الثورة أنجزت مهمة صعبة في ظل الظروف الحالية وهي وضع الشعب الفلسطيني على الخارطة السياسية. وهذا مردود جيد وإن كان ثمنه التنازل عن فلسطين 1948 التي تشكل 80% من أرض فلسطين. إضافة إلى أنها لم تسلم بالأرض التي احتلت عام 1967. ولم يكن لها أو لما أقدمت عليه من بديل.

ومقياس آخر يرى أن الثورة الفلسطينية قامت سنة 1965 لتحرير الأرض التي احتلت عام 1948 والتي كان اليهود يقولون إنها لهم، وبعد أربعين عاما سلمت هذه الثورة بأن أرض 1948 حق لليهود. وهكذا حققت هذه الثورة لليهود هدفهم، ولم يكن لليهود من بديل عن هذه الثورة يحقق لهم هذه الشرعية.

هذا مثال عن اختلاف الحكم باختلاف المقياس.

وكلا المقياسين مرجعيتهما متقاربة بل يمكننا جعلها واحدة باسم ( أرض فلسطين وشعب فلسطين).

ولكن هذه المرجعية بحد ذاتها ليست أمرا مسلما به عند الجميع.

فهناك مرجعية ثانية – وأعرف صديقا لي كان يعتنقها، ولا أعرف إن كان لا يزال كذلك- تقول بأن الصراع في فلسطين هو بين الطبقة الكادحة العربية واليهودية معا من جهة وقوى الرجعية عربية أو يهودية من جهة أخرى.

وهناك مرجعية ثالثة ترى أن هذه قضية أمة تعرضت لغزوة عالمية وأن تناولها ضمن حدود وهوية فلسطين يعتبر غير عادل بالنسبة لأهل فلسطين.

وهناك مرجعية ثالثة تقول بأن فلسطين منطقة جغرافية من بلاد الشام ولوتكن في يوم من الأيام كيانا مميزا ولا تتطابق حدود جغرافيتها مع هذا الكيان الذي فبركه الإنجليز واليهود من أجزاء من جغرافيا كل من فلسطين والأردن ولبنان وقد استنكر أهل فلسطين كما أهل الشام هذا الكيان الذي فصل من يومه على مقاس أهداف اليهود. وترى هذه المرجعية في قبول هذا الكيان إطارا للصراع وعنوانا له حسما للقضية لصالح اليهود. بل ترى في التركيز على القطرية الفلسطينية وأحيانا الأمة الفلسطينية (في تصريح حديث لبلير) تكريسا للمنطق الذي ولدت من خلاله دولة يهود.

وهناك مرجعية رابعة تقول بأن الصراع بين الأمم إنما هو صراع أفكار وعقائد وقضية فلسطين مظهر جانبي لهذا الصراع.

هذه مرجعيات عدة، فكيف السبيل للتوافق على مرجعية واحدة ينتظم معها الحوار ؟
في رأيي المتواضع أن الفكر هو أساس تحديد المرجعية. ومن طبع الفكر أن يكون شاملا لسواه لا مشمولا به. وإن قبل أن يشمله سواه من الاعتبارات صار فكرا خادما وصار أداة.

ولأمثل لذلك بوجهين لمرجعية إسلامية واحدة تقوم على الإيمان بالكتاب والسنة واتخاذ الوحي منهاجا.

أما الوجه الأول فلا يعارض وحدة المسلمين ولكنه يرى أن الناحية العملية في فلسطين مثلا تقتضي العمل الإسلامي في حدود فلسطين وعدم التدخل في شؤون الدول المجاورة وقبول ما يأتي من تبرعات من كل قطر حسب حاجته، والاستفادة من اعتراف بعض الدول العربية بإسرائيل لتيسير أمور الفلسطينيين اليومية. ويرى هذا الوجه في الوجه الأشمل الثاني أنه خيالي ومن شأنه أن يجمد العمل الإسلامي حتى قيام الخلافة ويمكن بذلك لليهود في الاستقرار بفلسطين.

