يا خاطب العيناء
يا خاطبَ الحورِ الحِسانِ تَلَطُّفاً
أقبلْ عليَّ إذا أردْتَ بياني
واسمع لوصف الحورِ جاءَ مُفَصَّلاً
في سُنَّة المُختار والقرآنِ
هُنَّ الكرائمُ للكرامِ حلائِلٌ
النّاطقاتُ برقَّةٍ وحنانِ
القائلاتُ هلمَّ يا بدر الدُّجى
فالشَّوقُ طال بلهفةِ الولهانِ
كالؤلؤِ المكنونِ هُنَّ ترائبٌ
متقاربات العُمر والأسنانِ
وكواعِبٌ عُرُبٌ وليس يشوبُها
كدرُ النّفاس وريحةُ الأدرانِ
القاصراتُ الطرفِ لم يطمثْ لها
من قبلُ أنسٌ لا ولا مِنْ جانِ
تحت الخيام لبعلها قد أُقصرت
الخيِّرات الفضلِ والإحسانِ
عيناءُ فوق الوصف يعلو قدرُها
كنفائس الياقوتِ والمَرجانِ
والجسمُ كالبيضِ المُكَنَّنِ لونُهُ
ماذا تكون نعومة الأبدانِ ؟
لو أظهرت في الكون طرفَ خمارها
كسفت لنور الشّمس في الأكوانِ
لو خالطت في ريقها بحر الدُّنا
لحلا كشهدٍ خالصٍ ريَّانِ
لمَّا تراها في الجنانِ تبسَّمَتْ
سترى بريقاً خاطفَ الَّلمعانِ
لمّا تنادي في خمائل صوتها
لحنٌ بديعٌ ساحرُ الآذانِ
قد سُمِّيتْ بالعِيْنِ عيناء المَهَا
والحورُ وصفٌ زانَ في الأَجفانِ
هذي الكرائمُ وصفها يعلو بها
ولها تهونُ كرائمُ الأثمانِ
من أشعاري ( أبو أحمد الطبري )