أما الوجه الثاني فيرى في الواقع القائم كله نسيجا متكاملا هو نتاج استيلاء الدول الكافرة على بلاد المسلمين، وعندما سحبت جيوشها فإن هذا النسيج يتكامل ويتعاون بحكم تصميمه – سواء أدرك بعض زعماء أجزاءه ذلك أو لم يدركوا- في المحافظة على تفتت الأمة، ومنع نهضتها. وأن هذه القطريات لا شرعية لوجودها ولا لحدودها ولا لدساتيرها والواجب هو العمل لنقض هذا النسيج المتكامل المتشابك. وإعادة نسجه من جديد على أساس شرعي. علاوة على أنها تخص كيان فلسطين بمزيد من الاستنكار لأنه تكريس لواقع سايكس بيكو وهو العازل النفسي الذي يشعر أفراد الأمة بجنسياتهم المصطنعة أن الفلسطينيين شعب شقيق وأن يقبلوا ما يقبله الفلسطينيون من صلح ومفاوضات واعتراف وتنازل. وذلك بعد أن وضع أهل فلسطين في ظروف داخلية وخارجية هيأت لهم تمثيلا (شرعيا) يخدم ما أراده أهل هذا المنطق. وبناء على لا شرعية الحدود أو الكيانات يرى هذا الوجه أن فلسطين ملكية للمسلمين حسب الشرع وأن أهل فلسطين لو أجمعوا على التنازل عنها لليهود فإن ذلك لا قيمة له من ناحيتين أولاهما أن بقية المسلمين لم يتنازلوا وثانيتهما أنه لو تنازل جميع المسلمين فلا قيمة لذلك من ناحية مخالفته للشرع. والحل من هذا الوجه هو في التقيد بالحكم الشرعي والعمل على إقامة دولة الإسلام تحت راية الخلافة التي ستعالج قضية فلسطين شأنها شأن بقية قضايا الأمة. وترى في الوجه الأول حركة تكتيكية مرحلية ضد اليهود وحركة استراتيجية حسب التصور وقوانين اللعبة التي وضعها الغرب لصالح تكريس الوضع الراهن وهو الحاضن لليهود وبالتالي إبقاء دولتهم.

----------------------------

هذا استعراض لأثر المقياس والمرجعية وشموليتها في الحكم على قضية واحدة.

وأراك طرحت أسماء شخصيات في المنطقة.
ولا يصلح الحكم عليهم إلا من خلال مقياس معين ومرجعية معينة بشمول معين. ولو رجنا نستقصي الأسماء وتفريعات المقاييس والمرجعيات ودرجات شمولها لطا الأمر جدا.
وحسبي أن أطرح هنا تصورا عن هذه كلها (من ناحية سياسية فقط) وإن كانت ناتجة لدي من منظور فكري عقدي يتناول العالم.
وتلخيص ذلك في نقاط محددة كالتالي:
1 – السياسة صراع القوى الكبرى على مصالحها خارج حدودها على الأغلب.
2- المسلمون خرجوا من الصراع رسميا بهدم الدولة العثمانية سنة 1923
3- نحن وبلادنا موضوع صراع وأدوات صراع ولسنا طرفا في أي صراع.
4- حتى نصبح طرفا في الصراع لا بد أن نكون أقوياء.
5- إلى حين أن نصبح أقوياء ( حسب ما يراه كل منا ) وأنا لا أرى سبيلا سوى الخلافة. فسنبقى موضوع صراع وأدوات صراع.
6-صارت بلادنا بعد الحربين العالميتين للغرب. احتلها عسكريا ثم غير شكل احتلاله، ولكننا لا زلنا محتلين بمعنى فاقدي الإرادة في أمر بلادنا وحاضرها ومستقبلها وثرواتها.
7- بحكم أن بلادنا للغرب فالصراع فيها يدور بين دول الغرب الذي أخذ يتضح وتبلور بين معسكري أوروبا وأمريكا. وكان معظمه محصورا بين الشقيقين الأمريكي والإنجليزي
8- حتى نفهم واقع المنطقة وما حصل فيها خلال نصف القرن الماضي ودور الشخصيات والثورات والانقلابات لا بد لنا من الإحاطة قدر الإمكان بهذه العوامل.

لحوار على هذا المستوى وبهذه الشمولية جدوى، سواء في الاختلاف أو الاتفاق. أما القفز عن هذه الأسس ومناقشة التفاصيل مهما بدت مهمة وكبيرة مع إغفال هذه الأسس ففائدته – إن وجدت – محدودة.

والله يوفقك ويهديك ويهدينا جميعا سواء السبيل.

وأرجو مسامحتي فيما قد أكون أخطأت فيه شكلا أو موضوعا. فإنما هذه وجهة نظر قد أصيب في بعضها وأخطئ في الآخر.

الدكتورة مها
اسمحى لى ان اؤيد دعوتك العاقلة ان يكون الهدف من الحوار واثارة القضايا هو الوصول الى الحقيقة والحفاظ على المصالح العليا لهذه الامة
ولكن
ترى هل كل من يدخل النت ويكتب يكون هدفه الوصول الى الحقيقة ؟؟
وهل كل من يدخل النت ويكتب يكون هدفه مصلحة الامة ؟؟
اعذرينى
ارى الكثير من السفهاء والاغبياء يكتبون لاسباب لا تمت للحقيقة بصلة زلا تمت للامة بصلة
وهذا يتضح مما يكتبونه ومن المفردات التى يستخدمونها
فكل كلماتهم تطاول وقلة ادب وسفالة
اتهامات مرسلة بدون اى ادلة
وكلمات عائمة لا تعنى اى معنى المهم ان يكتب وان يعرف اسمه
لاى سبب تنطوى عليه نفسه ولكن من المؤكد ان الوصول الى الحقيقة وصالح الامة ليس من بين ما تحتويه نفسه
من حق اى انسان ان يناقش اى فترة زمنية
ومن حقه ان يناقش اى شخصية
ولكن يجب استخدام المفردات اللغوية التى تتناسب مع ذلك والاسلوب الذى يليق بذلك
وان تكون الكلمات محددة والقضايا محددة تحمل وجهة نظر صريحة وواضحة
غير ذلك
يكون مجرد سفالة وانحطاط وتطاول لا يمكن ان يقبله اى انسان محترم
جمال النجار

شكرا للغيرة على الأمة من الأخت الفاضلة ، وشكرا للأخ سلاف على الإضاءات التي أنار لنا بها طريق الحوار والحكم على الأمور ، ولعل الله يأتينا عن قريب بمن يقودنا للحق ويأطرنا عليه أطرا وإلى أن تقوم دولة الخلافة إذا لم نسعى جميعا لإقامتها أو لم نتمكن من ذلك فما المطلوب منا ؟
آمل توجيهنا الوجهة الشرعية في ذلك للعمل بما يرضي الله في مثل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها الأمة .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دعوني بداية أحيي كل من شارك في هذا الموضوع القيم وأن أحيي بشكل كبير صاحبة الطرح له,

أحب أن أكمل ما بدأه شاعرنا السياسي الحبيب "سلاف" , بعد وضعه لتلك النقاط الموضوعية الكفيلة بتوضيح سبب التأويل للأحداث وبالتالي الحكم على شخصيات بعينها وما إلى ذلك من تداعيات, فما بعد التأويل تأتي مسألة الحوار و التفاعل حسب ما آمن به المرؤ من أفكار و اعتنق

أبدأ بوجوب تقبل الأطراف المختلفة في المرجعيات والقياس بعضها البعض وأنا أعني هنا على المستوى الشخصي و الإحترام المتبادل لوجهات النظر , لا يعني أنني أحترام وجهة نظر مختلفة أن هذا إعتراف بها أو قبول, بل على العكس فمن حق وجهات النظر أن تنقض بعضها بعضا وبالتالي يتباين الحكم على الأشخاص بشكل كبير قد يتناول إتهام أفراد التاريخ - من زعامات و قيادات - بشكل شخصي وتجتهد كل وجهة نظر في طرحها الإسباب و التفسيرات التي تؤيد وجهة نظرها , على أن يتقبل الإطراف هذا النقد وتبدأ دائرة حوار إيجابي كما لابد من وجود هدفا من الحوار في الأساس كما يجب أن يكون "هدفا إيجابيا" لا مجرد نوع من الترف الفكري أو العبث , هدفا يحدث تغييرا في الحاضر وما هو أتي لا مجرد "ردة" بلا معنى للماضي , يجب أن نعود للتاريخ كي نتعلم , وواجب على كل فرد أن يبحث في تاريخه و ينقب كي يبصر, إن المستقبل يبدأ دوما من الماضي ولا ينتهي عنده , لذلك أول ما يجب أن نملك زمامه هو التعصب "الأعمى" , لكن - من وجهة نظري الشخصية - أرى أن التعصب "المستبصر" هو أمر جيد, أهم شيء في الأمر أنه ليس هناك منتصر ومهزوم في الحوارات , بل خطأ و صواب و صحيح وأقرب للصحة , ويجب أن يكون لدينا "مرونة" التغيير في حال ما إذا ما أبصرنا ما هو أقرب للصواب مما نعتنق

وبالعودة للقرآن - هذا لأني مسلم متعصب لديني وأرجو أن أكون مستبصرا - نجد القصص القرآني لمسألة الحوار مع وجهات النظر المتباينة و التي يتبنى القرآن فيها وجهة نظر واضحة بيضاء ناصعة في مقابل وجهات النظر الأخرى المتباينة , ما بين حوارات تتسلسل بشكل رائع بتقدم الفكر البشري وتؤصل التاريخ والنوازع لتفسيره واعتناق وجهات النظر المتباينة كالتالي - وأعتذر عن اجتهادي إن أخطأ - حوار الله مع أبليس , أبليس مع نبينا أدم , حوار إبني أدم , نبينا نوح مع قومه , نبينا ابراهيم مع قومه , نبينا موسى وفرعون , نبينا يوسف مع إخوته ومع طبقات مجتمعه الإجتماعية والسياسية , نبينا محمد المشركين (اقتصاديا وسياسيا و تاريخيا ) , وغيرهما من قصص رائع القصص تصنع نموذجا للتعامل مع وجهات النظر الأخرى , فتلك أمتنا أمة واحدة وأهم ما يميز اتجاهنا - نحن المسلمون - هو رفض وجهات النظر المخطئة بالقياس الإسلامي والتعامل معها بالحسنى وبكل أنواع التناقض السلمي والحوار ما دام الأمر لم يمتد لمحاولة وجهة نظر "إجتثاث" وجهة نظرنا, إن أهم ما يميزنا هو "احترامنا" لوجهات النظر المتعارضة معنا على عكس ما تسعى إليه وجهات النظر الأخرى

أرجو ألا أكون قد أطلت وأرجو أن تتقبلوني بينكم
هداني الله وإياكم دوما لما فيه النفع والخير و الإيمان